رواية كاملة قوية الفصول من الثالث عشر للسادس عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
يريد مفاجأتها.. ليفاجئ هو بها مستغرقة في نوم عميق.. تساءل للحظات إذا كان والده محق.. ويجب عليه الابتعاد عنها ليترك مشاعرها لتنضج قليلا..
ولكن متى استمع يزيد لصوت العقل!!..
تحرك ببطء ليندس بجوارها في الفراش متذمرا من صغر حجمه.. ..
عمري ما شفت فراشة نومها تقيل كده!..
شعر بها تتحرك بين ذراعيه.. فرفع رأسه لتواجهه عينيها.. وقد تحولت زرقة السماء بهما إلى لون منتصف الليل.. رمشت عدة مرات كأنها تتأكد من حقيقة وجوده بجوارها.. وابتلعت ريقها بارتباك وهي تهمس بضعف
روحتلك عند نيرة ما لقتكيش..
همست بدورها
أنا.. قلت استناك هنا أحسن..
ذكية..
إيه ده..
أجابته ببراءة
ده تويتي.. بتاعي..
رفع أحد حاجبيه بتعجب وأمسك پالدمية ليلقي بها بعيدا.. وهو يهمس بتملك
ما حدش ينام في سريرك غيري..
..
بقى لي ربع ساعة باصحي فيك..
تململت علياء بين ذراعيه ولكنه لم يسمح لها بالابتعاد عنه فابتسمت بخجل وهي ترمش بعيونها عدة مرات وتضغط بكفيها على كتفي يزيد هامسة
داعب أنفها بأنفه وهو يهمس له بعتاب مصطنع
أكيد الليلة اللي فاتت ما كانتش حلم..
ابتسمت بخجل ولم تجبه.. فهي لا تستطيع إخباره عدد المرات التي استيقظت بها وهي تحلم أنها بين ذراعيه.. لتدرك أنه حلم.. سراب.. كڈبة تعيشها في خيالها بينما هو.. هو كان يقضي شهر عسله مع أخرى..
انقبضت ملامح وجهها عندما مر ذلك الخاطر بذهنها.. وظهرت في عينيها دموع حبيسة.. حاولت كبحها ولكنها هزمتها لتتساقط من بين أجفانها التي كان يقبلها منذ قليل.. وهمست لنفسها
قطب حاجبيه وهو يكرر
غبية!!.. ليه يا علياء..
حركت وجهها لتبعده عن مرمى نظراته وحاولت التملص من بين ذراعيه.. إلا أنه منعها بقوة وهو يكرر
ليه يا علياء.. غبية ليه..
رفعت عينيها لتصدم بوجه قريب جدا منها وعينيه بها نظرات قلق عاصفة.. وقد قطب حاجبيه بشدة.. وكرر
ليه!
وجدت نفسها تتكلم بعفوية وكأنها تتحدث مع نيرة
هشششش.. اوعي تقولي الكلمة دي.. أنت غالية قوي.. قوي يا علياء..
غلاوة عشيقة!..
شتم بصمت.. لقد كان على حق عندما طلب من مازن أن يبعدها عن دنيا.. فلابد أنها ثرثرت أمامها بأفكارها المچنونة.. لتطبقها الحمقاء على حياتهما معا..
لف وجهها نحوه هامسا
أنجح زوجة اللي ما تخجلش أنها تكون عشيقة لجوزها..
سألته بتوجس
وبيحترمها..
أكيد.. لو ما احترمهاش يبقى مش هيحترم نفسه..
سيبيني أقوم يا يزيد..
أطلقها من أسر ذراعيه فنهضت ببطء لتذهب إلى الحمام.. وقبل أن تغلق الباب خلفها سألته پألم
لما هي غالية وهو بيحترمها أومال ليه بيحتاج غيرها..
ترك رأسه لتسقط على الوسادة وهو يفكر في كلماتها.. حوارهما معا.. برائتها.. عفويتها معه.. تحادثه كأنه صديق.. همس بداخله يكمل جملته لها..
أنجح زوجة هي اللي ما تخجلش تكون عشيقة لزوجها.. وبعفويتها وبرائتها تكون له كمان صديقة..
جالت عينيه في غرفتها.. غرفتها الوردية.. فكل ما يحيط به وردي.. عرائس ودمى محشوة وردية.. وذلك التويتي.. لم ير تويتي وردي من قبل.. حتى غطاء الفراش الذي يتدثر به.. كان وردي اللون.. غرفة غاية في الطفولية والبراءة..
براءة سلبت منها في لحظة لتدخل عالم الكبار.. عالم لا تعرف قواعده.. ولا قوانينه.. يشعر بها حائرة ومشتتة.. تحواره كناضجة.. ولكن بداخلها طفلة تائهة.. يبدو أن والده كان على حق.. يجب عليه أن يمنحها بعض الوقت لتنضج وتستقر.. سيبتعد قليلا.. قليلا فقط.. ويعود ثانية.. فقط يجب أن يخبرها بسفره إلى دبي..
فوجئت منى بدخول حسن إلى المنزل في وقت مبكر جدا عن موعده وهو يحمل عدة أكياس بين يديه.. أخذت تتابع تحركاته وهو يتجه إلى المطبخ.. لتسمع بعدها عدة أصوات وضوضاء عالية.. أطباق تتصادم ببعضها.. وأكواب تتهشم.. ثم صوت مياه جارية مختلط بسباب محتشم.. أخيرا ظهر حسن وعلى وجهه معالم انتصار.. وفي يده كوب به سائل أحمر اللون..
وضعه أمامها بفخر قائلا
عصير الفراولة اللي بتحبيه..
رمقته في تساؤل عن حقيقة الأمر.. فهو ذهب إلى عمله صباحا وهو ما زال غاضبا منها.. فما الذي حدث في ساعتين ليغير رأيه.. سمعته يجيب على الأسئلة التي لم تطرحها
هدنة..
أومأت موافقة فهي تريد أن تعلم ماذا به.. ولماذا أتى من عمله مبكرا.. رفع الكوب ومده نحوها.. فأخذته منه على الفور.. وسألته بتوجس
جيت بدري ليه يا حسن..
أغمض عينيه پألم.. ومرت في ذهنه مواجهته الأخيرة مع أبيه منذ دقائق.. حين اقتحم مكتب أبيه ليخبره صراحة رأيه فيما يقوم به نحوه من تصرفات متعسفة.. كان آخرها فقده لعمله.. حيث استغنى صاحب المكتب عن خدماته.. وأخبره صراحة.. أنه لن يجد بعد الآن من يقبل بتوظيفه حتى يسوي أموره مع والده... وإذا أراد أن يعمل بعيدا عن نفوذ والده فليختر عملا بعيدا عن تخصصه كمهندس ناجح.. ويبحث عما يسد به رمقه.. وإلا فليخضع لما يريده والده أيا كان ذلك..
اقتربت منى منه بتردد وهي تستشعر بألمه الداخلي.. وما يكتمه داخل صدره..
ربتت على كتفه بحنان
في إيه يا حسن.. هتخبي علي..
أحنى رأسه أرضا.. وأجابها مترددا
منى.. أنا..
سكت ولم يتكلم فحثته ليكمل
أنت إيه..
ابتلع ريقه بصعوبة
أنا عايز أقولك على حاجة.. قرار أخدته.. وبتمنى تساعدني فيه.. ويا ريت اللي هعمله ده ما ينزلنيش من نظرك...
الفصل السادس عشر
فتح يزيد باب الشقة وسمح لعلياء بأن تتقدمه.. قبل أن يغلقه خلفها.. ثم مد يده يقبض على أناملها الرقيقة بقوة ويسحبها خلفه.. وهو يصف ويعدد لها مزايا الشقة التي اختارها بناء على نصيحة مازن لتكون شقة الزوجية الخاصة بهما.. كان يرص الكلمات بسرعة وڠضب وهو يمر بها من غرفة لأخرى.. حتى وصل بها إلى المطبخ الذي كان واسعا جدا.. كست جدرانه عدة دواليب خشبية.. قدرت علياء أنها صنعت من خشب الأرو.. وتوسطته خزانة كبيرة مستطيلة ومتوسطة الطول.. غطتها قطعة رخامية عريضة..
ارتكزت علياء بكفيها على القطعة الرخامية وقد قررت التوقف عن التجوال بالشقة.. وسمعته يسألها
ايه رأيك في الشقة..
وقبل أن تجيبه ارتفع رنين هاتفه.. بنغمة معينة جعلت علياء تدرك على الفور أن ريناد هي المتصلة.. فلم تملك إلا التأفف في صمت وهي تراه يسحب الهاتف ليتحرك بعيدا ويجيب عليه.. تذكرت لحظة خروجها من الحمام في الصباح وقد لفت جسدها بمنشفة ضخمة وأخذت تبحث في خزانتها عما ترتديه حتى تعثرت ببنطال جينز وقميص قطني.. عندها سمعته وهو يتحدث معها على الهاتف.. لينتابها إحساس مؤلم بالمهانة وحارق بالغيرة.. شعرت بالفعل وكأن جسدها يئن ألما من عڼف الڠضب الذي عصف بها.. لتجد يدها تمتد غريزيا إلى أحد الأثواب الصيفية الذي ابتاعته برفقة نيرة.. فسحبته بقوة
متابعة القراءة