رواية كاملة قوية الفصول من الثالث عشر للسادس عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

السروال الجينز والتيشيرتات القطنية.. وتحولت إلى امرأة ناضجة رائعة قادرة على ايقاف قلبه ۏلعا بها.. لكن ذلك التغيير لم يؤثر على الجاذبية التي تجمعهما معا والتي شعر بها فور دخولها إلى المكتب..
نهض من خلف مكتبه ليرحب بها
أهلا يا فريدة.. حمد لله على السلامة.. اتفضلي..
وضعت فريدة يدها بيده الممدودة ..
له ذلك التأثير عليها.. هي تدرك ذلك ولكن ما يعزيها قليلا أنها تملك نفس التأثير عليه.. ولم يخب ظنها وهي تشعر بإرتجافه خفيفة من جسده..
جلست على المقعد المواجه لمكتبه بينما عاد هو إلى مقعده يسألها بصوت حاول أن يجعله ثابتا
أخبارك إيه.. صبا بتقولي أنك مرتاحة في باريس..
أومأت موافقة
الحمد لله.. فعلا أنا مرتاحة في باريس قوي.. ده غير كمان أن شغلي هناك كويس جدا..
والله!!.. طب كويس.. بس إيه حكاية اللي اسمه غسان ده!.. ده لازق لك في كل حتة..
هزت كتفيها بلامبالاة
عادي.. هو يبقى مدير أعمالي.. مش صبا قالت لك..
أيوه قالت لي.. بس ده مش مبرر أنه يظهر في كل صورة ويكون موجود معاك في كل مكان!
رفعت فريدة حاجبا واحدا وهي تسأله باستمتاع
ياااه.. أنت متابعني للدرجة دي..
أنت ناسية أنك أم بنتي!
لا مش ناسية طبعا.. وعشان كده أنا جيت النهارده..
أنت رجعت مصر خلاص ولا دي زيارة
لا كده ولا كده..
أومال إيه..
يعني.. تقدر تقول شغل.. موضوع معرضي الجاي.. عن المرأة الشرقية.. وهقوم بجولة كده على كام محافظة.. في حاجة معينة في دماغي وعارفة إني هالاقيها على ملامح ستات مصر..
سأل بتعجب
وإيه بقى الحاجة دي..
ابتسمت بسخرية
القهر!.
ردد خلفها مذهولا
القهر!!
أومأت
أيوه.. الست هنا.. دايما مقهورة.. البيت الأهل الزوج المجتمع عادات وتقاليد.. ولو قدرت تتغلب على كل ده.. بتيجي مشاعرها هي اللي تقهرها..
قصدك أنها ضحېة في كل الأحوال..
أكيد مش في كل الأحوال بس في معظمها.. وعامة أنا بعمل معرض فني.. مش تحقيق صحفي..
تمام.. بس برضوه ما فهمتش.. إيه علاقة صبا بده كله..
عايز آخد صبا معايا..
جاء رفضه قاطعا
لأ طبعا.. أنت ما بتقدريش تراعيها وهي معاك في نفس البيت.. هتاخديها وتلفي بيها بلاد الله..
هبت پغضب
أنت بس اللي معتقد أني مش هقدر أراعيها.. ومانعها أنها تيجي تقعد معايا في باريس.. بټنتقم مني بيها..
أجابها پغضب مماثل
والله أنت اللي سبتيها من البداية وما بصتيش وراك وسبتيني وبعدت.. وبعدين ده كلامها هي.. مش مجرد اعتقاد مني..
تهالكت على مقعدها پألم
إيه!.. صبا بتقول أني مش بعرف أراعيها.. هي اللي بترفض تيجي لي..
تحرك ليربت على كتفها وقد قټله حزنها ولام نفسه لتسرعه الشديد ولكنه حمد ربه على عدم انتباهها لزلة لسانه
أكيد هي مش قصدها كده بالظبط.. بس هي بتحس أن وقتك مشغول ووجودها بيسبب لك حمل زيادة..
رفعت فريدة إليه عينين دامعتين وهي تتوسله
أرجوك يا عامر.. أرجوك وافق أنها تيجي معايا في الجولة دي.. أنا فعلا حاسة أنها بعيد عني.. محتاجة أني أقرب منها..
يا فريدة.. أنت هتكوني مشغولة قوي.. هتقدروا تقربوا إزاي
مش هكون مشغولة للدرجة.. أنا مش هرسم اللوحات هنا.. أنا بس بدور على موضوعات.. لو رسمت هتكون اسكتشات مبدئية.. أرجوك يا عامر..
تنهد عامر مستسلما
طيب.. إيه رأيك تيجي تتغدي معانا النهارده ونعرض عليها الموضوع ونشوف رأيها..
أومأت موافقة بامتنان
إن شاء الله هتوافق.. أنا هقنعها..
كاد يزيد أن يفقد أعصابه وصوت ريناد الصارخ يكاد يصم أذنيه وهي توجهه ليعدل من وضع إحدى اللوحات التي يقوم بتعليقها بينما هو معلق على سلم متحرك.. يحاول التحكم في اللوحة الضخمة التي أصرت هي على شرائها وتعليقها على ذلك الحائط بالذات..
حاول أن يعدل من وضعها.. فعاد صوتها يدوي
لأ.. لأ يا يزيد.. اللوحة معوجة..
الټفت لها وهو يهتف بحنق
ريناد.. دي تالت مرة أطلع أعدلها.. خلاص أنا زهقت..
وترك اللوحة كما هي ونزل ليواجهها
أنا تعبت.. كفاية لوحات وأنتيكات بقى.. أنا حاسس أني في متحف مش بيت!
هتفت ريناد به في ڠضب
وأنت زعلان ليه.. في حد يكره الشياكة والفخامة.. ولا أنت عايز تعيش في ال...
قطعت كلامها فجأة والتفتت لتبتعد عنه إلا أن يده تمسكت بذراعها بقوة قبل أن تتحرك وهو يسألها
سكتي ليه.. كملي كلامك..
ترددت قليلا
أنا.. أن..ا.. ما اقصدش حاجة..
قاطعها قائلا
لا.. تقصدي يا ريناد.. وبلاش نقعد نلف حوالين المشكلة بدون ما نواجهها.. ماما طلبت مني أني ما اتكلمش ولا أفاتحك في أي حاجة.. وأكيد طلبت منك كده.. والنتيجة خناقات وخلافات يومية بدون سبب.. لأننا سايبين جوهر المشكلة من غير ما نتكلم فيه.. أنا مش بحب نظام تخبية الراس في الرمل.. ده أساس المشاكل بين بابا وماما.. يا ريت يا ريناد نتكلم بصراحة..
التفتت له ريناد ببطء
أنا ما عنديش كلام..
ضيق عينيه متعجبا
ريناد.. بلاش تدي ودانك لماما وخالتي.. أنت مش كده.. دي مش شخصيتك.. مش ريناد اللي عرفتها طول حياتي.. اتكلمي معايا.. واسمعيني.. و..
قاطعته بقوة
ياااه يا يا يزيد.. ريناد بتاعة زمان!!.. أنت متوقع تلاقيني نفس ريناد القديمة.. طب إزاي.. أنا لسه بحاول استوعب اللي حصل.. بحاول أكون ريناد اللي بتحكم عقلها وتفكر كويس وتقرر بدون تهور ولا اندفاع.. بحاول أكون فعلا ريناد اللي أنت أعجبت بشخصيتها دي.. مش فاهمة أنت كنت عايز إيه.. عياط وهيستريا وموقف عڼيف.. ما انكرش أن ده رد فعل طبيعي.. وفعلا فكرت أني آخد الموقف ده.. لكن على رأي خالتو.. معقولة أخسر خطيبي وحياتي عشان جوازه فشنك!.. عارف أكتر حاجة ضايقتني إيه إنك لغيتني خالص من تفكيرك.. حتى لو أونكل عصام أجبرك على الموضوع فكان لازم تيجي تكلمني ونتفاهم ونتفق.. مش تاخد قرارك من نفسك..
أشاح يزيد بوجهه بعيدا.. فكما يبدو أن والدته أقنعتها أنه مجبر على الوضع لذلك هي راضية صامتة.. ولكن شيء ما بأعماقه شعر بنفور شديد من منطقها وعقلانيتها.. نفور جعله يفكر للحظة أن يخبرها أنه ليس مجبرا وأن الزواج تم بإرادته وأنه زواج دائم وليس لفترة كما يبدو أنها تعتقد ولكنه وجدها قسۏة شديدة منه.. وبكل الأحوال هو غير راغب في التعامل مع هيستريا أنثوية في تلك اللحظة..
زفر بحنق وهو يمسح وجهه بكفه فسمعها تسأله
يزيد.. لو عايز تفسخ الخطوبة قول على طول وما فيش داعي للف والدوران..
هز رأسه نافيا
لا.. أنا مش عايز أفسخ الخطوبة.. بس كنت أتمنى أننا نتكلم ونواجه بعض بصراحة.. تسمعيني واسمعك..
أنا مش عايزة أفتح أي كلام في الموضوع ده.. أنا بحاول أتجاهله على قد ما أقدر.. أرجوك ما تجرحنيش أكتر من كده.. واحترم قراري ده..
ما عندكيش أي فضول.. أي سؤال..
هزت رأسها پألم
السؤال اللي عندي مش عايزة أسمع اجابته..
وأنا تحت أمرك لما تحبي تسألي وتسمعي الأجوبة.. وتأكدي إني مش هقولك إلا الحقيقة..
تأفف مازن بحنق وهو يحاول تسوية قميصه بعدما فصل بين يزيد وشاب ما.. كان يزيد يكيل له اللكمات پعنف.. واضطر مازن أن يغير طريقه بعدما كان متوجها إلى مطعم النادي ليلاقي نيرة هناك..
تم نسخ الرابط