رواية كاملة قوية الفصول من الثالث عشر للسادس عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أغرق العصير بالملح بدلا من السكر.. ولكنها تناولته كله وهي تبدي استمتاعها بمذاقه الرائع.. فإذا كان هو سيتخلى عن حياة كاملة من أجلها ألا تضحي هي بابتلاع فراولة بالملح!...
عادت إلى واقعها الآن لترمق زوجها وهو ينهي آخر بقعة من سقف الحجرة في مهارة لم تكن تعتقد أنه يمتلكها ولكنه أثبت لها الأسبوع الماضي أنها كانت على خطأ في اعتقادها.. فقد استطاع تحويل غرفة السطح ببضع لمسات فنية من فرشاة الطلاء خاصته إلى منعزل هادئ خاص بهما فقط.. عش رقيق ليحافظ على حبهما.. .. فأصبح لديهما شقة تتكون من غرفة نوم واحدة ومطبخ وحمام.. وغرفة تصلح للمعيشة أو تناول الطعام وحتى لاستقبال الضيوف.. وامتلأ البيت الصغير بعدة قطع متنافرة من الأثاث.. جمعتها منى من حيث لا يدري ولكنها بلمسات بسيطة منها.. مفرش هنا.. ووسادة صغيرة هناك.. بساط ذو ألوان غير معلومة.. لوحة عجيبة لفنان أعجب.. لكنها منحت الغرفة لقب مسكن.. بل أن لمساتها امتدت لتحول السطح خارج الغرفة إلى حديقة صغيرة.. تشبه تلك التي أعجبتها بشاليه يزيد بالمعمورة.. وأخيرا ضمهما عش كما تمنيا طويلا..
بالفعل هو عش.. ضيق للغاية ولكنه أيضا يموج بالعشق الصافي والټضحية المتبادلة..
وقفا ينظرا إلى صنع أيديهما بفخر شديد ومد حسن ذراعه لها فدست منى نفسها تحته على الفور لتلتصق به وترفع له وجه يعبر عن حب صاف
مبروك علينا شقتنا يا حسن..
همس في أذنها
أسطى حسن!..
فهماني يا دنيا.. فهماني قوي..
.. أكملت الطرحة مظهرها الخرافي.. حيث تعلقت في شعرها الذي جمعت بعض خصلاته وتركت المعظم حرا.. وامتد طول الطرحة ليصل إلى طول الفستان الذي امتد خلفها عدة أمتار..
عشان اللي فاتته البوسة الأولانية.. يلحق يتفرج على التانية!
احمرت وجنتاها بفتنة وكادت أن تنهره بعبارة مستفزة.. ولكنها توقفت عندما لمحت نظرات الحضور البراقة وكأنها تحسدها على عريسها المتيم... وسمعت بضعة آهات من مجموعة من الفتيات إعجابا بحركة مازن الجريئة... فابتسمت ابتسامة خبيثة تحولت في لحظة إلى ابتسامة خجولة وهي تخفض عينيها أرضا في حياء تاركة مازن يتأبط ذراعها.. ليعبرا معا باقي الممر.. ويدخلا إلى القاعة تناجي آذانهم موسيقى كلاسيكية هادئة.. وناعمة تماما..
بعد أن استقرا في مقعديهما همس مازن في أذنها
بصراحة.. ما ينفعش أطلب تشغيل أي أغاني.. أنت مبهرة بصورة خيالية.. هتخلي حتى أعظم سيمفونية جنبك.. شيء باهت.. أشك أن أي حد في القاعة نزل عينه من عليك..
سكت لحظة وهو يتأمل إشراقة وجهها لمغازلته الخفيفة ثم بنبرة مختلفة
صحيح.. هو الفستان ده مالوش حاجة تغطيه..
هتفت بنزق
مازن!..
الأغنية دي بس استثناء..
وعلى الفور تصاعدت موسيقى..
Everytime we touch
I still hear your voice when you sleep next to me.
I still feel your touch in my dream.
Forgive me my weakness but I dont know why
Without you its hard to survive.
.. يتحركان على أنغام الأغنية ربما.. أو أنغام أخرى خيالية يسمعها هو فقط فتدفع به إلى عنان السماء.. غاب في عينيها الزبرجدية.. فأخفضتهما أرضا.. بخجل ربما غير مصطنع.. فهمس لها
ارفعي وشك.. عايز اشوف عيونك..

تم نسخ الرابط