رواية كاملة قوية الفصول من الثالث عشر للسادس عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
تكون مقنعة..
لوى شفتيه ببسمة ساخرة بينما أكملت هي
حددنا الميعاد في النادي لأني مش هقدر أروح الأتيليه النهارده.. وآه.. هي سمعت عن العرض الأخير بتاعي في لبنان وأنت فاكر طبعا سمع إزاي.. وكمان في كذا ممثلة مشهورة لبست تصميماتي في المهرجان الأخير.. اسم دنيا الموجي مش أقل من أي مصمم معروف ومش هسمحلك أنك تقلل من شغلي تاني..
طيب ليه وافقت تقابليها.. طالما عرفت هي مين إيه لازمة المشاكل..
أشارت له بسبابتها موضحة
هي اتصلت بي عشان شغل.. شغلي خط أحمر.. ما فيش أي علاقات هتأثر على شغلي.. أظن أن ده كان ضمن اتفاقنا..
يعني هتصممي لها الفستان..
أكيد..
هز رأسه بصمت فهو يعرف كم هي عنيدة ولا تتراجع عن قراراتها وخاصة أن كانت تتعلق بعملها.. أجلى صوته وهو يسألها بتردد
ابتسمت وهي تخبره
عايزه فستان تبهر بيه عريسها.. وما تحاولش تعرف تفاصيل أكتر..
ارتسمت على وجهه ابتسامة هادئة
كل اللي هطلبه أن موقف زي بتاع النهارده ما يتكررش تاني.. ممكن
هزت رأسها موافقة
أكيد يا مازن.. صدقني لو كنت أعرف أنك هتقابلها في النادي كنت غيرت مكان المقابلة..
بس ما كنتيش هتبلغيني صح..
تؤ.. زي ما قلت شغلي منفصل عننا.. تمام يا حبي..
بس طالما إحنا هنا دلوقت.. ممكن أسمح لك تقنعني أني أقولك هقابلها تاني امتى..
مش فاضي دلوقت يا دنيا.. أنا متأخر على اجتماع مجلس الإدارة..
لم تسمح له بالابتعاد ولفت ذراعيها حول عنقه
مازن.. أنا مسافرة الليلة.. و..
قطع كلماتها جرس هاتفه.. فأبعدها قليلا
توسعت عيناه وهو يرمق شاشة الهاتف
نيرة!..
لم يجب على الهاتف حتى سكت الرنين.. فسألته دينا بفضول
ما ردتش عليها ليه..
منحها نظرة لتصمت ولكنها لم تهتم.. وأكملت
ممكن تدخل تكلمها من جوه.. ولا أقولك أنا اللي هدخل عشان تكون براحتك.
تعالى صوت هاتفه مرة أخرى.. وقبل أن يغلقه.. أسرعت دنيا وأوقفته بغمزة من عينها
فتح مازن الخط ليجد صوت نيرة في أقصى حالات اضطرابه.. فهتف بها بقلق
في إيه يا نيرة.. اهدي بس وفهميني..
سكت قليلا ليستمع إلى نبرتها المضطربة ثم طمئنها بهدوء
طيب.. خلاص.. ربع ساعة وهكون عندك..
هسلم عليك بقى دلوقت لأن طيارتي كمان أربع ساعات.. أشوف وشك بخير..
أشوف وشك بخير يا دنيا.. أول ما توصلي طمنيني..
أومأت برأسها موافقة وخرج هو ليلحق بموعده مع نيرة.. بينما ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتي دنيا وهي تغمغم
يا بختها بيك يا مازن.. يا ريت بس ما تكسرش قلبك..
فقد كان يتردد في رأسها باقي جملة نيرة والتي لم تخبره بها..
عايزة فستان أبهر بي خطيبي.. وأقهر بي خطيبي الأولاني ويندم ألف مرة على أنه فرط فيا..
كان حسن يعمل على إنهاء بعض الرتوش النهائية بإحدى التصميمات التي كلفه بها صاحب المكتب الهندسي عندما جاءته منى بكوب من الشاي وبعض قطع الكيك ووقفت بجواره وهي تداعب خصلات شعره وتهمس
حسن.. أنت لسه زعلان..
أخفض رأسه فوق لوحته وهو يكتم ابتسامته.. فهي تحاول مراضاته منذ ساعات وهو مستمر في التظاهر بالڠضب.. فقط حتى يستمتع بدلالها له..
لفت ذراعها حول كتفه وهي تقترب منه أكثر وتهمس
أنا مش فاهمة بس مين اللي يزعل من التاني!!.. يعني بعد ما أجهز لك الغدا.. تغضب وتسيب الأكل وكمان مش عايز تكلمني ولا ترد علي..
ظل صامتا ولم تسمع منه أي رد.. فسحبت ذراعها بهدوء وأولته ظهرها وهي تغمغم بحنق
براحتك.. أنا في الصالة لو..
وقبل أن تكمل كلامها وجدت نفسها تسحب للخلف بسرعة فشهقت پخوف وحسن يرفعها ليحشرها بين جسده ولوحة التصميم.. وهو يخبرها بضحكة مكتومة
بقى بذمتك الشيء اللي كان في الأطباق ده اسمه غدا!..
أخفضت رأسها وأحاطت عنقه بذراعيها وهي تخبره بصبر
يا حبيبي.. دي اسمها بصارة.. وبعدين دي طعمها حلو جدا.. ومفيدة كمان.. أنت قمت وسبت الأكل حتى من غير ما تدوقها!..
جلس حسن من جديد على مقعده وأوقفها بين ساقيه وهو يسألها بتردد
يعني الشيء الأخضر اللزج ده طعم كويس معقولة!.. طيب بتتعمل من إيه البتاعة دي..
من الفول.. و..
قاطعها قبل أن تكمل
فول!!.. فول تاني!.. هيبقى فول في الفطار والغدا كمان.. ما هو البصارة من الفول والفول من البصارة يا مسعودي..
وكزته في كتفه وهتفت بحنق
بقى كده يا حسن بتتريق علي.. طيب أنا بجد بقى زعلانة.. و..
ضاعت باقي كلماتها بين شفتيه وهو يهمس
زعلانة يبقى لازم أصالحك.. دي المصالحة هي أحلى حاجة في الزعل..
وضعت رأسها على كتفه وهي تبتسم
أنت مش هتتكلم جد أبدا..
لا يا ستي هنتكلم جد.. أنت تدخلي تغيري هدومك وأنا هعزمك على أحلى عشا.. بدل الغدا النص كم بتاعك..
ابتلعت منى سخريته من الطعام البسيط بدون أن تعلق عليها.. فهي تحاول معه تدريجيا حتى يكف عن بعثرة الأموال خاصة وأن راتبه مع العمل الإضافي الذي يقوم به بالكاد يكفي تكاليف الطعام.. ولولا أن جدته دفعت ايجار الشقة لهذا الشهر لأصبحا في أزمة بالفعل وهو مصر بعناد شديد على ألا يسمح لها بالعمل.. ولكنها لم تكف عن التفكير في حل لمشكلتهما.. وأخيرا وجدت حلا معقولا ولكنها لا تعرف كيف ستكون ردة فعل حسن عليه.. فكرت قليلا ثم همست بأذنه
طيب أنا عندي اقتراح تاني.. هعملك عشا أحلى ألف مرة من بتاع بره وهنسهر سوا هنا لأني عايزاك في موضوع مهم..
غمزها بشقاوة
تصدقي وأنا عايزك برضوه في نفس الموضوع ده..
اڼفجرت بالضحك وهي تتملص من بين يديه
أشك أنه نفس الموضوع.. على العموم خلص شغلك هيكون العشا جاهز..
وبالفعل أعدت له عشاء شهي مضحية بما كانت تنوي طهوه لغذاء اليوم التالي.. لكنها كانت ترغب في إرضائه حتى يستمع إليها بهدوء ودون ڠضب..
وبالفعل كان في مزاجا رائقا بعد أن تناولا العشاء.. رقصا معا وهما يستعيدا ذكريات شهر العسل.. وحينما قاربت الموسيقى على الانتهاء شعرت منى أن حسن على وشك حملها إلى غرفتهما ليلقنها أحد دروسه اللذيذة.. ابتعدت عنه قليلا وهي تسحبه إلى الأريكة ليجلسا معا واضعة رأسها على صدره وهي تداعبه بلطف
حسن.. عايزة أقولك على حاجة..
أجابها بهمس رائق
قولي يا حبيبة حسن..
شجعها مزاجه على الكلام فتحدثت بسرعة
حسن.. أنا فكرت في مكان نعيش فيه.. ما فيش داعي للشقة دي.. وخاصة أنه إيجارها عالي قوي.. وأنت قلت إنك مش هتقبل فلوس تاني من جدتك..
اعتدل حسن في جلسته وهو يسألها بجدية
مكان إيه اللي فكرت فيه يا منى.. إوعي تكوني فكرت أننا نروح نعيش عند باباك.. ده
متابعة القراءة