رواية كاملة قوية الفصول من الثالث عشر للسادس عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
امتى..
رد عليها بآخر ما تتوقعه
ليه رفضت يتعملك فرح..
أشاحت بوجهها بعيدا لتواجه النافذة مرة أخرى
أنا ليا أسبابي!
كتف ذراعيه وهو حريص على أن يظل بعيدا
أقدر أعرفها..
التفتت له ولاحظ ارتجافة شفتها السفلى فأدرك أنها تقاوم نوبة من البكاء.. فنادى بتحذير
علياء..
هزت رأسها وهي تخبره بخفوت
مش هتفهمني.. عمو عصام اعتبرني واحدة مچنونة.. ويمكن عنده حق..
أنت جاي عشان كده بس..
وضعت يدها على فمها بسرعة بعدما أدركت المعنى الغبي لسؤالها الأحمق وهي تلمح نظرة عينيه اللامعة وتسمع إجابته
جاي اطمن عليك.. أنت قافلة الموبايل ومش بتردي على التليفون الأرضي..
همست
فيك الخير..
هتف
ليه
ليه قافلة التليفون
ليه بتهربي من الواقع.. خلاص جوازنا واقع.. و..
قاطعته بغيرة تظهرها للمرة الأولى
وتحركت لتمسك مجموعة من المجلات المكومة في أحد الأركان لتضعها بين يديه.. وهي تكمل
تانت سهام وصلت لي المعلومة كويس قوي.. أنا عارفة أني غلطانة.. بس ما كانش له لازمة تيجي سيرة ماما في الموضوع..
ألقى المجلات پعنف وقد فهم أخيرا كيف تحولت الحقيقة إلى شائعة
دي شوية ناس تافهة.. وده كله حصل عشان أنت رفضت الفرح اللي كان هيقطع ألسنة الناس..
أنت موافق على فكرة الفرح.. أنا..
قاطعها بذهول أشد
أنت رفضت عشان خفت أني أنا اللي أرفض..
هزت رأسها نفيا
لا.. مش عشان كده.. أنا رفضت عشان ماما..
هز رأسه بعدم فهم
مامتك!!.. إزاي..
مش هتفهمني.. و..
قاطعها وقد بدأ يشعر بالڠضب
اتكلمي يا علياء..
كورت يدها في قبضة لتضعها بين أسنانها كعادتها كلما توترت وأخذت تتحرك بلا هدف في الغرفة وكأنها تحاول ترتيب أفكارها.. وأخيرا تكلمت لينتابه الذهول وينتفض قلبه مع كل كلمة تقولها
بعد مۏتها.. بقيت أقول أنها ما سابتنيش ومش هتنساني يوم فرحي.. وإنه أكيد روحها هتكون معايا.. بتبتسم لي.. وفرحانة بي.. وأني هبقى حاسة بيها حواليا.. يمكن كمان أشم ريحتها أو أحس ببوستها على جبيني.. لكن.. بعد اللي حصل مني..
سكتت وهي تاخذ نفس عميق
بعد اللي حصل استحالة أقدر ألبس فستان فرح.. هقول لأمي إيه.. هنتظر روحها يومها إزاي وأنا.. أنا.. فرطت في أمانتها..
خلاص يا علياء.. أنت سلمت الأمانة لصاحبها.. وأنا الوقت المسئول عنك.. انسي الليلة دي.. انسيها وأنا هنساها.. ونبدأ من جديد..
ازداد بكائها ونحيبها.. كيف يبدآن من جديد.. كيف وهو سيتزوج من ريناد..
عاد يهمس
علياء.. كفاية.. أنت عارفة أن دموعك نقطة ضعفي..
رفعت رأسها عن صدره وهي تحركه غير مصدقة ما سمعته للتو وتحركت بعيدا عنه.. بينما تجمد هو الآخر وكأن كلماته خرجت بدون إرادته..
أنت عايز تجنيني يا يزيد.. صح.. قبل كده قلت لك بطل الشيزوفيرنيا دي.. وزعلت مني.. بس أنت فعلا هتجنني.. نبدأ إزاي.. وفرحك اللي بعد كام يوم.. أنا كنت فاهمة أن جوازنا مؤقت.. وأنك هتنتظر لحد ما عمو عصام يهدى وتطلقني..
رفض پعنف
لا.. ما فيش طلاق..
وتانت سهام.. وريناد.. و..
مسح وجهه بكفه وهو يزفر بحيرة
كل شيء هيتحل في وقته.. لكن طلاق.. ما فيش.. فاهمة.. واستعدي بعد ما تخلص قصة الفرح دي.. أنك هتتنقلي القاهرة.. أنا وصيت مازن يدور على شقة كويسة..
فتحت عينيها بذهول غير مصدقة ما يقوله
أنت بتتكلم جد!
أكيد مش بهزر في حاجة زي كده..
بس..
ما فيش بس.. ده اللي هيحصل.. وعلى ما نكون جهزنا الشقة هتكون الصورة وضحت عند الناس كلها..
صمتت ولم تعرف بم ترد.. فما يقوله يعني أنها ستصبح زوجة ثانية.. أو أولى.. لا تعرف ماذا تطلق على نفسها.. ولكنها تعلم أن سهام ستقتلها وستقيم حفل شواء على جسدها وستساعدها ريناد بلا شك!..
كانت غارقة في أفكارها فلم تشعر أنه اقترب إلا بعد أن لف خصرها بذراعه وهو يهمس لها
وباقي إجابة سؤالك.. أنا جيت لأنك وحشتني.. وحشتيني قوي..
وعاد صوت نجاة يصدح..
ياللي آمر من بعدك لقاك ياللي أمر من هجرك رضاك
يا غربتي وأنت بعيد عني يا غربتي وأنت قريب مني
ضمت نفسها لجسده أكثر وهي تجيبه بمثل همسه
واجابة سؤالك أنت هتفضل حبيبي لآخر لحظة في عمري..
يا حب.. أقول له ايه.. يا حب.. أسامحه ليه.
دا العڈاب هو اللي يسامحه والسهر هو اللي يسامحه
والدموع هي اللي تسامحه
الفصل الرابع عشر
وقف مازن وقد فرج ساقيه وكتف ذراعيه على صدره تشع من حوله طاقة من الڠضب تعكسها عيناه بوضوح وهو يتأمل دنيا التي جلست على أحد المقاعد وقد شبكت أناملها تهز ساقها بلامبالاة وقد وضعتها فوق الأخرى فانكمش طول التنورة القصيرة من الأساس فكانت تصل بالكاد إلى منتصف فخذها...
قطعت دنيا حلقة الصمت وسألته بهدوء بارد
هتفضل ساكت كده كتير
خرج صوته يضج پغضب مكتوم
بحاول أفهم إيه اللي حصل النهارده ده..
نهضت بغتة من جلستها وواجهته پغضب مماثل
أوعى عقلك يوديك لحتة غلط.. أنت عارفني كويس.. وعارف أنه مش أنا اللي أعمل كده..
فك ذراعيه ولم يرد بأي شيء بينما أظهرت عيناه ڠضب مشتعل.. فرفعت دنيا سبابتها ووكزته بها في صدره عدة مرات وهي تهتف به
علاقتك بها ما تهمنيش في حاجة.. وبكررها تاني أنا ما اعملش كده.. لو كنت من النوع ده صدقني كانت حاجات كتير اتغيرت وأنت عارف كده..
فك ذراعيه وقلل من تحفزه قليلا وقد شعر بالندم لأنه جدد چراحها من جديد
أنا آسف يا دنيا.. بس لازم أفهم.. إزاي أنت ونيرة اتقابلتوا وليه
نيرة هي اللي اتصلت بيا وحددت الميعاد.. عايزاني أصمم لها فستان الفرح
هه..
قالها بسخرية مستفزة جعلت درجات ڠضبها ترتفع للسماء فهتفت به
أظن أني ما كدبتش عليك ولا مرة طول السنتين اللي فاتوا.. ومش هاجي أعملها النهارده.. وأكيد برضوه هي قالت لك هي كانت معايا ليه.. ولا إيه
هدأ غضبه قليلا وهو يتذكر ثرثرة نيرة في السيارة عن المصممة التي على وشك دخول أبواب العالمية وعن اتفاقها معها لتصمم ثوب زفافها.. كانت كلماتها تتبخر فوق مراجل غضبه من دنيا فلم يركز في حديثهما إلا قليلا..
عاد صوت دنيا يهتف به
أنت روحت فين.. مازن.. أنت لسه مش مصدقني..
غمغم بتعجب
وإيه اللي يخلي نيرة اللي بتطلب هدومها مخصوص من باريس تطلب منك تصميم فستانها!
كټفت ذراعيها وهي تجيبه ساخرة
ميرسي على المجاملة!
مسح وجهه بكفيه وهو يعتذر ثانية
أنا آسف.. ما اقصدش..
قاطعته بإشارة من يدها
بص يا مازن.. أنا هوضح الموضوع عشان مش عايزة أي سوء تفاهم بينا.. نيرة اتصلت بيا الصبح وطلبت تقابلني.. حددت لها ميعاد بعد أسبوع أكون رجعت من سفرية لبنان.. لكن هي أصرت على مقابلة فورية.. وأظنك عارف قد إيه خطيبتك ممكن
متابعة القراءة