رواية كاملة قوية الفصول من الثالث عشر للسادس عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ودخلت الحمام مرة أخرى لترتديه.. كان ثوبا خفيفا.. ذو فتحة صدر مربعة.. جزئه العلوي ضيق ويلتف تحت صدرها مباشرة زنار عريض ذو لون وردي مشرق.. وهو نفس لون الورد المنتشر بالفستان ذو الأرضية الكريمية اللون وطوله يصل إلى ما بعد ركبتيها مباشرة..
لمحت نفسها في مرآة الحمام.. لترى أن مظهرها تغيير بفعل ذلك الثوب المغري.. شكرت صديقتها في صمت قبل أن تخرج إلى الغرفة لتجده انتهى من مكالمته الهاتفية وجلس بانتظارها.. فهتفت بعجلة
أنا جاهزة عشان نروح نشوف الشقة..
سألها بصوت أجش وهو يقترب منها ويتحسس الثوب وما يخفيه الثوب بجرأة بالغة
نروح فين.. وجاهزة ايه!!.. روحي البسي..
دفعت يديه بعيدا ووضعت يدها بخصرها فارتفع الثوب لأعلى وهتفت هي بغيظ
أنا لابسة فعلا.. وفستاني جديد..
قالت جملتها الأخيرة بحړقة طفلة غاضبة فابتسم قليلا
جديد!.. وجه امتى..
جبته مع نيرة عشان الكلية..
قفز.. بل طار فعليا في مكانه فذكرها بحبة ذرة تتقافز فوق صفيح ساخن وهو يصيح
كلية!!.. أنت عايزة تروحي الكلية بده.. أومال تروحي السرير بايه!!!
غمغمت بحنق
قلة أدب!
صړخ بها
ايه!.. مش سامع قولي تاني كده..
هتفت في وجهه بتمرد يلمحه للمرة الأولى
بقولك ما تقوليش كده.. دي قلة أدب!..
حاول كتم ابتسامته.. وحاډثها بهدوء
علياء.. ايه اللي مضايقك.. ليه مش بتسمعي الكلام..
رمقته بنظرة ڼارية وكتفت ذراعيها وجلست فوق الفراش هاتفة
خلاص.. مش عايزة أشوف الشقة.. روح يلا.. شكلك مستعجل!..
لم تدري ماذا أصابها!.. أو ما يدفعها للتصرف بذلك الإنفعال والڠضب.. إنها تشعر فقط بحړقة قاټلة في صدرها وڠضبها وصړاخها عليه.. يريحها للغاية..
تأملها قليلا يحاول معرفة ما بها.. فهي لم تمر بهذا المزاج العاصف من قبل.. بل أنها قبل قليل كانت تذوب بين أحضانه ثم تركته باكية.. لتذهب إلى الحمام.. ثم.. آه.. الهاتف.. لقد سمعت مكالمته مع ريناد.. وهي تشعر بالغيرة..
ابتسم بإشراق وقد أسعده غيرتها عليه.. فرمقته بغيظ
أنت بتضحك ليه..
اقترب منها بهدوء ثم رفعها من فوق الفراش.. ليضعها أمام خزانتها
غيري هدومك بسرعة..
وده برضوه للكلية..
لأ.. للبيت..
أخيرا سمعها تسأل بحنق
حاولت الإعتراض لكنها هتف بحسم
يلا.. لسه هنشوف العفش..
غابت ثواني وعادت بالثوب الذي اختاره بنفسه.. وقد أخفى تفاصيلها تماما.. ليجد خياله ينشط بشدة ليجسد له تلك التفاصيل بصور حية أكثر مما ينبغي..
من قال أن الخيال أخف وقعا من الواقع فهو أحمق بالتأكيد.. فهو ېحترق الآن كرد فعل على الخيال..
الټفت لخزانتها ليعبث بها مرة أخرى.. وأخرج قميصا وتنورة واسعة وطويلة.. وهما ما ترتديه الآن.. قميص أحمر يحتوي تفاصيلها بدقة حاول الإعتراض عليه ولكنها تمسكت به وكأنه ماء المحاياه.. ما يحيرها بالفعل هو اختفاء معظم ثيابها الجديدة منذ تلك اللحظة ولا تعرف ماذا فعل بهم وأين أخفاهم..
ضغطت بكفيها بقوة على الرخام البارد حتى تستمد بعضا من برودته.. لتتماسك.. فهي تعلم ما يرغب في مصارحتها به فقد وصلها حواره مع ريناد.. عندما كانت في الحمام صباحا.. فهو كان بقمة انفعاله ولم ينتبه لارتفاع صوته.. ولكنه حتى الآن لا يعلم بمعرفتها تلك.. والأدهى أنها تشعر به يقاوم بقوة ليبتعد عنها.. ولكنها تدرك أيضا هشاشة مقاومته تلك..
سمعته وهو ينهي مكالمته.. وهدأت قليلا لأنه بدا نزقا في أسلوبه مع الأخرى وكأنه رافض لمكالماتها المستمرة له في الوقت الذي خصصه لعلياء..
..همس بابتسامة لم يستطع كبحها
غيرانة..
لفت جسدها لتواجهه وحاولت أن تدفعه عنها إلا أنه رفض التزحزح.. 
العقل هيجنني.. أنا مش قادر أكون عاقل أكتر من كده..
..
وبعد فترة ليست بالقصيرة..
حاولت الابتعاد عنه ودفعه عنها.. إلا أنه أحكم ذراعيه حولها هامسا في عبث
يا مچنونة هنقع!..
استكانت قليلا.. ثم عادت تهمس
ابعد..
أنا أساسا ما صبحتش على الألماسة بتاعتي النهارده!
اوعي تنامي!..
رمقته بذهول فضحك بقوة
أنا والله خاېف لتقعي.. مش أكتر من كده..
عادت تهمس له بتوسل تقريبا
ابعد..
كانت تريده بالفعل أن يبتعد.. فهي تخشى حالة الهوس التي أصابته منذ أن لمحها بفستانها الخفيف صباح اليوم.. حينها قرأت بعينيه أي جنون سيجتاحها به.. جنون هي غير مستعدة له خاصة الآن وقرار الفراق على بعد لحظات.. أنها فقط تريد سماع قراره بالابتعاد.. تحتاج أن تكون متيقظة لكلماته لا أن تكون مأخوذة به ومنه على الدوام.. أخذ يتأمل انفعالاتها المتوالية.. ڠضبها وحزنها.. لقد أبدت السعادة لرؤيته الليلة الماضية فقط لاشتياقها له.. ذلك ما لا يستطيع إنكاره.. ولكن منذ أن فتحت عينيها صباح اليوم وهي يلفها حزن غريب..
زعلانة على فساتينك الجديدة
سألته بسرعة
ودتهم فين.. قطعتهم..
ابتسم بعبث
في حد عاقل يقطع حاجات حلوة زي دي برضوه.. أنا بس قفلت عليهم في مكان أمين.. وبعد كده أنا هشوف ايه اللي يعجبني واطلعهولك تلبسيه.. بس ليا أنا بس..
رمقته غاضبة بينما ارتسم على وجهها كل ما تفكر به حوله.. حتى أنه خشي للحظة أن تصارحه بكل ما يدور بعقلها خاصة في نوبة الاندفاع التي أصابتها..
أخيرا سألها بوضوح
في ايه.. فهميني.. ايه اللي جرى لك..
اتكلمي..
أخذت تتملص منه حتى تمكنت من الابتعاد لتجلس فوق العارضة الرخامية وقد ضمت ركبتيها إلى صدرها واحتضنتهما بذراعيها بشدة..
أغمضت عينيها وهي تحاول أن تخرج أفكارها إلى كلمات.. ولكنها كالعادة كانت أجبن من أن تغضبه أو تغضب منه.. فهمست أخيرا لتغير الموضوع
حلوة الشقة.. عجبتني..
قفز أرضا ليتناول قميصه ثم ساعدها لترتديه.. وجلس بجوارها ليضمها نحوه وهو يداعب خصلاتها
عارفة كمان أظرف حاجة فيها ايه.. أنها قدام مبنى المجموعة على طول.. يعني هجيب منظار وأقعد أراقبك ليل ونهار..
هنا لم تستطع الاستمرار في التظاهر.. فغمغمت بمرارة
هو في منظار ينفع تشوفني بيه من دبي!..
أخيرا فهم السبب وراء جنون تصرفاتها..
سأل بهدوء لا يشعر به
تعرفي ايه عن موضوع دبي..
هتسافر وتاخدها.. وتسيبني..
يا علياء دي فترة بسيطة.. وأنت عندك دراسة.. يعني مش هينفع تسافري..
قفزت إلى الأرض ولفت قميصه حولها وأخذت تجول في أنحاء المطبخ.. تريد البكاء والصړاخ وإخباره أنه يعرضها لظلم شديد.. فهو سيتركها للجميع لمن يجرح ويهاجم بل ويتطاول..
تحرك خلفها ليضمها بقوة قبل أن تبتعد.. وهمس لها
بصي.. البداية بابا عرض علي العرض ده.. وكان تبريره أني أسيب لك الوقت والمساحة أنك تقرري وكنت بفكر فعلا أوافق على العرض.. بس النهارده اتأكدت أنه صعب..
همست وقد استكانت على صدره
صعب!.. بس صعب..
وظلم.. ظلم ليكي ولي..
سألته بتوتر
وبعدين ايه الحل..
الحل هو الطيارة.. أومال الطيارة اخترعوها ليه.. باقي أني أحاول توزيع وقتي..
لفت لتواجهه وسألته باتهام
أنت اخترعت الكلام ده كله دلوقت صح
أومأ موافقا
ايوه.. بس ده مش كلام.. ده قرار..
كټفت ذراعيها
وليه القرار ده
ضمھا إليه وهو يبتسم بخبث
عجبتني النومة على الرخامة قوي!..
همست في أذنه
أنت مش معايا خالص..
ايه اللي شاغل بالك..
حاتم بيه بيضغط على حسن قوي.. الموضوع تخطى خوف أب على ابنه..
أكملت هي
وصلوا لمرحلة العند لمجرد العند صح.
اممم..
أطعمته حبة عنب أخرى.. وعادت تسأله
وأنت ناوي تعمل ايه..
مد يده ليجذب رأسها مطالبا بقبلته.. فمنحتها له بسخاء.. وسمعته يجيبها
حسن مكتفني ومانعني اتدخل نهائي.. ومن جهة تانية مراقبة بابا لحسابي
تم نسخ الرابط