رواية كاملة قوية الفصول من التاسع وعشرون للثاني وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بتوسل
دنيا..
هزت رأسها لتقاطعه
لا.. لا يا مازن.. مش هينفع تخدرني بكلمتين زي كل مرة.. عشق دلوقت عدت الخمس شهور.. يعني نقدر ننفصل بهدوء.. وأنت عارف ومتأكد أنه لك مكان في أي وقت كأب ل عشق..
وابتلعت ريقها بصعوبة
وصديق عزيز...
سألها پألم
صديق!.. متأكدة يا دنيا..
مسحت دمعة خائڼة هربت من حصار جفونها وهي تنهض من أمامه لتبتعد عن نظراته الحزينة وهي تهمس بتوسل
همس پألم
أجبرك!..
أكملت وكأنها لم تسمع همسته الحزينة
أنت متأكد من مشاعري ناحيتك..
فردت كفيها بعجز
أنا بحبك.. حب أقوى من أي مشاعر مريت بيها قبل كده.. والحب ده بيولد تملك وغيرة.. مشاعر بتطحن فيا.. زي الڼار بتاكل كل حاجة حلوة.. ومش عايزاها تقضي على الحب اللي جوايا.. حبي ليك هيعيش حتى لو مش متبادل.. واحنا الاتنين عارفين مين اللي في قلبك.. ومش هقدر أقولك خرجها منه ولا أنت هتقدر وإلا كنت قدرت أنا ومسحت حبي ليك عشان نقدر نكمل سوا..
مازن.. علشان خاطري.. ما تجبرنيش أني أعري مشاعري أكتر من كده.. أنا بطالبك بتنفيذ وعدك.. وأنت طول عمرك راجل.. وعمرك ما رجعت في كلمتك..
تحرك مازن من الفراش ليقف في مواجهتها.. ويحيط وجهها بين كفيه هامسا
اطلبي أي حاجة تانية يا دنيا.. أرجوك.. ادينا فرصة تانية.. و..
طلقني يا مازن..
أخذ نفسا عميقا قبل أن يهمس متسائلا
يعني ما فيش أي أمل
همست
ما حدش بيتسول الحب..
أغمض عينيه بقوة ليهمس بۏجع وكأن روحه تنتزع من بين حناياه
أنت طالق يا دنيا..
الفصل الحادي والثلاثون
جلس يزيد على أحد المقاعد في غرفة رامي.. وهو يضم الصغير إلى صدره بعدما نجح بجعله يخلد إلى النوم..
لم يصدق علياء في البداية عندما أخبرته بشكوكها لم يصدق عينيه وهي تفرقع بأصابعها بجوار أذني رامي عدة مرات ولم يلمح استجابة واحدة.. لم يصدق أذنيه عندما انطلق رامي في البكاء لافتقاده تواصله البصري مع علياء ولم تفلح أي أغنية أو تهويدة في اسكاته.. لم يصدق نفسه وهو يردد پقهر
لم يشعر سوى بعلياء تضمه هو ورامي إلى صدرها هامسة
بلاش نفترض الأسوأ.. الأول نشوف دكتور مختص.. في واحدة زميلتي في الكلية والدها دكتور أنف وأذن كبير ومشهور.. هحجز لرامي عنده..
أومأ موافقا بعجز فهو كان حريصا على تحديد علاقاتها بزميلاتها من أيام الكلية.. ولكن لا مفر أمامه الآن.. فهو يحتاج إلى كل عون ممكن أن يحصل عليه..
دوي صوت ريناد الذي لم يكتشف مدى ازعاجه إلا الآن وهي ترمق الصغير بين يديه
أوووووه.. هو أنت لسه ماسك فيه من الصبح!.. اللي يشوف كده يقول أنك ما خلفتش غيره!..
رمقها پغضب
ما لسه بدري!.. طول اليوم بره..
أشارت له باستخفاف
طيب سيب الولد ينام في سريره بدل ما يصحى من أصواتنا..
أجابها بمرارة ولم يشعر بذرة شفقة واحدة وهو يخبرها مباشرة وبدون مواربة
لا.. اطمني.. أصواتنا عمرها ما هتقلقه.. عارفة ليه..
توسعت عيناها بقلق بينما هو ېصرخ پقهر
لأن ابنك ما بيسمعش..
ارتدت للخلف پعنف وهي تستوعب معنى جملته.. وهتفت تتساءل بلهفة
ما.. ما بيس.. معش!!.. ازاي.. عرفت ازاي..
صمت قليلا أمام صډمتها.. ثم أخبرها باختصار ما حدث منذ طرد المربية.. وحتى اكتشاف علياء لإعاقة رامي.. وقبل أن ينتهي من سرد ما حدث فوجئ بها تصرخ بقوة
أيوه طبعا.. علياء هانم.. فجأة قلبها حن على ابني.. وكمان ايه هي اللي اكتشفت أنه ما بيسمعش.. لا.. قلبها طيب بصراحة!..
هتف بها بحزم
بلاش سخافة وغيرة ستات فاضية.. بقولك ابنك احتمال يكون ما بيسمعش وأنت كل اللي همك أن علياء هي اللي اكتشفت الموضوع.. ما قلقكيش للحظة أنها اكتشفت في خمس ساعات اللي أنت ومربيتك اللي معاها شهادات ما اعرفش ايه ما عرفتوش تلاحظوه في خمس شهور..
صمت لحظة وهو يشيح بوجهه
احمدي ربنا أنه حط في طريقه أم زي علياء..
صاحت پغضب
افندم.. يا يزيد.. نعم.. قول كمان الهانم شحنتك بإيه..
وضع ابنه في مهده برقة تناقض معالم الڠضب المرتسم على وجهه ودثره بحنان طابعا قبلة فوق جبينه فهو يعلم أنه سينام لمدة طويلة بعدما أرضعته علياء مرة أخرى قبل ذهابه.. وأعدت له عدة وجبات بسيطة وخفيفة ليطعمه اياهم لو استيقظ جائعا...
ترك اضاءة هادئة في الغرفة ثم الټفت نحو ريناد يجذبها پعنف نحو غرفتهما ليلقي بها فوق الفراش پعنف هاتفا
أنت إيه!!.. ايه!!!.. ممكن يحصل ايه أكتر من ابنك هيكون معاق لباقي عمره عشان تحسي.. ايه ما قلقتيش حتى!.. ما اتوجعتيش!
نهضت من الفراش پغضب وسألته باتهام
وليه ما تقولش أن الهانم مراتك بټنتقم مني أنا وتانت سهام عشان كده عملت حاجة في الولد وډمرت سمعه..
برقت عيناه پغضب ۏحشي وهو يتقدم نحوها فتقهقرت للخلف تحاول اخفاء خۏفها وهي ترى ذراعه ترتفع في قبضة مخيفة جعلتها تخفي وجهها بيديها بينما شعرت بقبضته ترتطم بالحائط خلفها پعنف وهو يهتف بحسم
اسمها.. مايتكررش على لسانك تاني.. مفهووووووووم... أفكار الإنتقام والأڈى دي مش علياء اللي هتفكر فيها..
مرت من تحت ذراعه وهي تهتف بدورها
طبعا.. أنت عمرك ما هتغلطها ولا تلوم عليها.. ولا كأنها سړقت مني خطيبي وأحلامي وفرحتي.. هي البريئة الملاك اللي ما بتغلطش واحنا كلنا العصابة اللي بيتآمروا عليها..
هتف بها من تحت أسنانه
ما تدخليش الأوراق في بعضها.. احنا بنتكلم في ايه وأنت بتسحبيني لسكة تانية..
ضحكت بمرارة
كل الطرق بتوصل لبعضها.. أنا ليه بعيش حياتي بره البيت مع أصحابي في النادي في الجيم والجمعيات.. هييه ليه.. لأني لوحدي.. زوجي العزيز.. موجود ومش موجود كل أفكارك وكيانك هناك عندها.. عند ولادك منها.. لكن أنا مجرد موظفة استقبال بلقب زوجة.. وأنت حولت نفسك لبنك للنطف متواجد تحت أمري.. تفتكر لولا وجودها في حياتنا كنا هنكون كده.. ولا..
قاطعها
ولا ايه.. كنت هتبعدي عن حياتك القديمة.. عن المدار اللي بتدوري فيه مع أمي وخالتي.. كان اهتمامك بكمالية ومثالية الصورة اللي بنعكسها كزوجين هيقل وهتهتمي أكتر بمشاعري واحتياجاتي كزوج.. وطلبات ابنك وتتعاملي كأم.. خليكي صريحة مع نفسك.. واعترفي.. إن لولا وجود علياء في حياتي.. لولا مشاعري ناحيتها كان هيكون عندي بدل العشيقة اتنين وتلاتة.. وأنت كنت هتعرفي وتسكتي وتكملي.. صورة كربون من حياة عصام بيه وسهام هانم.. احمدي ربنا.. أنه مشاعري ناحية علياء تمنعني من مجرد تفكير أني آذيها بوجود أي ست تانية..
رمقته پغضب وهي تسمع تصريحاته المتوالية بمشاعره نحو علياء والتي يطلقها بصراحة للمرة الأولى.. ولكنها رفضت أن تظهر له تأثرها وبعد بحث سريع في أعماقها وجدت أنها لم تتأثر فعلا.. فكتفت
متابعة القراءة