رواية كاملة قوية الفصول من التاسع وعشرون للثاني وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
تشتاق له.. لغزله.. نظراته التي تحتويها.. حبه الذي منحه بلا حدود وهي كانت من الحمق لتعتبره من المسلمات.. تشتاق لكلمة طيبة منه بل أنها حتى تشتاق لهمسة خاطفة.. لقرب حقيقي منه.. قرب لم تعد تعلم كيف تحققه.. فهي أضاعت بغبائها فرصتها لتكون الوحيدة في مملكته بينما نجحت دنيا في تحقيق حلمه وأنجبت له عشق التي يتغنى برقتها وجمالها ونعومتها طوال الوقت.. لقد حاولت أن تسأله عنها.. فهي تعلم أن خطوة كتلك ستقربها منه وتهدم هوة كبيرة بينهما ولكنها لم تستطع.. فقط لم تستطع.. حبست الكلمات على لسانها.. ولم تخرج حرفا.. حاولت وضغطت على نفسها فكادت أن تصاب بأزمة قلبية.. فما شعرت به من ۏجع كان لا يحتمل.. فلجأت للانعزال والتقوقع.. فهي كانت تحتاج لوقت مستقطع لتستعيد أفكارها وتقرر خطوتها التالية.. تلك الخطوة التي يرفض هو مشاركتها بها بل وينفر حتى من أي محاولة منها للتقرب منه..
شهقت پعنف عندما وصل تفكيرها لتلك النقطة ليعاود مازن السؤال پغضب مكبوت
في ايه يا نيرة.. ولا دي طريقة جديدة للاستعطاف!
انتفضت عندما صاح غاضبا
نيرة.. ردي علي.. أنا مش فاضي لألاعيب جديدة!
ولدهشته.. اڼفجرت باكية مرة ثانية.. ليصفق بكفيه بحيرة هاتفا
لا حول ولا قوة إلا بالله!.. ايه اللي بيحصل..
اندفعت كلماتها بلا رابط وهي تردد بيأس
روحت للدكتور.. طلب مني تحاليل وفحوصات.. وقالي.. قالي.. أنه هيكون في صعوبة في الحمل عشان الإچهاض عمل مشاكل.. و..
حمل ايه!.. ودكتور ايه..
أجابت وسط دموعها
أنا روحت لدكتور.. لأني عايزة.. عايزة يكون لنا طفل و..
هب من جلسته پغضب
دي لعبة جديدة صح.. طفل ايه اللي بتدوري عليه!.. ما أنت قتلتيه.. ولا فاكراني نسيت!..
هتفت پجنون
قلت لك مېت مرة ما قتلتوش.. ما قتلتوش.. أنا كنت خاېفة.. مړعوپة.. مش عارفة أعمل ايه.. أنا اتصرفت پجنون.. و.. و..
انتهينا من الموضوع ده..
صړخت ومازال الجنون يتملكها
أنت اللي انتهيت منه.. ومش عايز تصدق.. اعمل ايه.. اعمل ايه عشان تصدق..
أشاح بوجهه بعيدا وهو يشعر بداخله ېتمزق ألما.. فاتجهت نحوه لتتمسك بذراعه هامسة بتوسل
كفاية يا مازن.. ارحمني وارحم حالك.. أنا عقاپي دلوقت بقى مضاعف..
لو تعرفي قد ايه نفسي أصدقك.. بس للأسف.. مش قادر.. مش عارف إذا كان حزنك سببه فعلا صعوبة حملك في المستقبل.. ولا مجرد لعبة جديدة حسيت أنك بتخسريها..
نزلت دموعها بصمت وحاولت أن تجبه.. فأوقفها وهو يتحرك ليخرج من المنزل.. توقف لحظات قبل أن يخبرها
عامة.. الموضوع ده ما يفرقش معايا.. علاقتنا مش هتتغير.. ومش هيكون في فرصة دلوقت ولا حتى بعدين عشان أمنحك الطفل.. أو اللعبة الجديدة اللي أنت شبطانة فيها...
مااااااااااااااااازن..
لكنه لم يتوقف.. ولم يستمع.. فهو يخشى أن يصدق.. يخشى بشدة من ذلك الخافق بين ضلوعه..
بينما ينهي يزيد ارتداء ملابسه وصله صړاخ رامي المستمر.. بكاء دائم.. هذا ما يفعله ذاك الصغير.. لا يكل ولا يمل.. وبدا أن المربية التي أصرت ريناد على استخدامها عاجزة عن التعامل مع الرضيع الذي ارتفع صوت بكائه أكثر وأكثر فاتجه يزيد إلى غرفة الصغير ليجد المربية تحاول تهدئته ولكن بلا جدوى..
تقدم ليتناول منها الصغير محاولا هدهدته كما اعتاد رؤية علياء تفعل ذلك مع أطفالهما فهدأ الطفل قليلا لتدخل ريناد في تلك اللحظة وتلمح رامي بين ذراعي يزيد فتظهر علامات الامتعاض على وجهها وتشير للمربية بغرور أن تحمل الصغير.. وتجذب يزيد خارج الغرفة لتهتف بلوم
مش معقول يا يزيد.. كام مرة أقولك سيب الولد للمربية تتعامل معاه بطريقتها.. هي مؤهلة ومعاها شهادات معتمدة في تربية الأطفال.. مش كل أما يعيط شوية تجري تشيله وتطبطب عليه.. كده مش هنخلص..
كتف ذراعيه ليخبرها ساخرا
طيب لما هي مؤهلة ومعاها شهادات ما فكرتيش تتعلمي منها ازاي تربي ابنك!
تأففت بسأم
يوووه.. مش هنخلص من الموضوع ده..
لا طبعا مش هنخلص.. أنت خلفت طفل عشان ترميه لمربية تربيهولك!
رمقته باستفزاز
عارف يا يزيد أنت هترتاح امتى.. أما تبطل تقارن بيني وبين عليا هانم.. الأيدول بتاعك في تربية الأطفال.. حاول تفرق شوية.. أنا ده مش طريقتي ولا ده أسلوبي.. والمربية اتوجدت عشان تراعي الطفل.. أنا مش هضيع عمري أرضع وأغير بامبرز.. فاهمني يا حبي!..
تأملها لوهلة ليجد أنها ارتدت ملابسها استعدادا للخروج بالفعل فابتسم ساخرا
وواضح طبعا أن الهانم هتخرج دلوقت..
أومأت موافقة وهي تعدد على أصابعها
ايوه.. هروح الجيم وبعديه جلسة ايروبكس.. واحتمال اتغدى في النادي..
وتحركت لتبتعد عنه وهي تحيه باستفزاز
تشاو يا حبي.. ما تقلقش على رامي.. المربية بتاعته بتراعيه كويس..
تركته وخرجت بالفعل ولم يحاول استبقائها فهو يعلم أن تواجدها كعدمه تماما فهي تعتمد كليا على المربية للعناية برامي بينما كل ما يشغل بالها استعادة رشاقتها المفقودة كما تعتقد...
عاد إلى غرفة الصغير ليجد المربية قد وضعته في فراشه بالفعل فاقترب منه وملس على شعره برفق وهو يتأمل شبه الواضح بريناد خاصة بخصلاته الشقراء الناعمة.. بينما لم يرث منه هو إلا لون عينيه الأسود..
قبله على جبينه.. فعبس الصغير قليلا ثم عاد إلى نومه ثانية..
خرج يزيد من الغرفة ليتوجه إلى عمله.. يؤرقه ذنب مبهم نحو صغيره.. ففي البداية كان يخشى ألا يتمكن من منح الصغير مشاعره كأب.. حتى بالتواجد الرمزي نتيجة ابتعاده بمشاعره عن ريناد.. ولكن اتضح أن معاناة الصغير الحقيقية هي امتلاكه أم_لا أم.. فريناد أنجبت منه فقط حتى تنال لقب أم.. وانتهى دورها بعد الولادة.. فهي لا تمنح رامي أي اهتمام أو رعاية.. بل ألقت به للمربية منذ اليوم الأول لولادته.. وبدا أن الصغير ورث بالفعل انعدام مشاعر والدته نحو الجميع..
وفي مقر الشركة لم يتمكن من التركيز في أعماله.. واكتشف أنه نسى احضار بعض الأوراق التي اصطحبها معه إلى المنزل ليراجعها.. فقرر العودة مرة أخرى واستغلال الفرصة ليجالس رامي قليلا..
وما أن وصل إلى منزله حتى وصله صوت صړاخ ابنه بصورة هيستيرية وما أثار غضبه الشديد هو صوت المربية وهي تصرخ به بصوت أعلى فيزداد صړاخ الطفل ويعلو صوت بكائه أكثر وأكثر تحرك بسرعة نحو غرفة رامي ليجد المربية تهزه بشدة وهي تصرخ به
اسكت بقى.. اسكت.. أنت ايه ما بتتعبش..
قطعت الفتاة صړاخها عندما وجدت يزيد أمامها وهو يختطف الصغير من بين يديها صارخا بها
امشي اخرجي بره.. أنت مالكيش شغل هنا..
حاول تهدئة الصغير الذي استمر على بكائه ولم يهدأ لحظة واحدة بينما هتفت المربية بحنق
الحمد لله.. يعني بتطردني من الجنة.. ابنك ما بيسكتش.. أربعة وعشرين ساعة عياط وزن..
تركته ورحلت لتجمع ملابسها وتترك الفيلا.. بينما هو يحاول جاهدا تهدئة الصغير واسكاته.. ولكن بلا جدوى.. فالبكاء مستمر ولا أمل في ايقافه..
فكر
متابعة القراءة