رواية كاملة قوية الفصول من التاسع وعشرون للثاني وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
التي تبذل كل جهدها لترضيه وتسعده وتنسيه.. وهو ينهل من حبها.. من مشاعرها التي تغرقه بها بكرم وصبر في انتظار اللحظة التي يبادلها فيها مشاعرها.. لحظة يعلم علم اليقين أنها لن تأتي أبدا.. ولكنه بكل أنانية يقتات على حب لورا له ليحيا.. يتنفس.. يستمر على قيد الحياة ولكنه أبدا لن يعيش ثانية..
وصل إلى مطعمه ليلمح سيارة لورا متوقفة خارجه انتابه القلق الشديد.. فلم تركت عملها الذي تعشقه في منتصف نهار عمل!.. ترجل من سيارته بسرعة وانطلق نحو مكتبه ليجدها تنتظره في مكتبه وما أن لمحته حتى أنطلقت لتتعلق بعنقه هاتفة بسعادة
هتف بدهشة
what???
اجابته والسعادة تغمرها
Im pregnant .. we will have a baby
نظر إليها پصدمة بالغة ولم يعرف بم يجبها وبداخله سؤال يتردد پعنف
لم اختار ابنه أن يسكن رحمها هي.. لم.. لم....
أخذ يزيد يراقب علياء التي كانت جالسة براحة تتابع أحد البرامج على التلفاز.. كانت تبدو فاتنة للغاية وهي ترتدي واحدة من تلك المنامات القطنية القصيرة والمطبوع عليها صورة ذلك التويتي الذي يمقته بشدة.. مسدت بأناملها فوق بطنها التي تكورت بفتنة وعلى شفتيها ابتسامة ناعمة.. عاودته للحظات لحظة معرفته بحمل ريناد وهز رأسه يأسا.. فهو مع كل حمل لعلياء يصل لعڼان السماء من فرحته.. بل يكاد يخرج إلى الشرفة ليقف فوق سورها ضاربا صدره بقبضتيه كرجل الغاب في إعلان صريح وواضح أنه قادر على منح الأطفال لامرأته..
مش هتسامحيني بقى!
امتدت أناملها لتداعب شعره بلا إرادة منها.. وسرعان ما أدركت ما قامت به.. فهتفت پغضب وهي تبعد أناملها عن شعره
رفع رأسه إليها وهو يرمقها بدهشة فهي من ألقت به خارج غرفتهما.. رأى الحمرة مازالت تلون خديها وعينيها تلتمع بنظرات أنثوية ماكرة.. فابتسم بخبث وأحاط كتفيها بذراعه وهو يدفن رأسه بجانب عنقها يقبلها بمتعة بينما يديه تداعب بطنها برقة وهو يهمس لها
انطلقت ضحكتها بنعومة وهي تستسلم لقبلاته المچنونة.. ليضمها إليه هامسا باحتياجه وشوقه إليها.. وما هي إلا لحظات حتى وجدت نفسها تتمدد في فراشها وهو يجاورها هامسا
أنا آسف..
رمشت بعيونها بقوة
امممم.. بس!...
أكمل اعتذاره وأنامله تتلمس شفتيها باغواء
ابتسمت برقة
الجنون مش مبرر يا يزيد.. أنت عارفني كويس.. ليه فكرت كده..
أجابها بعفوية
كنت بدور على سبب عشان أبرر ڠضبي منك!..
اتسعت عيناها بدهشة
ايه!..
هبط رأسه إليها وضمھا بقوة إلى صدره وهو يعاود سؤاله الذي لم تجبه منذ شهور
علياء.. ممكن في يوم تسيبيني.. أو تكوني لحد تاني غيري..
لفت عنقه بذراعيها تضمه إليها بشدة وهي تهمس في أذنه
آه لو تعرف..
همس بتساؤل
أعرف ايه..
ابتعدت عنه قليلا لتنظر في عينيه بهيام مرددة
آه لو تعرف يا حبيب قلبي وأنت معايا باحس بإيه
خلي شوية لبكرا يا قلبي الحب ده ما اقدرش عليه
بص في قلبي يا عيون قلبي شوف كام حاجة بتتمناك
فرحة وشوق وأماني كبيرة وليالي حب بتستناك
بحبك حب خلاني بخاف من فرحتي جنبك
يشوفها حد يحسدها ويحسدني على حبك
وبحبك حب يا ويلي منه..
مسهرني محيرني وروحي فيه
وبحبك حب يا ويلى..
مدوبني وحبيته واخذت عليه
آه لو تعرف..
كاد قلبه ينتفض بين ضلوعه ليلقي بنفسه بين يديها طائعا مستسلما لسيدته الوحيدة.. من منحته قلبها بلا شروط.. بلا مقابل.. فقط حبا خالصا.. حبا حقيقيا وليس حسابات باردة وكلمات جوفاء عن تفاهم روتيني قاټل..
حرك شفتيه ليخبرها أنها حبيبته الوحيدة ولكن صړخة قوية انطلقت من بين شفتيها سمرته في مكانه
آآآآآآه...
ظن في البداية أنها ستكمل كلمات الأغنية ولكن تعالت الصړخة مرة أخرى
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..... يزيد.. أنا بأولد يا يزيد..
وبعد عدة ساعات..
انطلقت صرخات..
حازم وحمزه..
توأمي علياء ويزيد
لينضما إلى أسرتهما الكبيرة الدافئة..
ويتبعهما بعد سبعة أشهر صرخات شقيقهما
رامي
والذي أصرت ريناد على تسميته بأقرب الأسماء إلى اسمها
وبعدها بساعات كان مازن يضم بين ذراعيه
صغيرته الجميلة والتي تشبه أمها تماما
والتي أصرت على تسميتها
عشق..
لتكن.. هي عشق دنيا وابنته الوحيدة..
وهناك على بعد مئات الأميال
كان حسن يسجل اسم ابنته التي ولدت منذ ساعات
منى حسن العدوي..
الفصل الثلاثون
جلس مازن إلى مائدة الطعام يتناول إفطاره بصمت مطبق صمت فرضه على نفسه وعليها في الشهور الماضية مغلقا أمامها كافة السبل للاقتراب منه وتوسل مغفرته.. ولا يدري كيف يمكنها انتظار تلك المغفرة وهي ما زالت تمتلك تلك الفكرة المشوهة عن التقارب بين الأزواج.. فكل مفهومها للتعامل معه هو الإغراء ثم الإغراء ثم الإغراء حتى وصل الأمر معه إلى مرحلة الابتذال بل النفور.. فتعود للبكاء والانعزال لفترة قصيرة تليها مرحلة أخرى من تبني دور الزوجة المهتمة بشئونه.. فإذا لم تجد منه الاستجابة التي ترجوها ينتابها السأم والزهق لتعود إلى تقوقعها وانعزالها الاختياري وفجأة يطفو الإغراء على السطح مرة أخرى.. وهكذا.. نوبات ومراحل أصبحت محفوظة ومكررة.. وبدأ في اعتيادها بالفعل.. ولكن الجديد هو ما تمر به منذ فترة.. وبالتحديد منذ انجاب دنيا ل عشق.. وهي تمر بحالة صمت غريبة بل أنه يكاد يقسم بأنه لمح دموع حبيسة في عيونها.. تفلت أحيانا من سيطرتها فتتساقط بعضا منها على وجنتيها.. كما يحدث الآن فتسارع لتمسحها قبل أن يراها ولكنه تلك المرة أسرع بإمساك يدها قبل أن تصل إلى وجنتها ليسأل بفضول
ممكن أفهم ايه اللي بيحصل.. والدموع دي ليه
أجابت بخفوت
ما فيش دموع.. أنت بيتهيألك.. دي عيني دخل فيها حاجة!
أسقط يدها وعاد بظهره في مقعده ليسألها مرة ثانية
ليلة امبارح كنت بټعيطي في أوضتك.. أيوه سمعتك بالليل.. ودلوقت مش عارفة تتحكمي في دموعك.. عايز رد صريح ومباشر.. في ايه.. ايه اللي بيحصل معاك اليومين دول..
فاجئت نفسها قبل أن تفاجئه بنوبة بكاء هيستيرية.. ولم يعرف كيف يسيطر عليها.. تأملها بعجب.. فهو لم يرها تدخل في نوبة كتلك منذ زمن بعيد.. حتى عندما تركها حسن لم تنفعل بتلك الطريقة..
تنهد بحيرة وهو يعاود السؤال
ممكن افهم فيه ايه..
نظرت إليه نيرة من بين دموعها.. وبأعماقها صراعات عدة..
أتخبره بما تشعر به.. بالحيرة المريرة التي تعيشها.. فهي
متابعة القراءة