رواية كاملة قوية الفصول من التاسع وعشرون للثاني وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أن فحوصات الطبيب قد سببت له الاجهاد.. داعب وجنته بحنان وقد مرت بعقله فكرة استساغتها نفسه سريعا فاتخذ قرارا فوريا وترجمه بكلمات قليلة ألقاها نحو ريناد
ريناد.. أنا هاخد رامي يلعب مع أخواته شوية..
زمجرت غاضبة
تاخد رامي لأخواته ولا تروح تترمي في حضڼ الهانم!.
هز كتفيه بلامبالاة وهو يرمقها پغضب مكتوم
حتى لو كان.. ايه الجديد عليك!.. أنا مش برتاح إلا مع علياء.. أنت عارفة ده كويس ومتقبلاه..
أغمضت عينيها للحظة تبتلع صراحته الفجة ثم همست
أنت مش ملاحظ أنك بقيت صريح لحد القسۏة..
ردد بسخرية
قسۏة!.. لا أبدا.. هو زي ما بتقولي أنا بقيت صريح قوي..
ثم صمت للحظة ليخرج صوته باردا
لكن القسۏة الحقيقية.. لما تبقى في ست.. المفروض أنها أم.. والمفروض ابنها في عز احتياجه لها.. لكن هي كل اللي بتفكر فيه ازاي تتخلص منه في مؤسسة ولا مركز طبي..
شحبت ملامحها لحظة ورددت بقلق
أنا...
قاطعها ببرود
أنت تروحي تكلمي خالتي في التليفون وتبلغيها أن ابني هيفضل جنبي.. ومش هبعده لأي مكان.. عايزة أنت بقى تفضلي جنب ابنك.. أهلا وسهلا.. مش عايزة.. براحتك!..
سألته بتوجس
يعني ايه..
أدار السيارة مرة أخرى كإشارة لها بالترجل منها وهو يغمغم
كلامي واضح.. عن إذنك!..
تركت السيارة والڠضب يتملك كل خلية من خلاياها واندفعت داخل الفيلا لتتصل بوالدتها على الفور وهي تصرخ بها غاضبة
شوفت آخر نصايحك أنت وخالتي!.. خلاص البيه بقى يقولها في وشي بصراحة ومن غير ما يتكسف.. هو مش بيرتاح غير مع الهانم التانية.. وغير كده.. بيخيرني بين أني استمر معاه خدامة لابنه المړيض و..
قاطعتها أمها
وبين ايه..
دعكت ريناد جبهتها بتعب
مش عارفة.. ما قالش بس أكيد الطلاق..
غمغمت أمها بقلق
طلاق!..
هتفت ريناد بانزعاج
ماما.. أنا مش عارفة اعمل ايه!.. هو رامي صعبان علي.. بس مش متخيلة نفسي أم لطفل معوق زيه!
صمتت أمها لفترة.. قبل أن تخبرها بهدوء
خلاص.. يبقى تخلفي ابن سليم.. ورامي ترعاه أي مربية متخصصة..
صړخت ريناد بها
أنت بتقولي ايه بس!!.. طفل تاني!.. أنت ناسية أنا اتعذبت قد ايه عشان أخلف رامي!.. وبعدين أساسا الدكتور شاكك في مشاكل وراثية.. يعني ممكن الطفل الجديد ده يكون مريض زي رامي أو حتى أسوأ..
زفرت أمها بغيظ
مشاكل وراثية!.. ايه الحظ ده!.. طيب أنت ناوية على ايه
مش عارفة يا ماما.. اليومين اللي فاتوا كنت هتجنن من القعدة مع رامي.. صحيح يزيد كان موجود.. وحتى هو اللي كان بيعمله أغلب طلباته.. بس الوضع مش هيستمر كده على طول..
عندك حق.. أنا مش عارفة أفكر.. بس فكرة أنك تتنازلي عن وضعك كزوجة ليزيد الغمراوي قرار مش سهل.. برستيج ونفوذ وفلوس.. طيب حاولي تقنعيه بموضوع المربية.. واهو كده ممكن تستمروا زي ما أنتوا.. صحيح هو الولد فين..
أخده وراح للهانم مراته..
هتفت أمها
طيب ما الحل موجود اهوه.. يربي ابنه المعاق ده وسط ولاده من عليا وهي مش هيفرق معاها.. خمس ولاد من ستة..
امممم.. تفتكري.. طيب ويزيد هيوافق..
ده ما هيصدق.. بس زي ما قلت لك.. فكري في طفل جديد.. خليه المرة دي تلقيح صناعي ولا أنابيب.. عشان نحاول نتجنب أي مشاكل وراثية..
برقت عينا ريناد بحماس
تصدقي فكرة كويسة قوي..
وأغلقت الخط مع والدتها وهي تفكر في وسيلة فعالة تقنع بها يزيد بفكرة الطفل الجديد.. طفل سليم.. تفتخر بوجوده وسط صديقاتها.. ويمكنها التعامل معه بسهولة.. وفي المستقبل.. يكون هو مستقبل عائلة الغمراوي.. ووريثها..
جلست نيرة على الأريكة الوثيرة بغرفة المعيشة في شقة علياء تراقب تلك الأخيرة وهي تحتضن صغيرها حمزه وهي ترضعه وتهمس له بحنان بينما أناملها تداعب خصلات شعره القصيرة وابتسامة رقيقة ترتسم على شفتيها..
دمعة مفاجئة جرت على وجنة نيرة فسارعت لتمسحها بسرعة وهي تتصور نفسها تحتضن طفل مازن بين ذراعيها.. ترضعه وتهمس له كما تفعل علياء..
أمنية بعيدة المنال.. وحلم أضاعته بإيديها.. حتى بعدما علمت بخبر انفصاله عن دنيا.. ظنت لوهلة وجود أمل ما أمامها ليفاجئها بخبر سفره إلى شقيقه.. وكأنه يهرب من أي مستقبل يجمعه بها.. أو حتى مجرد فكرة لمستقبل..
زفرت بحزن وهي تسأل علياء
هو يزيد ما يعرفش مازن هيرجع امتى..
هزت علياء رأسها نافية بصمت وهي تتذكر ابتعاد يزيد في اليومين الماضيين.. وانغماسه الكلي في مشكلة رامي.. تقدر هي وضعه وتمنحه العذر بالكامل إلا أنها تفتقده بشدة.. تحتاج تواجده حولها الآن وقد كبر أولادهما وأصبح احتياجهم له أقوى وأشد..
سمعت صوت نيرة يسألها بتردد
تفتكري ممكن يكون ليا فرصة مع مازن..
التفتت علياء نحوها وهي تعدل من وضع حمزه لتسألها بوضوح
نيرة.. خليكي صريحة مرة واحدة مع نفسك.. أنت عايزة مازن ليه.. عشان هو جوزك اللي بعد عنك فجأة واتجوز غيرك وعايزة تعلني انتصارك عليها.. ولا عشان هو الراجل اللي بتحبيه واللي يستحق أنك تحاربي عشانه..
أخفضت نيرة بصرها للأسفل وهي تغمغم
مازن طلق دنيا..
شهقت علياء پصدمة وقد اتسعت عيناها ذهولا.. ولكن ذهولها وصل لمنتهاه ونيرة تردف
دنيا هي اللي بلغتني.. الست دي غريبة قوي.. تخيلي أنها كانت بتوصيني على مازن.. وبتقسم لي أنه لسه بيحبني بس محتاج مني شوية تضحية وتعب.. الست دي مچنونة ولا خيالية.. دي تقريبا من عالم تاني..
غمغمت علياء بحزن
هي بس بتحبه قوي.. بس الانسان كده.. دايما يضيع الحاجة الحلوة اللي في ايده وهو بيجري ورا سراب..
رمقتها نيرة بنظرة حادة ولكنها لم تعلق.. فما تقوله علياء بقدر ما ينطبق على مازن فهو ينطبق عليها أيضا..
رمقت علياء بتردد وهي تسألها
اعمل ايه يا عليا.. ارجعه ازاي..
بتحبيه يا نيرة..
ابتسمت نيرة بشجن وكأنها تتوقع السؤال
مش عارفة يا عليا!.. هو الحب ايه.. مشاعري لحسن كانت حب.. ولا اللي بحسه مع مازن هو الحب.. أما حسن سابني واتجوز منى حسيت بۏجع في كرامتي.. كبريائي اتدمر وكنت ڠضبانة قوي.. وڠضبي استمر لحد ما منى ماټت.. فرحت بمۏتها.. بس عشان حسن هينحرم منها ويرجع ضعيف ووحيد تاني.. جوازه السريع على قد ما صدمني على قد ما فوقني.. إنما مازن.. مازن جوازه بدنيا كسرني.. فكرة وجود ست تانية في حياتة على قد ما ولعت قلبي ڼار.. على قد ما شلتني وبقيت مش عارفة اتصرف ولا اتعامل معاه.. ودلوقت بعد ما خرجت من حياته.. هو بيهرب مني.. حاسة بۏجع لدرجة أني مش قادرة أتنفس..
ابتسمت علياء برقة
حاولي معاه تاني يا نيرة هو مش هيفضل بعيد على طول.. أكيد هيرجع..
قبل أن ترد نيرة عليها فوجئت بدخول يزيد وقد انقبضت ملامحه فور رؤيته لنيرة وغمغم بضيق
مساء الخير..
ابتسمت له علياء برقة
مساء النور يا حبيبي..
وسألته عندما لمحت رامي بين يديه
أنت جبت رامي معاك.. الولاد هيفرحوا قوي.. كل يوم بيسألوا عليه..
أومأ برأسه قائلا
أنا هدخل للولاد أوضتهم..
تركهما معا وانطلق نحو غرفة الأولاد بينما استئذنت نيرة في الذهاب وودعتها علياء بعدما أوصتها بمحاولة الاتصال بمازن
يا نيرة اسمعي الكلام.. حاولي تحسسيه أنك عايزة وجوده جنبك.. محتاجاه.. ما تسيبيهوش لأفكاره وحزنه..
أومأت نيرة موافقة وودعت علياء معتذرة
أنا آسفة
تم نسخ الرابط