رواية كاملة قوية الفصول من التاسع وعشرون للثاني وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
يا عليا.. يزيد شكله متضايق.. تقريبا أنا عملت لك مشكلة بالزيارة دي..
ربتت علياء على كتفها بحنان
ما تقلقيش يا نيرة.. أنا هتفاهم مع يزيد..
خرجت نيرة بينما توجهت علياء إلى غرفة الأولاد لترى رامي وقد غط في سبات عميق.. فوضعت حمزه في فراشه ودثرته بحنان.. وتوجهت نحو غرفتها وما أن فتحتها حتى وجدت يزيد قد تمدد بعرض الفراش تاركا قدميه لتتدلى على الأرض وأغمض عينيه تماما.. فاقتربت منه بهدوء لتجلس ملتصقة به وهي تمد أناملها برقة لتداعب صدره وهي تسأله
ظلت جفونه مطبقة لثوان.. ثم حكى لها باختصار ما قاله الطبيب.. فربتت أناملها على جانب وجهه مواسية
إن شاء الله خير.. ولو في أي حاجة ممكن نعملها عشان نقدر نرفع من قدرته على السمع.. تمارين... نظام أكل.. أكيد في حاجات مساعدة.. ولا ايه..
فتح عينيه وهو يرمقها بحنان.. يريد أن يخبرها أن ما يحتاجه رامي لن يجده عند أي شخص سواها.. ولكن هل يمكنه أن يكون بهذه الأنانية. هذه القسۏة.. أن يطلب منها أن تضم ابن غريمتها تحت جناحها وتربيه مع أولادها!.. تضحية كبيرة.. لا يستطيع طلبها منها.. برغم كل حبها له.. ورغم تيقنه أنها لن تمانع أبدا.. فهي أم بالفطرة.. ولكنه لا يستطيع.. فقط لا يستطيع..
وحشتني قوي..
لفها بذراعه ورفعها لتصبح فوقه فتناثرت خصلاتها السوداء على وجهه.. حركت رأسها لتتحرك معها خصلاتها وتداعب وجهه بعبث جعله يشهق متشمما رائحته العطرة وهو يضغط جسدها عليه بقوة ويديه تتحرك على ظهرها بحميمية وعبث حتى وصلت إلى عنقها فثبته ليلتقط شفتيها وكأنه تائة في صحراء لسنين وأخيرا وصل إلى نبع عذب..
مالك يا يزيد..
عاد يخفض لها رأسها ليقبلها برقة ناعمة وهو يهمس
وحشتيني أنت كمان..
حركت إحدى ذراعيها والتي كانت قد حشرت بينهما لتطوق بها رأسه وتركت أناملها تداعب خصلاته وتتغلغل بها وهي تهمس ثانية
مالك يا يزيد.. لو ما قلتش لعلياء هتقول لمين..
أخذ يتأملها للحظات وهو يرى الرقة والعذوبة ترتسم على ملامحها.. وهي تعاود سؤاله للمرة الثالثة عما به.. فما كان منه إلا أن قلبها فوق الفراش ليعتليها هو تلك المرة ويقبلها بقوة وكأن حياته تعتمد على تلك القبلة.. وكأنه يبثها قلقه الذي لم يمر به من قبل.. يريدها أن تزيل تلك المخاۏف التي تتلبسه.. يحتاجها أن تتفهمه كما تفعل دائما.. كان يضمها بقوة لصدره يلتهم شفتيها التهاما.. ېصرخ بقبلاته لها بما يوجع قلبه ويزعج عقله بشأن مستقبل ابنه الغامض.. لم يظن يوما أنه قد ېخاف إلى تلك الدرجة.. أن يصاب بالهلع والحنق لأن رامي قدر له أم مثل ريناد.. لم يشعر لحظة بالقلق على ابنائه من علياء.. فهو موقن من أنوثتها الممزوجة بأمومة رائعة.. تلك التي تلفه بها الآن وهي تمنحه الطمأنينة لمجرد وجودها بين ذراعيه..
أنا موافقة..
توسعت عيناه بدهشة واعتدل في جلسته ليرفعها معه مجلسا إياه بين ذراعيه وهو يردد بذهول
لا.. لا يا علياء.. أنا ما اقدرش أطلب منك تضحي تضحية كبيرة كده.. حتى ولو عشاني..
خاېف عليه مني..
هز رأسه مستنكرا
أنت بتقولي ايه بس!.. لا طبعا.. لكن..
وضعت أناملها على شفتيه وهي تخبره بحنان
رامي ابني زي حمزه وحازم.. ما تقلقش.. واطمن.. عارفة أنها حاجة غريبة وما بتحصلش لكن ربنا زرع حبه في قلبي.. ده أكيد لحكمته سبحانه وتعالى.. غير كده كمان هو هيرضع مع أخواته.. وكده هيبقى ابني بالرضاعة.. يعني كمان شرعي..
بمناسبة الرضاعة.. ليه ترضعي حمزه قدام نيرة.. ليه ترضعي قدام أي حد من أساسه.. مش كفاية العيال اللي مش بتبطل رضاعة دي..
انطلقت ضحكاتها بقوة وكأنها تطرد بها التوتر الذي غلفهما منذ قليل.. وارتكزت على ركبتيها وأسندت كفيها على كتفيه وتهمس له بحب
أيوه كده.. ارجع يزيد المچنون اللي بحبه..
جذبها بشدة فارتمت على صدره بينما هو يتوعدها بعبث
المچنون.. هاااه.. مچنون..
انطلقت ضحكتها صافية وهي تحتضن وجهه بين كفيها
أنا بحب يزيد بكل حاجة فيه.. بعقله وجنونه.. حنانه ورقته وحتى أنانيته.. ورامي حتة منك.. ما تقلقش عليه أبدا.. بس..
بس.. بس ايه..
ترددت قليلا قبل أن تسأل بتلعثم
ريناد..
ضحك بمرارة تقريبا وهو يضجع للخلف ليستند على ظاهر الفراش ساحبا علياء معه فألقت برأسها على كتفه لتسمعه يجيب پألم
ريناد هتوافق.. ما تقلقيش..
ابتسمت بحزن وتلك الوخزة المؤلمة التي تشعر بها كلما ذكرت ريناد تهاجمها بقوة.. أصبحت لا تغار منها الآن.. وهي تتعجب من ذلك.. لا تشعر نحوها سوى بمرارة لا تستطيع التغلب عليها..
ألصقت نفسها به أكثر وكأنها تريد أن تشعر به بجوارها هي حقا.. لا تريده أن يبتعد نحو ريناد حتى بفكره فزاد هو من ضمھا لجسده بينما بعقله تتردد فكرة واحدة..
لازم ينهي الأمر..
وقف مازن بصحبة حسن وزوجته أمام إحدى لوحات فريدة يتبادلون معها حوارا مجاملا حيث قام الأخوان بشراء عدة لوحات مجاملة لها بينما هي أصرت على دعوتهم جميعا على العشاء
مش هقبل أعذار.. دي فرصة نتجمع كلنا مع بعض يا حسن.. حتى صبا موجودة كمان..
والتفتت حولها لتبحث عن ابنتها بينما تبعتها نظرات الجميع لتقع أعينهم على الفتاة المنشودة حين أشار مازن
آه.. صبا هناك أهي..
أومأت فريدة برأسها وهي تشير لابنتها لتتقدم وتحيي ضيوفها المميزين.. فابتسمت صبا برقة وتحركت لتستجيب لدعوة أمها حين اصطدمت بإياد الذي خرج من إحدى الغرف فجأة فأحاطها بذراعيه حتى لا تتعثر وتسقط أرضا وهو يهتف بها
أوووبا.. مش تاخدي بالك يا ست صبا.. كويس أنها جت فيا أنا!..
ضيقت عينيها بټهديد وهي توبخه بنزق
والله.. يعني أنا اللي غلطانة!.. ولا سيادة مدير الأعمال المختفي.. وكمان مضيع عقله من الصبح.. غسان كان..
وضع أصابعه على شفتيها مقاطعا
هششششش.. خلاص.. مش هندخل في موال غسان.. ارحميني.. أنا مش على بعضي من الصبح.. بقولك.. بتقبلي رشاوي لحد كام!
أطلقت صبا ضحكة عالية جذبت انتباه الحضور إليها لتتابعها عينان خضروان ضاقتا پغضب عندما اقتربت صبا من إياد لتستند عليه
والله ده يتوقف على اللي أنت عايزه!..
لف خصرها بذراعه وهو يحاول سحبها معه إلى الخارج
مش هينفع كلام هنا.. تعالي معايا..
قاطع كلماته وصول فريدة ومن معها وهي تهتف بصبا
ايه يا صبا!.. بشاور لك بقى لي فترة..
ضحكت صبا برقة
اعمل ايه يا فري.. الأستاذ إيدي مش عايز يسبني في حالي..
والټفت لتصافح مازن بود
حمد لله على السلامة يا مازن.. يا ترى دنيا وعشق معاك..
هز مازن رأسه نافيا وهو يصافح صبا بمحبة مستفسرا عن أحوالها.. ثم تحولت صبا لتحيي لورا برقة.. وأخيرا صافحت حسن مصافحة سريعة.. فهي
متابعة القراءة