رواية تحفة الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

فرح مصطنعة التفكير 
_ ممممم على حسب غيرت رأيك بقى ولا لسه 
تسائل بعينيه دون أن ينطق فأستدركت هى بخفوت 
_ ياترى لسه فاكر إيه هو آخر طلب طلبته منى قبل ماأسافر 
أجابها بعد تفكير 
_ مممم إنى أسافر معاكى! 
هزت رأسها نافية قبل أن تقول بعتاب 
_ لا مش ده ياكيمو 
ثم أضافت بخجل 

_التانى ده لما كنا قاعدين فى الكافيه آخر مرة 
تهللت أساريره عقب تذكره ليعقب 
_ ااااااه اللى هو إننا 
توجهت أنظارها أرضا قبل أن تقول بخجل شديد 
_ايوه هو ده لو لسه متمسك بطلبك يعنى إنما لو لغيت الفكرة خلاص 
هز رأسه نافيا بحماس 
_ لا طبعا فكرة إيه اللى أنا لغتها 
ثم أضافا موضحا 
_ إنتى عارفة ظروف تعب بباكى اللى حصلت وسفركوا هى اللى خلتنا نأجل الموضوع 
رفعت رأسها إليه قبل أن تقول بكلمات خرجت خاڤتة من فرط خجلها 
_ طب ولو قولتلك إنى موافقة 
أقترن خجلها بإبتسامة غير معتادة يراها لأول مرة أعلى شفتيها صاحبها ذلك البريق اللامع الذى سرعان ماخفت داخل رماديتيها وهى تجيبه بحماس وبكلمات واضحة لاتدع مجالا للشك 
_ موافقة إنى أتجوزك وفى أسرع وقت ممكن 
الفصل الواحد والعشرون
رفعت رأسها إليه قبل أن تقول بكلمات خرجت خاڤتة من فرط خجلها 
_ طب ولو قولتلك إنى موافقة 
أقترن خجلها بإبتسامة غير معتادة يراها لأول مرة أعلى شفتيها صاحبها ذلك البريق اللامع الذى سرعان ماخفت داخل رماديتيها وهى تجيبه بحماس وبكلمات واضحة لاتدع مجالا للشك 
_ موافقة إنى أتجوزك وفى أسرع وقت ممكن 
لم يعلم سر تلك الإنقباضة التى راودته رغما عن إتقاد حماسه منذ بضع لحظات لكن ذلك البريق الخاڤت والذى ظهر لجزء من الثانية داخل عدستيها وتلك الإبتسامة الغريبة أثارت الريبة بداخله مما جعله يتسائل بعقله عن السبب وراء ذلك التغيير الشامل فى ذلك الوقت تحديدا لذا صمت لبضع لحظات قبل أن يجيبها بإبتسامة جانبية أثناء تأمله لها داخل مرآة سيارته الأمامية قائلا 
_ طيب وأهلك مش هتستنى لما يرجعوا 
أقتربت منه بدلال قائلة بخفوت وهى تتأمل قسماته المرتابة 
_ إيه عندك إستعداد تستنى سنة كمان !
قطب كريم مابين حاجبيه بتساؤل فأكملت هى على الفور 
_ أصلهم مش هيرجعوا دلوقتى خالص لسه حالة بابا محتاجة متابعة 
كريم بعدم فهم 
_ يعنى انتى هتتجوزى من غير ماتقوليلهم !
خرجت ضحكة صغيرة ساخرة من بين شفتيها مجيبة 
_ لا أكيد طبعا أنا قولتلهم وبابا كلم عمى وفهمه الوضع وهو هيبقى وكيلى 
كريم بعدم إطمئنان وهو يتابع الطريق المزدحم أمامه 
_ ده انتى مرتبة كل حاجة بقى 
شعرت هى بنبرة الشك تغزو كلماته فقالت بجدية 
_ فى إيه ياكريم ليه محسسنى إنى بدبسك وأنا اللى كنت فاكراك هتبقى فرحان أكتر منى 
صمتت لبضع لحظات قبل أن تشيح بوجهها عنه مكملة بنبرة حزينة 
_ عموما أعتبرنى مقولتش حاجة خلاص 
أستمر فى مراقبته لإنعكاسها من مرآته الأمامية أثناء توليه القيادة قبل أن يسيطر عليه الإحساس بالندم لخذلانها بهذا الشكل فأجابها بهدوء 
_ لا طبعا انا أكيد فرحان بس بصراحة مش فاهم حاجة ومستغربك 
تسائلت دون أن تنظر إليه 
_ مش فاهم إيه ومستغرب إيه !
أجابها دون تفكير بعدما شملها بنظرة سريعة 
_ مستغرب كل حاجة بتعمليها مستغرب تصرفاتك وشكلك مستغرب موافقتك كده بسهولة مرة واحدة وأنك ممكن تتجوزى من غير مامتك وبباكى ولا حتى أختك 
تغيرت معالم وجهها قليلا إلى الحزن قبل أن تلتفتت بجسدها إليه قائلة بنبرة رقيقة صادقة 
_ بعدى عنك الوقت ده كله ياكريم هو اللى خلانى أكتشف واتأكد إنى بجد بحبك وخلاص معنديش إستعداد أبعد عنك أكتر من كده 
لوهلة شعر بها من جديد حبيبته التى ملكت عقله وفؤاده أشاح بصره عنها وهو يستمع إلى نبرات صوتها الرقيقة التى طالما حفظها وعشقها ظهرت إبتسامة على وجهه قبل أن ينظر إليها نظرة خاطفة متأملا ملامحها من جديد منتظرا رؤية ذلك الأحمرار يزين وجنتيها كما أعتاد لكنه لم يجد أى أثر لما سيطر على مخيلته فقط رأى وجه يزينه أصباغ تعلو كل منطقة به لكن بعكس ذلك فتلك العينان التى تظللهما الرموش الكثيفة تبدو وكأنها أقرب للصدق منها للرياء فى النهاية لم يشعر سوى بذلك الإحساس بالإختناق يزداد بداخله فهو لايعلم ماذا حل به أو بها !
حاول كريم تجاهل كل مايدور بخلده قبل أن يتسائل بحذر 
_ طيب وكلامك قبل كده عن هنا وهشام !
قطبت الجالسة مابين حاجبيها متسائلة 
_ كلام إيه !
أجابها موضحا 
_ إنك مش عاوزة ټأذى مشاعر اختك وإنك خاېفة على علاقتى بصاحب عمرى 
ثم أضاف بسخرية 
_ إيه نسيتى كلامك !
لاحت شبه إبتسامة جانبية حزينة على شفتيها قائلة بعدما أومأت برأسها للأسفل 
_ لا أبدأ منستش بس أختى خلاص 
صمتت للحظات قبل أن تستطرد دون أن تنظر إليه 
_ خلاص هى مش هتضايق تانى من علاقتنا 
تسائل بحذر 
_ وهشام ! 
رفعت رأسها إليه بضعف بعدما فلتت من إحدى عينيها دمعة ساخنة وامتلأت مقلتيها بالعبرات لتقول بنبرة خاڤتة مكتومة 
_ كريم أنت بقى فى حياتك واحدة غيرى عشان كده بتقول الكلام ده ! أو حاسس إنك خلاص مبقتش تحبنى زى الاول ومحتاج وقت تفكر فى موضوعنا اكتر من كده !
أنا أكيد متفهمة أن مر وقت طويل وأنك بقى ليك حياتك خصوصا بعد ماكل وسائل الإتصال بنا أتقطعت فلو فى حد تانى أرجوك صارحنى 
أصابته تلك الدمعة الهاربة فى مقټل والتى لمحها تعلو وجنتها شعر بها تخترق قلبه كالمعتاد بينما أصابعه على المقود تقاتل للإنفلات والذهاب إليها ومحوها إلا أنه تماسك فى اللحظة الأخيرة وأجابها مدافعا عن نفسه 
_ تفتكرى فعلا بعد كل ده ممكن يبقى فى حد تانى أخد مكانك فى حياتى ! 
هزت كتفيها بحزن مجيبة دون أن تنظر إليه 
_ معرفش 
كانا قد أقتربا من المنزل عندما قرر كريم الوقوف جانبا والإلتفات بجسده إليها كى يملأ عينيه منها عله يستطع التخلص من حيرته تلك أمتدت أطراف أصابعه إلى أسفل وجهها يرفعه إليه قائلا بصدق 
_ إيه اللى أتغير فيكى يافرح !
لم يتح لها الفرصة للإجابة بل أضاف مكملا 
_ ومتقوليش اللبس أو المكياج أو الشعر أنا مش حاسس إنك فرح اللى أنا أعرفها 
لاحت على وجهها نظرة خوف سرعان ماتبدلت إلى حزن موضحة 
_ يمكن عشان بقالنا فترة كبيرة بعيد عن بعض 
هز كريم رأسه نافيا 
_ لا مش ده السبب انتى اللى فيكى حاجة متغيرة مش حاجة واحدة لا حاجات بالرغم من وشك ومظهرك اللى بتحاولى تبينى عليه السعادة والفرحة إلا إن عنيكى بتقول حاجة تانية مش دى العيون البريئة الصافية اللى كانت على طول بتضحك ويبان عليها أى أنفعال دلوقتى بقت مليانة ألغاز وحيرة والحزن مسيطر عليها كأنها شايلة هموم الدنيا كلها 
رغما عن إحتياجها
تم نسخ الرابط