رواية تحفة الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

ده كله 
ظل هو بمكانه من ورائها لعدة ثوان بعد أن تملكته الحيرة من أمره قبل أن يقول بخبث 
_ طيب تحبى أساعدك فى حاجة 
أجابته على الفور بينما عيناها مسلطتان عليه من خلال مرآتها 
_ آه ممكن تساعدنى فى السوستة عشان مش طايلاها 
صمت لبضع لحظات حاول فيها التأكد مما ألتقطته أذناه قبل أن يتسائل 
_ إيه ! قولتى إيه !
هزت كتفيها بلا مبالاة مجيية 
_ أفتحلى السوستة 
ماإن نطقت بجملتها من جديد حتى قفز من مكانه ليصبح ملاصقا لها بخطوة واحدة قائلا بحماس طفولى 
_ أيوه بقى هو ده الكلام 
بالطبع لم يبذل جهدا فى ذلك الأمر البسيط إلا أنه فضل التلكأ قليلا مما استرعى أنتباهها فى الحال فأبتعدت عنه على الفور معلقة 
_ خلاص ياكريم شكرا
لم يأبه لكلماتها وعاودت يداه العبث قائلا 
_ أستنى بس لسه فى حتة 
لكنها أصرت على الإبتعاد عنه قائلة وهى تمسك مقدمة الثوب من الأمام بإحكام 
_ خلاص كده هيقع 
ألتمعت عيناه بمكر قائلا 
_ طب ماهو ده المطلوب 
أتسعت عيناها بذهول لعدة لحظات قبل أن تبتلع لعابها بقوة قائلة 
_ أطلب الريسيبشن 
وقبل أن يتسائل هو أكملت موضحة 
_ عاوزة مزيل للمكياج عشان نسيت بتاعى فى البيت 
تجاهل كريم طلبها ذلك وأقترب منها من جديد يتأمل وجهها قبل أن يقول غامزا 
_ متقلقيش أنا هعرف أشيله بطريقتى 
تراجعت إلى الخلف عدة خطوات قبل أن توجه نظراتها إلى باب الحمام المفتوح أمامها وتركض إليه بسرعة لتستقر بداخله بعد أن أغلقت بابه بإحكام قائلة بصوت مرتفع 
_ أعمل اللى قولتلك عليه 
مرت بضع دقائق لم يترامى إلى أذنيها أى صوت بالخارج فبدأت فى التخلص من تلك الملابس الثقيلة التى ترتديها وتحرير شعيراتها من الأكسسوار المثبت أعلاه ومن ثم بدأت فى إغداق جسدها بالماء عندما أرتفع صوت زوجها بالخارج يقول 
_ أنا جبتلك اللى انتى عاوزاه
أجابته بهدوء بعدما أنقطع هدير المياه 
_ طب سيبه عندك
كريم بخبث 
_ طيب أفتحى خوديه 
لكنها أجابته بإصرار 
_ لا سيبه عندك وروح أنت الحمام التانى عشان كده كده هطلع اخد لبس 
ظهرت على شفتيه إبتسامة ماكرة وهو ينظر إلى الخزانة قبل أن يجيب 
_ أوك أنا حطتهولك على الأرض قدام الباب وهروح اخد دش فى الحمام اللى برة تكونى انتى خلصتى 
تراخت أعصابها عندما ترامى إلى مسامعها صوت باب الغرفة يغلق فقامت بفتح بابها بحذر قبل أن تلتقط مزيل المكياج الموضوع أرضا وتدفع بفستانها خارجا وماإن أنتهت من إزالة مكياجها حتى أستكملت إستحمامها الذى أستغرق الكثير من الوقت كى يزيل عنها ذلك التوتر الذى شملها وفى النهاية لم تجد مفرا من الخروج كى تستطع إلتقاط ملابسها قبل قدومه
لسوء حظها لم تجد بداخل الحمام سوى منشفتين متوسطى الحجم باللون الأبيض حيث تذكرت أنها لم تحضر بشكيرها الخاص بينما ذلك الخاص بالفندق فهو لازال بداخل الخزانة 
ثم قامت بفتح باب حمامها بحذر شديد بعد أن طلت منه برأسها لتتأكد من عدم تواجد كريم بالغرفه وعندما اطمأن قلبها قامت بالخروج بسرعة متوجهة إلى الخزانة لإحضار ملابسها التى سبق أن وضعتها بها 
خرجت شهقة عالية من بين شفتيها وأتسعت عيناها بتفاجؤ عندما وقعت عدستيها على محتويات الخزانة والتى كان من المفترض أن تحتوى على ملابسها التى قامت بإختيارها وترتيبها بعناية شديدة من قبل إلا أنها وجدت بدلا عنها العديد من ملابس النوم الشفافة والقصيرة والتى تراها لأول مرة فهى لم تجلب سوى بضع منامات حريريه وروب أبيض ناعم طويل محتشم يختلف تمام الإختلاف عن نوعية تلك الملابس الڤاضحة المرتصة أمامها أفاقت من صډمتها بعد ثوان لتبدأ بالبحث عن إحدى مناماتها بتوتر وعصبية عندما فوجئت بمن يجذبها إلى الوراء بقوة 
بالطبع لم يكن ذلك سوى كريم الذى حاولت التخلص من ذراعه المثبتة على خصرها قائلة بنبرة ناهرة 
_ مين قالك تدخل الأوضة دلوقتى 
فى تلك اللحظة أستدارت إليه بملامح غاضبة لتفاجئ بهيئته تلك فغضت النظر عنه فى الحال مكملة 
_ أنت ازاى واقف قدامى كده 
لكنه أجابها على الفور غامزا 
_ عريس بقى كل سنة وانتى طيبة 
ثم أضاف ساخرا 
_ وبعدين يعنى هو أنا سألتك ازاى واقفة كدة بفوطتك دى قدام جوزك اللى هو أنا فى أوضة نومك اللى هى دى ليلة جوازك اللى هى دلوقتى حالا !
حاولت الهروب منه بعد أن أحكمت وضع منشفتها أعلى جسدها لكنه استوقفها بيده قائلا بمرح 
_ إيه خاېفة تقع !
حاولت التملص منه قائلة بتوتر 
_ بص بقى أنا أصلا طالعة أجيب حاجه ألبسها ومش لاقية هدومى 
ظهرت إبتسامته المحببة إليها بتلقائية شديدة قائلا بتودد 
_ أسمحيلى أنقيلك حاجة على زوقى 
كادت أن تهز رأسها موافقة إلا أنها ادركت ذلك الفخ التى على وشك السقوط به فقالت بإعتراض 
_ لا مينفعش عشان دى أصلا مش هدومى 
ارتفع حاجبى كريم قائلا بتهكم 
_ وهو أنتى كنتى فاكرانى هسيبك تلبسى لبس تيتة اللى كنتى جايباه ده 
ثم أضاف غامزا 
تدريجيا بدأت السماء بالتلون بعد أن أختفت نجماتها المضيئة وغادر القمر إستعدادا لإستقبال أول خيوط النهار فهاهو الشفق الأبيض يظهر بوضوح معلنا عن إنتهاء فترة الليل وممهدا لظهور تلك الأشعة الصافية التى تسبق إستقرار قرص الشمس فى منتصف السماء 
تسلل الضوء الخاڤت من خلال ألواح الزجاج العريضة المقابلة للفراش لتداعب جفنى ذلك النائم بعمق وبعد عدة لحظات بدأ فى التململ اسفل غطاؤه قبل أن تتحرك يده بحثا إلى الوسادة الناعمة الخالية بجواره 
بعد الكثير من المقاومة قام بفتح عينيه بتثاقل باحثا عن زوجته والتى كانت ترقد بجواره منذ قليل 
أمتدت يمناه إلى جهاز التحكم بجواره أعلى الكمود وقام بالضغط عليه لمدة طويلة قبل أن تبدأ الستائر الداكنة على جانبى الزجاج بالتحرك من مخبأها السحرى وفى أقل من دقيقة عم الظلام من جديد أركان الغرفة المغلقة 
تحرك كريم من أعلى الفراش بخطوات ثقال بعد أن أرتدى بعضا من ملابسه الخفيفة وطالع ساعة هاتفه التى لم تتجاوز السادسة صباحا 
أرتفع صوته مناديا بخفوت أثناء طرقه على باب الحمام المغلق قائلا 
_ فرح انتى هنا 
لم ينتظر كثيرا قبل أن يقوم بفتح باب الحمام بحرص ليتأكد من خلوه من محبوبته فتوجه مغادرا الغرفة بهدوء إلى ذلك البهو الواسع حيث وصل إلى مسامعه دون مجهود بعض الأصوات الصادرة عن التلفاز وماهى إلا خطوات صغيرة حتى وقعت عيناه على زوجته تجلس أعلى إحدى المقاعد الوثيرة ممسكة بهاتفها 
وكأنها ملكة تتوسط عرشها ظهرت هى فى تلك الصورة
تم نسخ الرابط