رواية تحفة الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
كثيرا ماتميزت فرح عنها برقتها التى زادتها جمالا رغم تطابق الملامح بينهن إلا أن الأنظار كانت تنجذب إليها أولا بالإضافة لتفوقها المستمر عليها دراسيا
طالما كانت هنا هى تلك الفتاة الخجولة المنطوية المذبذة التى تخش الإنتقاد نظرا لسوء مستواها الدراسى بالإضافة إلى تلك الكلمات المستمرة لمن يراها بصحبة شقيقتها لا بس أختك أحلى منك
فى نهاية المرحلة الإعدادية أحبت أحدهم بل ذابت به عشقا عندما أعتقدت أنه يبادلها نفس الشعور بتواجده المستمر بصحبتها هى وشقيقتها وتزايد ذلك الوله بداخلها عندما أرتاد نفس مدرستها الثانوية هى وفرح وبالنهاية أكتشفت أن كل ذلك الإهتمام كان موجه لتوأمتها
تلك النتائج المبهرة التى تلقتها هنا شجعتها فى الإستمرار بذلك الطريق الذى غفل عنه والديها رغما عن النصح المتكرر من شقيقتها فرح لكن تلك الأولى لم تفسر إعتراض شقيقتها سوى بكونه غيرة من كيانها الجديد الذى أحبه الجميع
لذا سافرت وأبتعدت على الفور لتصبح فرح هى الوحيدة المنطوية بعد غيابها بينما هى بدأت حياة جديدة غير مقننة مكنتها من فعل جميع ماخجلت منه تحت أعين شقيقتها
لكنها فى الأخير لم تستطع الحصول على مبتغاها شاب وسيم ثرى يحقق أحلامها التى تتعدى ثروة أباها الصغيرة فهى ترغب فى صنع علامة تجارية خاصة بها فى مجال عالم الأزياء وهى فى تلك البلاد لا تتميز عن قاطنيها من الفتيات المتحررات فى شىء إنما فى موطنها الأصلى بالتأكيد ستسطع الحصول على صيد ثمين بأقل سعة تذكر
لا تستطع الأنكار أنها فى بعض الأوقات أحست بالتأنيب يغزو ضميرها لإحساسها بحزن شقيقتها إذاء تقربها من هشام إلا أن ذلك الفتى بالمرحلة الإعداداية لم يفتأ أن يسيطر على تفكيرها فتتذكر خيبة قلبها فى ذلك الوقت وتعاود عدم الإكتراث سوى بنفسها هى فقط
إلا أن الصيد الحقيقى كان بيد شقيقتها فشعرت بغبائها وزاد حنقها لتسرعها وحاولت بعد ذلك جاهدة لنيل مابيد فرح لم تدرك هى أن الفكرة كانت تكمن فى ماتحصل عليه شقيقتها وليس فى رغبتها التى أقنعت نفسها بها أنها لاتريد سوى اكثرهم ثراءا
هى لم تحب هشام ولا حتى كريم بل لم تحب نفسها يوما من الأساس لكن تلك المقارانات المستمرة بينها وبين شقيقتها هى ماآلت بها إلى هذا الوضع
هى من ډمرت نفسها والآن على وشك ټدمير تلك العائلة أيضا عقب فعلتها بوالدها
أعتادت الټدخين بغرفتها بعيدا عن والديها كى لا يشعر بها أحد لكن فى ذلك اليوم المشؤوم حدث مالم يحمد عقباه
أعتلت شهقاتها بحدة وهى لازالت مغمضة العينين مستلقية على مقعدها وامتلأ وجهها بالدمعات الحارة فشعرت بها فرح وألتفتت إليها حيث سيطر الذعر عليها من تلك الحالة التى وجدت عليها شقيقتها فربتت على ساقها بقوة قائلة بقلق
_ هنا انتى كويسة
لم تجيبها توأمتها ولم تنقطع عن نحيبها مما دفع فرح لإحتضانها قائلة
_ حبيبتى بابا هيكون كويس إن شاء الله متقلقيش
فى تلك اللحظة قامت هنا بفتح عينيها قائلة بلهجه شبه هيسترية وهى ټدفن وجهها بداخل أحضان شقيقتها
_ أنا السبب فى اللى حصله ده أنا السبب يافرح
تسائلت فرح بهلع وهى لازالت تربت عليها
_ تقصدى إيه
حاولت هنا إلتقاط أنفاسها قائلة بعدما اعتدلت بمقعدها
_ حاجات كتير كانت بتحصل وانتى متعرفيش حاجه عنها
صمتت قليلا قبل أن تكمل موضحة
_ الفترة اللى فاتت كان پيتخانق معايا كتير عشان موضوع الخروج والسهر اليومى
فرح بإستغراب
_ خناقات إيه أنا عمرى ماسمعت صوت بابا عالى
أجابتها شقيقتها
_ أغلب خناقتنا كانت بتبقى وأنتى مش موجوده وعلى طول كنت بقول لماما متجبلكيش سيرة مكنتش عاوزاكى تحسى بعلاقتى المتوترة معاه خصوصا إنه بعدها كان بيشتكى پألم فى صدره بس أنا عمرى ماتوقعت إنه تعبان بجد ولا إن الموضوع يوصل لكده
لم تستطع فرح إستيعاب كلمات شقيقتها التى أردفت
_ اليوم ده خناقتنا زادت خصوصا بعد مارجع من برة وشافنى بشرب سېجارة فى الليفنج
ملأت علامات الإستغراب وجه فرح التى تسائلت
_ انتى بتشربى سجاير
هنا بأسف متجاهلة سؤالها
_ اليوم ده انتى روحتى الشغل وماما كانت بتجيب حاجات وهو فى شغله فقولت أشرب سېجارة بسرعة وأنا فى الليفنج بس محستش بيه وهو بيدخل وشافنى
صمتت هنا لبضع لحظات مما أستدعى فرح للتساؤل
_ ها وبعدين حصل إيه
هنا من بين دمعاتها
_ مسكنى من شعرى وضربنى بالالم وقالى هربيكى من اول وجديد وأنا أنا مقدرتش أسكت
أرتمت داخل احضان شقيقتها من جديد قائلة
_ عليت صوتى عليه وقولتله أنت ملكش دعوة بيا مش هتيجى بعد خمس سنين تربينى أنا حره أعمل اللى أعمله
شوفته بعينى بيمسك قلبه ومهتمتش اخدت علبه سجايرى وطلعت على أوضتى وقفلتها عليا وبعد دقايق سمعت صوت ماما بتصوت نزلت لقيته مرمى على الأرض
تعالى صوت نشيج هنا بداخل أحضان شقيقتها قائلة
_ أنا السبب يافرح لو بابا حصله حاجة مش هسامح نفسى أبدا
حاولت فرح التماسك وقامت بالتربيت على شعيرات شقيقتها قائلة
_ إن شاءالله مفيش حاجة وحشه هتحصل ياهنا ادعيله أنتى بس
تسائلت هنا من بين دمعاتها
_ تفتكرى هيسامحنى ! وانتى وماما هتسامحونى !!
لم تجبها فرح بل اكتفت بالتربيت علبها بحنو وماهى إلا دقائق حتى أستكانت وغفت شقيقتها بداخل أحضانها عقب شعورها بالإطمئنان بينما
متابعة القراءة