رواية تحفة الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

البهية عند إرتدائها ذلك الروب الناعم من الشمواه قرمزية اللون والذى أنعكس ضيه على بشرتها البيضاء الناعمة وزادها جمالا وإشراقا 
كانت شاردة بذهنها بينما عيناها مثبتتان على التلفاز دون وعى حتى أنها لم تلحظه فألتفتت إليه بملامح مضطربة سرعان ماتحولت إلى النقيض بعد أن أرتسمت إبتسامة عذبة أعلى محياها يتسائل بإستغراب 
_ إيه اللى قومك بدرى كده !
أجابته بهدوء وهى تضع هاتفها أعلى ساقيها 
_ أبدا مجاليش نوم 
تراخى كريم بجسده أعلى الاريكة الوثيرة المجاورة لها قبل أن يتسائل بإهتمام 
_ ليه كده جعانة !
فرح دون إكتراث 
_ يمكن 
ثم أضافت على الفور مغادرة مقعدها للتوجه إلى منضدة الخدمة والتى كانت على بعد خطوات منها قائلة 
_ الأكل موجود من إمبارح على السرفيس تحب أحطلك معايا 
لم تلاحظ هى هاتفها الذى سقط أرضا عند تحركها بفعل ذلك السجاد الأعجمى من تحتها والذى أمتص صوت تصادمه بالأرض بعكس كريم الذى تحرك لإلتقاطه ليضعه أعلى المائدة أمامه لكن قبل ذلك أضاء شاشته للتأكد من سلامته فوقعت عيناه على العديد من الصور التى تجمع مابين فرح وشقيقتها والتى يبدو أنها كانت تطالعها منذ قليل 
تصفحها قليلا قبل أن يقول 
_ للدرجادى هنا وحشاكى 
تجمدت قسمات فرح لعدة ثوان قبل أن تلتفت إليه مصطنعة الإبتسام وهى تقول 
_ قصدك إيه !
وضع كريم هاتفها أعلى المنضدة مجيبا 
_ مش كنتى بتتفرجى على صوركوا 
فرح بتوتر 
_ اه
كريم 
_ بس ده على الفيس مع إنى مشوفتش كمية الصور دى قبل كده عندك 
كانت فى طريقها إليه حاملة بعض أطباق المائدة وهى تجيبه بإبتسامة 
_ ماأنا عاملة الصور دى كده برايفت عشان لو الصور اتمسحت من موبايلى أعرف أجيبهم تانى 
كريم 
_ وهم اتمسحوا من عندك !
أجابته بحزن 
_ مش بالظبط بس موبايلى ضاع هناك وكان عليه كل حاجة 
لاحظ هو ذلك الحزن الذى أصابها فقال مشجعا بعد أن تحرك من أعلى أريكته متوجها إليها 
_ طب ومالك زعلانة كده ليه بكره تتصوروا غيرهم 
لكنها أجابته بأسى 
_ خلاص مبقاش فى بكره 
عبس كريم بعدم فهم فأضافت هى سريعا بدلال 
_ ماأنت خطفتنى منهم بقى وخلاص بقيت معاك 
أجابها بإبتسامة مطمئنة متناولا كفيها 
_ وإيه يعنى بقيتى معايا يعنى هتبطلى تشوفى أختك وعيلتك !
ردت إبتسامته بأخرى ملؤها الشجن 
_ بس خلاص هم مبقوش معايا زى الأول بينى وبينهم بلاد وقارات 
اقترب منها أكثر لإحتوائها داخل أحضانه قبل أن يقول بهدوء 
_ متقوليش كدة بس ياحبيبتى إحنا ممكن نروحلهم فى أى وقت انتى عاوزاه وكمان ممكن أتابع مع المستشفى هناك ويجيوا فى طيارة خاصة 
أبتعد عنها عدة سنتيمترات قائلا بحماس 
_ تعالى نكلمهم دلوقتى 
لكنه أجابته بملامح فزعة 
_ لا 
أستنكر كريم رفضها ذلك وتسائل 
_ هو إيه اللى لا !
أبتلعت لعابها عدة مرات قبل أن تجيبه موضحة 
_ أصل أصل هنا لسه مكلمانى من شوية وزمانهم نايمين دلوقتى أنت عارف تعب بابا مش عاوزين نقلقهم 
كريم بعدم إقتناع 
_ طيب اللى تشوفيه بس هنا كلمتك أمتى !
توجهت فرح إلى هاتفها تحضره إليه قائلة بفزع طفولى كمن يحاول إثبات صدقه قائلة 
_ من شوية كده حتى بص توقيت المكالمة أهو أصلها كانت بتطمن عليا 
تطلع كريم إلى هاتفها محاولا تهدأتها وهو يقول 
_ طيب ياحبيبتى مصدقك والله أهدى كده فى إيه 
ثم اضاف بلهجة حاول إخراجها مرحة 
_ كل ده عشان جعانه طيب تعالى ناكل 
جذبها كريم من كفها برقة وأجلسها بجواره أعلى الأريكة قبل أن يبدأ فى إطعامها بيده كالأطفال متأملا وجهها الفزع بينما هى تناولت ماقدمه إليها بشرود كإنسان غاب عن روحه الحياة 
لم تمر الساعة حتى كانت تغفو بين أحضانه بعد أن أنتهيا من تناول الطعام حيث مالت برأسها أعلى كتفه اثناء مشاهدتهما للتلفاز وأستمر هو فى التربيت على شعيراتها برتابة وحنو حتى شعر بأنفاسها تنتظم بعد قليل من الوقت 
فى النهاية حملها بين ذراعيه برفق متجها بها إلى الفراش قبل أن يضعها أعلاه بهدوء ويدثرها برقة ثم أسترخى بجسده بجوارها متأملا ملامحها البريئة وبشرتها الناعمة التى طالما رغب فى ملامستها أثناء غفوتها 
تراجعت ذاكرته إلى تلك الليلة عندما غفت أعلى سور شرفتها كم ود هو فى تلك اللحظة المسح على وجنتيها اللتان ازدادا توهجا بضوء القمر وملامسة تلك النقاط المتناثرة أعلى وجهها وكأنها نجمات تلمع وسط السماء الصافية 
فى تلك اللحظة عبست ملامحه عقب تذكره ذلك ودقق النظر فى وجهها بحثا عن تلك النقاط لكنه وجد وجهها صاف خال من أى أثر لهم 
وقبل أن يبدأ عقله فى التفكير بتلك النقطة سيطر عليه الهلع عندما وجدها تنتفض من نومها صاړخة بفزع 
_ لا لا ياهنا لا يابابا يابابا متروحش معاها لا أنا فرح أنا فرح بقولكوا ياماما يامامااا هتاخده ياماما خليها تسيبهولى كفاية اللى أخدته قبل كده يابابااااااا خدنى معاك 
كانت تلك آخر كلماتها والتى أقترنت بدمعة خفية سقطت من بين جفنيها قبل أن يحاول كريم إيقاظها بصوت خفيض قائلا 
_ فرح أصحى يافرح 
همهمت بصوت خفيض وهى تلتصق بأحضانه 
_ كريم 
أجابها مطمئنا 
_ شششش بس ده كابوس أهدى يافرح أنا جمبك 
زادت من إلتصاقها به وهى مغمضة العينين حيث تعلقت برقبته قائلة بهمس بينما ثغرها منفرج عن إبتسامة مبهمة سرعان ماتلاشت 
_ خليك جمبى ياحبيبى 
بدأ فى التربيت على ظهرها بأريحية لعدة دقائق غفت هى خلالهما من جديد فأراح رأسها أعلى الوسادة قبل أن تظهر عليه ملامح القلق من حالتها تلك وبعد تفكير عميق قرر التواصل مع والديها وشقيقتها علهما يساعدانه فى فهم مايحدث لها غادر الفراش بخفة وتوجه إلى البهو حيث هاتفها وحاول الإتصال بذلك الرقم المدون بإسم شقيقتها لكن أتته تلك الرسالة المسجلة بأن الهاتف مغلق فقام بالبحث عن أرقام تخص والديها لكنه فشل فى العثور على شئ فما كان منه إلا أن قام بنقل رقم شقيقتها على هاتفه كى يتمكن من الإتصال بها فيما بعد 
بالطبع جفاه النوم فى الساعات التالية من كثرة التفكير والقلق على محبوبته والتى أستيقظت فى منتصف اليوم وتثائبت بتثاقل قبل أن تصطدم عيناها بعينى كريم القابع بجوارها يداعب خصلات شعرها برقة 
أبتسمت فرح بإشراق قائلة بهمس 
_ صباح الخير 
ثم أضافت متسائلة وهى تعتدل بجلستها 
_ أنت منمتش ولا إيه !
أجابها بكلمات عاشق تطل اللهفة والشوق من عينيه 
_ مجليش نوم والقمر ده جمبى 
تطلعت إليه بشك متسائلة 
_ أوعى تكون عملت حاجة كده ولا كده وأنا نايمة 
لاحت إبتسامته الآسرة يإشراق قبل أن يقول غامزا 
_ لا ماأنا مستنيكى لما تصحى عشان نكمل موضوع إمبارح 
تثائبت بتكاسل قائلة 
_ لا أنا لسة عاوزة أنام حبة كمان مشبعتش نوم 
لكنه لم يتح لها الفرصة
حتى لإغلاق جفنيها وأستوقفها بيديه قائلا بإعتراض 
_ نوم إيه كفاية عليكى كده أنا اللى عاوز أشبع منك الأول 
تملصت من ذراعيه وولته ظهرها بدلال قائلة 
_ لا هنام 
لكنه اجابها بتحد قبل أن يبدأ فى تنفيذ خطته قائلا 
_ بقى كده طب هنشوف مين اللى كلمته هتمشى فى الموضوع ده

تم نسخ الرابط