رواية تحفة الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

قبل أن يهز هشام رأسه قائلا وهو يسلط نظراته عليها وهى فى طريقها إليهم عقب أن أرتسمت أعلى محياها إبتسامة واسعة بينما وجهها مزين بنظارة كبيرة سوداء 
_ جايز وعموما لما تقلع النظارة هيبان أنت عارف هنا بتلبس لينسز على طول 
كريم بتردد 
_ هى أصلا أكيد هنا باين أوى من المكياج ولون الروج الفاقع ده فرح عمرها ماحطت مكياج ولا ألوان بالشكل ده 
علق هشام بثقة راغبا فى إغاظته اكثر 
_ معاك حق فرح طول عمرها رقيقة مش محتاجة مكياج عشان تبقى حلوة 
تكورت قبضة كريم پغضب وانتفخ وجهه محذرا بينما الاول تراجع عن ثقته قائلا بإرتباك 
_ أنا أصلى أول مره أتلغبط بينهم كده للدرجادى 
أشاح كريم بوجهه عنه موجها نظراته إلى تلك التى على بعد عدة خطوات منهم قائلا 
_ خلاص أهى قربت علينا 
أرتعشت إبتسامته أعلى فمه فور إقترابها خاصة عندما تعالى صوتها على غير العادة قائلة بصوت جهور 
_ هاااااى وحشتونى جداااا 
أتبعت قولها بإحتضان كلا الشابين على حدة مما ساهم فى إختفاء إبتسامته نهائيا لتأكده من هويتها فهى هنا لامحال 
قالت موجهة كلماتها لكليهما فى آن واحد 
أخباركوا إيه 
أجابها هشام على الفور 
_ وحشتينى أوى حمد الله على سلامتك أمال فين باقى العيلة 
أجابته دون تفكير 
لا أنا جيت لوحدى وهم هيبقوا يحصلونى 
ثم وجهت كلماتها إلى كريم قائلة بدلال 
_ ازيك ياكيمو موحشتكش ولا إيه 
أجابها بإبتسامة مجاملة 
_ آه طبعا طبعا حمد الله على السلامة 
ثم مالبث أن تسائل بجدية 
_ أمال فرح فين مجتش معاكى ليه 
لاحظ حاجبيها يعبسان من أسفل نظارتها قبل أن تقوم بإزالتها قائلة 
_ إيه ياكريم أنا فرح 
بهت الصديقان وتسمرت نظراتهما عليها خاصة كريم الذى بدا وكأنه يراها لأول مرة تحرك لسانه قائلا بتردد بعد الكثير من الثوان التى ألجمت لسانه عن الحديث 
_ فرح إزاى يعنى 
ركزت نظراتها عليه لبضع لحظات محاولة إستيعاب تلك الحالة التى سيطرت عليه قبل أن تلاحظ عدستيه المستنكرتين التى جالت بملابسها فأجابت على الفور 
_ معقول النيولوك ده مش مخليك تعرفنى 
أبتسم من جديد قائلا بعد إعتقاده دعابتها 
_ ماشى ياهنا خلاص الموضوع دخل علينا وشربنا المقلب 
ثم أضاف بجدية متسائلا من جديد 
_ بجد فرح هتيجى امتى انا معرفش حاجة عنها من شهور 
أرتفعت ضحكاتها من قوله قائلة خاصة بعد ملاحظتها لعلامات الذهول تملأ عينى هشام هو الآخر 
_ ياكيمو بجد أنا فرح مش بشتغلك ماتقوله حاجة ياهشام 
لم يجبها سوى الصمت فأضافت غامزة محدثة كريم من جديد 
_ حتى بأماره الديزرت ياعم ها أتأكدت كده 
أنفرجت شفتاه بإبتسامة مقتضبة غير واثقة قبل أن يومأ برأسه دون أن ينطق بكلمة فهاهو قلبه يلح عليه بتصديقها ويأمره بعناقها من جديد وجذبها إلى أحضانه لكن عينيه تأبى الإذعان والتصديق فمن المحال أن تكون تلك هى محبوبته 
قاطعت حبل تفكيره قائلة برقة 
_ إيه هنفضل واقفين هنا كتير مش هنروح بقى ولا إيه 
كان هشام هو أول من نطق ليجيبها بحماس بعد تلك الإبتسامة الماكرة التى أرتسمت على وجهه فور تأكده من هويتها 
_ آه طبعا يلا بينا عربيتى بره 
تجاهلته موجهة كلماتها إلى كريم متسائلة بدلال 
_ وأنت ياكريم معكش عربيه ولا إيه !
أجابها بأعين زائغة 
_ لا طبعا معايا 
وجهت نظراتها إلى هشام قائلة برقة وهى تتأبط ذراع كريم 
_ سورى بقى ياهيشو هركب مع كريم المرادى 
أجابها بإقتضاب قائلا 
_ ولا يهمك كده كده كنت هرجع الشركة عندى شغل مهم 
لوحت له قبل إبتعادها بصحبة كريم الذى تكلف عناء توجيه حقائبها إلى الخارج بينما الأول وقف من خلفهم متمتما بحنق 
_ مادام عاوزة تروحى مع المحروس بعتالى الرسالة ليه ولا هى مشورة على الفاضى 
صمت لبضع لحظات قبل أن تقفز كلمتها إلى ذهنه من جديد هيشو !

أستقلت هى سيارته فى الوقت الذى أنشغل فيه هو بوضع حقائبها داخل حقيبة السيارة وما إن أنتهى حتى وقف لبضع لحظات بالخلف يتأمل جانب وجهها الذى ظهر إنعكاسه على مرآه سيارته الجانبية ألتفتت إليه فى تلك اللحظة لتتلاق أعينهما بجمود قبل أن يتحرك متجها إلى مقعد السائق يعتليه بملامح عابسة 
لاحظت هى ملامحه الخالية من أى إبتسام فعلقت قائلة 
_ مالك ياكريم شكلك مش مبسوط إنى رجعت ولا إيه ! 
أنطلق على الفور دون أن يجيبها فتسائلت من جديد 
_ للدرجادى رجوعى مضايقك !
حاول هو الإبتسام مجيبا 
_ ليه بتقولى كده بالعكس 
ثم اضاف بجدية 
_ بس مستغرب شوية 
أجابته موضحة 
_ لو ده عشان أستايل لبسى فمعاك حق 
صمت هو فى إنتظار تفسيرها لذلك الوضع فأجابت هى موضحة 
_ انت عارف هنا بقى ياسيدى صممت تعملى نيولوك أول ماوصلنا لندن وقالتلى لبسك ده مينفعش فى أوروبا 
كريم بسخرية 
_ وانتى عادى كده يعنى وافقتى بسهولة 
أجابته بإبتسامة 
_ أهو تغير هو معجبكش ولا إيه 
أجابها على الفور 
_ المهم إنه يكون عاجبك انتى زى ماأعتقد أنه كان عاجبك بردو إختفائك الفترة اللى فاتت دى كلها 
ظهرت علامات الحزن أعلى قسماتها قبل أن تقول 
_ أنا عارفة ياكريم إن دى حاجة مزعلاك وليك حق بس حقيقى ده كان ڠصب عنى 
أجابها بسخرية 
_ ليه كان تبع النيولوك ده كمان ولا علاقتك بيا مبقتش تنفع فى أوروبا بردو 
تأملته لبضع لحظات قبل أن يمتلأ وجهها بالأسى معلقة 
_ ليك حق تتريق ومتصدقنيش بس الدنيا كانت ملغبطة جدا وموضوع تعب بابا ده والعملية زاد عليهم ماما اللى تعبت مننا هى كمان وحصلت مشاكل كتير هناك 
تمالك أعصابه وأجابها بهدوء مؤنبا 
_ده كان أدعى إنك تكلمينى عشان أبقى جمبك فى الفترة دى مش تختفى كده من غير أى مقدمات 
أقتربت منه قليلا قائلة بدلال 
_ خلاص بقى وحياتى ياكريم متزعلش 
ثم أضافت 
_ وأنا كان معايا هنا وعرفنا نتصرف الحمد لله 
أرتكزت عيناه على رماديتيها بداخل مرآته لعدة ثوان قبل أن يزفر بضيق متسائلا 
_ وباباكى عامل ايه دلوقتى !
حاولت رسم الإبتسامة أعلى شفتيها عقب أن تغيرت ملامحها قائلة وهى تشيح بنظراتها إلى النافذة بجوارها 
_ الحمد لله أحسن بس مش مسموحله يسافر دلوقتى خالص وعشان كدة ماما وهنا معاه 
لمح هو مسحة الحزن التى سيطرت عليها قبل أن تلتفت إليه قائلة بمرح مفتعل 
_ أما أنا بقى مقدرتش أبعد عنك أكتر من كده 
أجابها بتهكم 
_ لا والله كتر خيرك 
ألتفتت إليه بجسدها قائلة بعتاب 
_ ماتفكها بقى ياكيمو إيه التكشيرة دى 
بالأخير لم يجد مفرا من الإبتسام فهو بالفعل يشتاقها ويأبى إضاعة الوقت برفقتها بالعتاب واللوم ماإن ظهرت إبتسامته حتى أبتسمت هى الأخرى بصفاء قائلة 
_ على فكرة أنا فى مفاجأة محضرهالك 
كريم غامزا 
_ ياريت تبقى مفاجأة حلوة بقى
تم نسخ الرابط