رواية تحفة الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

الفصل التاسع عشر 
فإذا وجدت الحب لاتحرم فؤادك مايريد فالعمر ياولدى سنين والهوى يوم وحيد 
فاروق جويدة 
هذا مارضخت له أخيرا وسلمت به أستسلمت لإلحاح قلبها فى النهاية ونطقتها رغما عن طبيعتها الخجولة ونفسها المتخوفة إلا أنها صرحت بمكنون فؤادها 
لقد أحببته مرغمة لم يكن بيدها أن تتحكم فى مكنونات لبها الذى خرج عن سيطرتها تماما فلو أن الأمر بيده لقفز من مكمنه مصرحا عند أول مرة سقط فيها من بين أضلعه جراء إبتسامة ذلك القائم أمامها الآن 

ذلك القائم الذى يطل عليها من الأعلى يطأطأ رأسه إليها وكأنه على وشك الإستناد على رأسها مغمض العينين بينما إبتسامته تنير وجهه بأكمله يداه تحتوى كفيها الصغيرتان بتملك شديد بعد أن أطمأن قلبه أخيرا 
لم يعلم على وجه التحديد كم تلك المدة التى أستمر فيها بإغلاق عينيه فهو لم يشأ فتحهما على أى حال تخوفا من أن يكون ذلك مجرد حلم جميل كتلك الأحلام التى طالما راودته ليلا ونهارا أثناء نومه وأيضا يقظته لكنه لم يتوقع نهائيا أن يتحول الحلم إلى حقيقة بتلك السرعة 
أحقا قالتها ! لفظت تلك الكلمة مقترنة بإسمه من ورائها !
كريم 
آتاه صوتها الخاڤت وكأنه يبعد آلاف الكيلومترات لكنه أيضا أستمر فى إغلاق عينيه فذلك الصوت الحالم ماهو إلا من مكملات الأحلام وذلك ماأكد له أنه بداخل ذلك العالم الوردى حيث تنعدم المعوقات وتتلاشى المحرمات لذا ترك العنان ليديه التى رفعت كفيها إلى فمه يوشك على لثمها لولا أن صاحبتهما سحبت يديها سريعا قائلة بنبرة ناهرة 
_ كريم 
أفاق بالأخير وقام بفتح عينيه منتبها إلى تلك الاعين التى تحاوطه من رواد المكان فنظر إلى فرح التى تحول لونها للأحمر جراء فعلته لكنه تجاهل كل ذلك قائلا 
_ هو انتى قولتيلى دلوقتى إنك بتحبينى ولا أنا بحلم 
أجابته بخجل مصطنعة الڠضب 
_ اه وممكن نقعد عشان أنت فرجت علينا المكان 
كم أراد هو فى تلك اللحظة الصياح بأعلى مايمكنه قائلا لمن حوله سمعتوها قالت بتحبنى بتحبنى أنا 
لكنه تمالك أعصابه بعد تلك النظرة التحذيرية التى شملته بها فتوجه إلى مقعده من جديد يعتليه بينما ينتابه كل تلك المشاعر المختلطة مابين سعادة ولهفه وإشتياق وحب يكللهم جميعا ذلك الإحساس بعدم التصديق 
حاولت فرح الهرب من نظراته المسلطة عليها وكأنه يراها لأول مرة لذا قطعت هى ذلك الصمت قائلة 
_ مش معقول هتفضل باصصلى كده لباقى اليوم 
أجابها دون أن يشيح بنظراته عنها 
_ طب المفروض أعمل إيه 
فرح بعتاب 
_ متخلنيش أندم على اللى قولتهولك لو سمحت اتكلم قول أى حاجة 
تسائل من جديد بعد أن غلب مشاعره عدم التصديق 
_ بجد بتحبينى 
أجابته بخجل 
_ خلاص ياكريم بقى 
ساد الصمت من جديد وفضل هو تأمل خجلها بأعين تماثل عدستى طفل منبهر يطالع صندوق الدنيا لأول مرة لذا أستجمعت هى شجاعتها قائلة 
_ تعرف ياكريم إحساسى إنى اعرفك من سنين واللى خلانى مش برتاح فى الكلام غير معاك وشعور بالألفة كدة أول مرة أحس بيه وأنا مع حد الإحساس ده أهم عندى ألف مرة من إحساسى بالحب حبيت شعورى إنى عارفاك وحبيت أكتر إنى حرة فى حبى ليك مش مڠصوبة عليه ولا مضطرة إنى أحبك عشان بتحبنى بالعكس معاك حسيت إن الحب عطاء وإختيار وحرية مش قهر وغصبانية عشان كدة مش ندمانة إنى قولتلك بحبك 
ما إن إنتهت من كلماتها حتى أجابها دون تفكير وهو يشملها بنظرات تملؤها العشق والوله 
_ تتجوزينى
أبتلعت لعابها وأتسعت عيناها بذهول متسائلة 
_ إيه بتقول إيه !
أجابها بهمس وبكلمات متقطعة قبل أن تتسع إبتسامته وكانه يحثها على الموافقة 
_ بقول ت ت ج و ز ي ن ى
اطرقت برأسها خجلا مجيبة 
_ بسرعة كده !
أرتفع صوته دون أن يشعر قائلا بإعتراض 
_ هو فين اللى بسرعه ده انتى هتجننينى
قالت بهدوء محاولة إرضاؤه 
_ طيب بس نظبط الدنيا من حوالينا الأول 
اجابها بتأفف 
_ وهو إيه اللى محتاج يتظبط يعنى !
دون تفكير اجابت 
_ هنا وهشام
كريم بعدم فهم 
_ مالهم !
مالبثت أن اجابته موضحة 
_ انت عارف إن هنا هتفضل اختى الوحيدة مهما عملت ومليش غيرها 
قاطعها متسائلا 
_ وإيه علاقة ده بجوازنا 
رمقته بنظرة جانبية قبل أن تجيب 
_ كريم انت فاهم كويس زى ماأنا فاهمه إن هنا عينها منك وعاوزاك ليها 
اجابها بسخرية 
_ فإيه المفروض تستأذنيها عشان تتجوزينى ولا قررتى تسيبنى ليها 
أغضبها لهجته الساخرة فأجابته بحدة 
_ مش كده بس على الأقل امهدلها الموضوع انا مش عاوزة يبقى فى عداوة بينى وبينها او تحس إن داخلة الموضوع معاها تحدى 
صمتت قليلا قبل أن تضيف بإرتباك 
_ وهشام 
رفع كريم حاجبيه بتهكم معلقا 
_ آه وماله هشام خاېفة على مشاعره هو كمان !
فرح موضحة 
_ لا بس متنساش إنه صاحبك ومش عاوزاك تخسره عشانى 
عبست ملامحه قبل أن يجيبها 
_ فرح انتى بتتلككى صح شوية تقوليلى مقدرش أتجوزك عشان اختى عينها منك وأنتى عارفه اللى فيها وشوية تقوليلى هشام وعاوزانى أعمل حساب لصحوبيته اللى هو مراعهاش أصلا وكان عنده إستعداد إنه ياخدك منى عادى جدا ويخسرنى 
حاولت طمأنته قائلة بهدوء 
_ لا مش بتلكك واللى عاوزاك تعرفه وتتأكد منه إنى عمرى ماهسيبك ولا أبعد عنك سواء عشان اختى ولا عشان أى حد أنا بس كل اللى بقوله إننا نمهدلهم الموضوع بالتدريج كده 
كريم معترضا 
_ مش فاهم تمهيد إيه ماهم عارفين إننا مع بعض أصلا 
صمت قليلا قبل أن يزفر بقوة معقبا 
_ براحتك يافرح عموما أنا بس عاوز أبلغك إنى سيبت شقه هشام خلاص 
أتسعت عيناها بفزع متسائلة 
_ إيه اللى انت بتقوله ده سبتها امتى وليه وروحت فين 
أجابها موضحا 
_ امال عاوزانى أقعد عادى بعد اللى حصل الصبح ده كده كده كنت هسبب الشقة بعد ماتصرفاته بدأت تتغير وخصوصا بعد الموقف اللى حصل عندكوا فى البيت بس النهاردة هو عجل بالموضوع ده وأنا خلاص مضيت عقد إيجار شقة النهاردة 
لاحظ هو علامات الحزن التى أكتست ملامحها فأردف مطمأنا 
_ مټخافيش الشقة قريبة منك إنتى عارفة إنى مقدرش أبعد عندك 
نظرت إليه بحسرة معقبة 
_ يعنى مش هشوفك فى البلكونة تانى !
تأثر هو بنبرتها تلك فركز نظراته على رماديتيها قائلا بأسى 
_ دى أكتر حاجة مكنتش عاوز أمشى عشانها ومش عارف إزاى هقدر أطمن عليكى وإنتى بعيد عنى كدة وعشان كده يافرح عاوز إننا نتجوز فى أسرع وقت 
أجابته على الفور 
_ وأنا كمان مقدرش أبعد عنك ياكريم صدقنى انا هعمل كل اللى اقدر عليه عشان نبقى مع بعض متقلقش وأول ماأروح هفاتح هنا فى الموضوع وأنت كمان مش عاوزاك تخسر هشام عشانى 
فى تلك اللحظة أرتفع رنين هاتف المتحدثة والتى اجابت على الفور ماإن لمحت حروف أسم والدتها
تم نسخ الرابط