رواية تحفة الفصول من الثامن للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

...
أرتعشت الإبتسامة التى تقاوم الإنحناء للأسفل وهو تتسائل بضعف 
_ انا عاوزنى انا اقولها الكلام ده 
هشام مشجعا وهو يضغط على يديها بحنان 
_ اه انتى .. محدش غيرك أقدر أطلب منه الموضوع ده .. 
لم تجيبه وكأنها ترجوه أن يصمت تترجاه أن يكف عن ذلك الأڈى فليذهب للچحيم هو وهى فهى لن تكترث من الآن سوى بقلبها الذى تم الدهس عليه دون رحمة او شفقة ..
كل تلك المشاعر المختلطة بداخلها لم يرى هو منها سوى تلك النظرة الطويلة الصامته من عدستيها فتسائل بعدم فهم 
_ مالك يافرح بتبصيلى كده ليه 
وقبل أن تجيبه قاطعهم النادل واضعا مطالبهم أعلى المائدة فى الوقت الذى تخلى فيه هشام عن كفيها تاركا إياها فى العراء يلفحها الهواء دون ساتر كقلبها الذى سيطر عليه الأمل والدفىء لبضع لحظات قبل أن يتركه من جديد وحيدا بائسا لاحول له ولاقوة ..
أرتشف هشام بضعة رشفات من قهوته مكملا دون الإكتراث لملامحها المتهجمة  
_ أنا فعلا بحبها يافرح مش مجرد إعجاب وصدقينى هبقى قد المسئولية لايمكن فى يوم هخذلها ...
ثم أضاف 
_ انا عارف إنك قلقانة عليها .. بس اللى عاوزك تعرفيه وتتأكدى منه إنى عمرى ماهبقى سبب فى جرحها او حزنها يوم من الأيام ..
أرتسمت إبتسامة ساخرة أعلى محياها مفكرة .. ياللقدر ! 
ماأحوجها هى الآن لمثل تلك الكلمات تداوى بها جرحها أليس من العبث أنها تستمع إلى كم ذلك الأحتواء فقط كى تنقله إلى شقيقتها وكأن الدنيا قد ضاقت بما رحبت ليقع عليها هى الأختيار من أكثر شخص أحبته طوال حياتها...
أجابته بهدوء يشمله الإنكسار 
_ للدرجادى بتحبها 
هشام بحماس 
_ وأكتر يافرح .. أنا من ساعة ماشوفتها مبعرفش أنام ولا أشتغل ولا أعمل أى حاجه غير إنى أفكر فيها ..حالى كله متشقلب لأول مرة فى حياتى ..
حاولت إرتشاف بضع رشفات من مشروبها عله يزيح تلك الغصة بحلقها قبل أن تتسائل بكلمات حاولت إخراجها طبيعية 
_ طيب انت مقتنع إن ده حب .. مش يمكن يكون مجرد إعجاب !
هز هشام رأسه نافيا ليقول بثقة  
_ أنا شوفت بنات حلوين كتير واعجبت بكتير بس عمرى ماحصلى زى ماحصل مع هنا من أول لحظة شوفتها فيها .. لو مكنش ده حب يبقى إيه 
ثم مالبث ان أبتسم بإشفاق قائلا 
_ يمكن انتى عشان لسه محبتيش فمش حاسه باللى حاسس بيه ولاتعرفى الحب بيبقى ازاى ...
رفعت حاجبيها بإندهاش بينما ألتوت شفتاها بتهكم متمتة داخلها 
_ بقى أنا اللى معرفش الحب بيبقى إزاى 
وحب السنين اللى كاتماه جوه قلبى ده يبقى إيه 
وكسرتى اللى أنا فيها دلوقتى دى تبقى إيه
انفرجت شفتاها قائلة بآلية  
_ اه فعلا معاك حق ..
لفت نظره اخيرا نظرات الحزن التى تملأ عينيها فقال مشجعا  
_ بس انتى عارفة إن فى إنسان بيحبك يافرح ويتمنى إنك تبادليه نفس الشعور ..
تأملته بإستغراب بينما هو أضاف موضحا  
_ كريم .. كريم يافرح فعلا بيحبك وأكيد انتى شوفتى محاولاته المستمرة عشان يتقرب منك.. 
قبل أن تجيب وضع هو يده أعلى خاصتها من جديد قائلا 
_ ارجوكى اسمعينى للآخر من غير ما تتضايقى زى المرة اللى فاتت .. أنا اول مره أشوفه متغير كده وأول مره فعلا يبعد عن كل البنات اللى يعرفهم ويقطع علاقته بيهم عشان حد ..
ظهرت إبتسامته من بين كلماته قائلا 
_ تخيلى إن كريم بقى بينام بدرى ويصحى بدرى ويروح الشغل من ٧ الصبح .. دى معجزه فى حد ذاتها محدش قدر يخليه يعملها قبل كده .. 
أزاحت يدها من أسفل خاصته قائلة بإقتضاب 
_ كريم فعلا شخص كويس وأنا .........
قبل أن تتم كلماتها أضاء هاتف هشام فى تلك اللحظة بصوت رسالة قصيرة فتطلع إليها بإهتمام قبل أن تلوح على وجهة إبتسامة واسعة أثناء قراءته لها وعقب إنتهاؤه أشار إلى النادل قائلا وهو يخرج بعض الوريقات المالية من محفظته 
_ طيب أنا لازم أتحرك دلوقتى .. 
ثم أضاف أثناء وقوفه 
_أرجوكى حاولى تقنعى هنا أنا معتمد عليكى فى الموضوع ده.. 
اه ومتنسيش تفكرى فى كلامى عن كريم ..يلا سلام ..
تتبعته بعدستيها تنظر إليه بشرود من خلال نافذتها إلى أن أستقل سيارته وأنطلق بها على الفور فى تلك اللحظة تركت العنان لدمعاتها السجينة والتى أنهمرت بغزاره كشلال حبيس أزيل ذلك السد المانع أمامه خفضت رأسها للأسفل مستندة بمقدمة رأسها على كفيها مستتره ورائهما من أى نظرات مسلطة عليها إلى أن أستطاعت تمالك نفسها والتوقف عن البكاء أخيرا ...
فى تلك اللحظة رفعت رأسها بكبرياء بعد أن قامت بمسح وجنتيها المبللة ثم أرتشفت بضع رشفات من العصير الخاص بها عله يهدأ نفسها قبل أن تتطلع من جديد إلى ذلك الفراغ بالخارج من خلال نافذتها لفترة وجيزة من الزمن لم تشعر بها بل لم تفيق منها إلا على ذلك الظل الذى حاوطها فألتفتت إليه قائلة بعد فطنتها إلى هويته 
_ كريم !
كان قد أنتهى كريم من عمله فى الوقت المحدد وكالعادة توجه إلى ذلك المكان الذى طالما جمعه بها عله يراها من جديد نعم لم يكن هناك أى موعد سابق ولم يخبرها هو برغبته فى رؤيتها اليوم لكنه ذهب بفؤاد يملؤه الرجاء فى أن يراها دون إتفاق .. 
تمنى بداخله لو أن قدماها ساقاها إليه مثلما يسوقه قلبه دون تفكير أو إكتراث أمل لو أنها هى الاخرى تود رؤيته و إستكمال حديثها معه ..
ماإن وصل وجهته حتى لمح سيارتها تصطف بمكانها المعتاد فتراقص قلبه طربا خاصة عندما لمحها من جانب وجهها تجلس بمكانها المعتاد أعلى تلك الطاولة التى جمعتهم سويا فى هذا الركن الهادىء .. 
تأملها لبضع دقائق قبل دخوله فاليوم يبدو مظهرها مختلف إلى حد ما هى لاترتد نظارتها الطبية بل وشعرها منسدل أعلى كتفيها بعكس عادتها طلت الفرحة من عينيه بعد أن زاده ذلك أملا ..
فهى بالفعل تتغير من أجله وتحاول التجمل للفت أنظاره اااه لو تعلم انه قد وقع فى غرامها من اللحظة الأولى هو غارق فيها حتى اذنيه وتروقه فى جميع حالاتها ..
ملؤه الحماس وأسرع إلى الداخل حيث محبوبته تجلس فى إنتظاره أقترب منها بخطوات ثابتة هادئة ووجه بشوش ممتلى بالإبتسامة وقبل أن يرفع ذراعه إليها ملوحا لاحظ ذلك الشخص يحتل مقعده أمامها ..
أقترب على مهل عقب أن إنكمشت إبتسامته ودون أن تلاحظه هى وقعت عيناه على تلك الأيد المتشابكة أعلى الطاولة ..
كفيها بأحضان آخر تنظر إليه بوله واضح وأعين ملؤها العشق .. 
لم يكن بحاجة إلى الاقتراب أكثر لمعرفة هوية الجالس .. 
هشام .. صديقه ..
..
الفصل العاشر 

لم يكن هناك سوى المغادرة الحل الأمثل لما رآه رد الفعل المباح كى لا تتفاقم الأمور داخله فليبتعد عن كل ذلك الألم ويغادر إلى الأبد ..
لم يعلم لما تذكر فى تلك اللحظة اللعڼة التى زعمت إحداهن انها قد ألقتها عليه ذات ليلة تلك اللعڼة التى أختصت بها فؤاده قائلة 
_
تم نسخ الرابط