رواية تحفة الفصول من الثامن للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
عن ذلك السواد أسفل عينيها إلا أن رماديتيها يجذبانه إليهما بقوة ورغما عن شفتاها الباهتتين إلا أنها بدوا كالكرز فى أوج نضوجه ورغما عن ....
العربية هنا ياكريم
تفوهت فرح بهذه الكلمات بضعف لتوقظه من تأملاته تلك فتلفت حوله بإنزعاج قبل أن يقترب من السيارة ويساعدها على الجلوس بروية بينما هو اتجه مسرعا إلى مقعد السائق يتولاه بحزم متجاهلا إعتراضاتها التى لم تستغرق كثيرا فما إن أستقلا سيارتها حتى أستسلمت هى وغطت فى نوم عميق ..
كانا قد أقتربا من المنزل عندما لمح هو صندوق صغير مزين بصورة أنيقة موضوع أعلى تابلوه السياره أمتدت يداه إليه دون تفكير بعد أن جذبه الفضول لرؤيه محتواه ..
تردد لعدة لحظات إلا أن التطفل هو من ألتقط زمام الأمور فى النهاية وقام بفتحه على مهل قبل أن تلتقط يداه تلك الميدالية الفضية المميزة ..
أبتسم بعفوية متذكرا تلك الصدفة التى جمعته بها ذات يوم ..
لكن تلك الإبتسامة لم تلبث أن أختفت فور رؤيته لإسم هشام المزين للقلم وبجانبه ذلك التاريخ منذ اكثر من السنة والنصف ..
هشام ..
هشام ...
هشام ....
تردد الإسم داخل عقله مرارا وتكرارا دون أن يشعر عبس وجهه بتهجم واضح قبل أن يقوم بإعادة محتويات الصندوق ووضعه بحرص فى مكانه السابق ..
أيقظها بهدوء دون أن ينظر إليها بل إكتفى بذكر اسمها عدة مرات متتالية بصوت جهور حازم أستيقظت هى على إثره متلفتة حولها بقلق ..
طمأنها أثناء إستعداده لمغادرة سيارتها قائلا
_ وصلنا البيت حمد الله على السلامة ..
لم ينتظر ردها بل ترجل من مقعده بهدوء وتوجه بخطوات ثابته إلى منزل هشام ..
أخيرا اعطى الضوء الأخضر لتلك الأفكار المتصارعة داخل رأسه سامحا لها بالخروج والإعلان عن نفسها بصوت واضح يردده لسان حاله بعدم تصديق قائلا
_ معقول هشام ! فرح بتحب هشام !!
مالبث أن أردف بإبتسامة ساخرة وهو يسترجع جميع المؤشرات السابقة
أزاى أنا مكنتش شايف كل ده والحب عمانى عن حقيقة واضحة وضوح الشمس كده .. سبت نفسى كل يوم أتعلق بيها أكتر وأكتر فى الوقت اللى هى مشافتش فيه غيره ..
تكورت قبضتيه بتحفز عند تذكره لصديق عمره قائلا
_ وهو ! كان عارف بحبها ليه ! سايرنى وسابنى كده على عمايا وأنا بقوله إنى بحبها !!
راح قابلها النهاردة من ورايا عشان إيه ! ينهى اللى بينهم ولا يبتديه !
وجه العديد من اللكمات العڼيفه إلى مسند مقعده عله يهدىء من ثورته وهو يقول بلهجة أشبه للصياح
_ أنا لازم اعرف كل حاجة منه ..
لم يلبث أن توجهت أصابعه إلى هاتفه بعصبية لمهاتفة صديقه متسائلا عن موعد عودته والذى لم يكن سوى عقب الكثير من الساعات زادت عصبيته وهياجه ولم يحتمل تواجده بداخل الغرفة فقرر التوجه إلى سيارته إلا انه قد تذكر فى اللحظة الأخيره عدم تواجدها بحوزته مما زاد من غضبه وكاد أن يتجه بلكمة قوية إلى تلك المرآه التى تعكس خيبته إلا أنه تدارك نفسه فى النهاية ولم يجد متنفثا لغضبه وغيرته سوى ممارسة بعض الرياضة التى نجحت فى إمتصاص ثورته ..
ومع بدىء كل تمرين كانت ټخونه عيناه متوجهتين إلى شرفتها بترقب وفى إحدى المرات لمحها أخيرا إلا أنه غض نظره عنها پغضب وتصميم بل ولاها ظهره متصنعا عدم الإهتمام ..
لكن ذلك التصميم لم يستمر سوى لبضع دقائق فها هو يلتفت بجسده من جديد رافعا عدستيه إليها ليجدها لازالت قائمة وفى تلك اللحظة .. رغما عنه لم يستطع التجاهل ..
دلف إلى شرفته بتباطؤ محاولا تحاشى النظر إلى وجهها إلا أن أتكائها على مرفقيها بجسد منحنى زاد من قلقه عليها فأستجمع قوته قائلا بثبات بعد أن لمحته هى
_ إزيك دلوقتى
أجابته بصوت واهن وصل إلى مسامعه بصعوبة
_ الحمد لله كويسة ..معلش تعبتك معايا وخليتك تسيب عربيتك ..
كريم بإقتضاب
_ ولا يهمك المهم إنك تكونى كويسة ..
ثم أضاف رغما عنه
_ معلش لازم أدخل .. بعد إذنك ..
تركها متجها إلى الداخل بقلب يعتصره الألم حقا هو لم يستطع التحمل أكثر من ذلك رغما عنه كيانه كله يهتز عند رؤيتها على ذلك الحال ..
لذا قرر مغادرة المنزل بأكمله ...
أرتدى ملابس التريض خاصته وخرج لممارسه رياضة الجرى كى يبتعد قدر الإمكان عن قربها الذى يضعفه بذلك الشكل ...
ملؤها التعجب من معاملته الجافة المقتضبة تلك على عكس طبيعته البشوشة المرحة التى أعتادت عليها فبداية من طريقة مغادرته السيارة على ذلك النحو إلى رحيله الآن من أمامها دون التحدث معها كعادته جعلها تشعر بالڠضب قليلا لكنها نهرت نفسها متسائلة عما يهمها من أمره فهو لا يعنى لها شيئا بل يجب أن تحمد الله على أنسحابه وأختفاؤه عن ناظريها فى مثل هذا الوقت الذى رغبت فيه الإختلاء بنفسها قليلا ..
لمحته بعد عدة دقائق يخرج مرتديا ملابس التريض فأصابها خيبة الأمل التى لم تدر سببها فى ذلك الحين وتوجهت إلى الداخل هى الاخرى بتأفف ...
أعتلت فراشها بعد أن أغلقت أضواء الغرفة بينما عدستيها يلمعان فى الظلام محاولة إسترجاع كلمات هشام لها اليوم ..
وكأن أكثر الذكريات سوءا .. اكثرها إلحاحا ..
فهاهى تعيد على ذاكرتها كل كلمة ساهمت فى ذبحها ونحر عنقها بلارحمة ولا هوداة ..
لقد قالها لها بمنتهى الصراحة والوضوح يحب شقيقتها وينتوى التقدم لخطبتها فور أن تتنازل وتتواضع وترضى به زوجا..
لذا الآن وبداية من تلك اللحظة يجب أن ټقتل بداخلها كل الآمال التى سهرت العديد من الليال ترعاها وتسقيها بأفكارها الحالمة حتى تكبر وتزهر بل وتثمر بداخلها ..
لقد أصبح ذلك الحب محرما لذا وجب عليه القتل دون تعاطف أو شفقة ..
لكن فى تلك اللحظة ومن حيث لاتدرى تصاعد
متابعة القراءة