رواية تحفة الفصول من الثامن للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الطريقة تحولت نظراتها الساخرة إلى أخرى يملؤها الذهول محاولة إستيعاب ماقالته شقيقتها للتو .. بل تحاول تصديقه ..
هزت رأسها رافضة تحاول طرد تلك الفكره من داخلها وهى تتمتم پحقد واضح
_ لا طبعا إستحاله واحد زى ده يبصلها هى .. بس الكلام ده لو طلع صح يبقى فى كلام تانى خالص لازم يتقال ...
الفصل التاسع
تركت العنان لدمعاتها آذنة لها بالإنهمار دون قيد تعالت شهقاتها پألم محاولة إدخال المزيد من الهواء إلى رئتيها اللتان تقلصا حزنا على حالها..
أنتحب قلبها على حاله وعلى حال تلك السنوات الضائعة من عمره والتى قضاها فى حب ذلك الشخص منتظرا نظرة إعجاب واحدة أو مجرد إيمائة توحى بالإهتمام ذلك القلب الذى طالما تحايل على صاحبته مخادعا يحاول طمأنتها بتفسير أى نظرة عابرة أو إبتسامة مقتضبة من المحبوب على أنها علامة من علامات التعبير عن إعجابه الخفى بها ..
تجلت الحقيقه أمامها بوضوح منذ البداية إلا أنها كانت ترفض الإذعان لها بل فضلت إيهام نفسها بحبه الخفى فأزداد تعلقها به وتغلغل حبه فى أعماقها أكثر وأكثر ..
هل تحاول الإدعاء بأن كل ماقالته شقيقتها ماهو إلا كيدا أرادت به إغاظتها فقط لا أكثر
أرتفعت ضحكاتها بهيسترية بين جوانب وسادتها بعد أن زاد تشبثها بها وأختلطت الضحكات بالعبرات قائلة
_ لسه هتوهمى نفسك تانى كل حاجة بتحصل بتدل أنه بيحبها هى عاوزها هى .. لأمتى هتفضلى عايشة فى الوهم ده ..
_ بس انا مش هستسلم بالسهولة دى لازم اسمع الكلام ده منه هو ..
أمسكت هاتفها تحادثه وماهى إلا ثوان حتى ملأ صوته أذنيها قائلا
_ ازيك يافرح ..
فرح بإقتضاب
_ الحمد لله .. كنت عاوزة أشوفك النهاردة ..
أتاها صوته الرافض بجدية
ثم أضاف دون نقاش
_ خليها بكره
هزت هى رأسها بتفهم قبل أن تجيبه
_خلاص أشوفك بكره .. فى كافيه هبعتلك اللوكيشن بتاعه .. أقابلك هناك بعد الشغل الساعة ٤ ..
هشام بعجل
_ ماشى يافرح إن شاءالله .. معلش لازم أقفل مشغول جدا .. سلام ..
أغلق هاتفه دون أن ينتظر حتى رد التحية من قبلها بينما هى تجمعت العبرات داخلت مقلتيها من جديد وأنكمشت بجسدها الصغير داخل إحدى أركان الفراش محاولة إستجماع شتات ذهنها للتفكير فيما عليها فعله غدا ..
أراحت رأسها إلى الخلف بعد أن سيطر عليها الألم من كثرة البكاء لكن رغم ذلك لم يكف عقلها عن التفكير فى لقاء الغد ومجرى الحديث بينهما هل ستقوم بسؤاله مباشره أم ستنتظر إعترافه لها من تلقاء نفسه !
هل تخبره بكلمات شقيقتها أم تحاول إستدراجه للبوح عما بداخله
أمسكت جانبى رأسها بكلتا يديها محاولة إيقاف الألم بل إيقاف ذلك التفكير الذى يجول بداخلها لتتمتم بعصبية
_ مش عارفة أعمل إيه .. مش عارفة مش عارفة ..
عقب حوالى الساعة قضتها هى فى إغلاق جفنيها والبكاء بصمت تحسست يمناها هاتفها تحمله من جديد بعدما سيطر عليها الحنين تصفحته متجولة بتلك الصور التى جمعتها بهشام ذات يوم فى العديد من المناسبات أعادت النظر إليها بتمعن ففى كل الصور كانت هى من تهيم به عشقا تفضحها عيناها المثبتة عليه بينما هو لم يكترث ولو للحظة ..
رغما عن قلبها المكلوم إلا انها لم تستطع عدم التدقيق فى ملامحه الوسيمة أو خضراويتيه اللتان سلبا لبها بأول لحظة ألتقت بهما..
وفى خضم تأملها ألتقطت أذناها صوت ضحكات شقيقتها يأتى إليها من خارج شرفتها بل بالتحديد من شرفة شقيقتها الملاصقة لخاصتها أرهفت السمع لتأتيها كلمات شقيقتها على طبق من ذهب بنبرة واضحة وضوح الشمس وهى تقول بغنج
_ خلاص ياهيشو أنا نازلة اهو ..
أرهفت السمع من جديد غير مصدقة ماتفوهت به هنا.. محال أنها ستقابله الآن بعد أن رفض مقابلتها متحججا بإنشغاله منذ ساعة متى قام بترتيب هذا اللقاء وكيف وصل إليها بتلك السرعه
تحركت من مكانها بتشكك لتطل من شرفتها المكللة بالظلام للتأكد فلم تجد أحدا بالاسفل بدت عليها علامات الإرتياح إلى حد ما لكن ماهى إلا لحظات حتى لمحت سيارته تلوح أضوائها من بعيد لتنير غسق الليل الدامس بينما شقيقتها _ والتى كانت بكامل أناقتها_ ترجلت عدة خطوات إلى الأمام حتى أصبحت فى مكان يسمح لها برؤية فرح وفى تلك اللحظة رفعت رأسها إليها لترنو بنظرة طويلة تملؤها السخرية والكبرياء ..
لم تغادر فرح مكمنها حتى وهى تراه يترجل من سيارته بسرعة قبل أن يقترب من شقيقتها ملتقطا أصابعها برقة يلثمها وسط همهمات صدرت منه لم تستطع هى تفسيرها بل يكف تلك الضحكة الخجلة التى صدرت من شقيقتها قبل أن تتقدم برفقته إلى مقعدها حيث قام بفتح باب سيارته على مهل لتجلس هى برفق ودلال ويتأملها هو لبضع ثوان قبل أن يتوجه إلى مقعده وينطلق على الفور ..
لم تشعر سوى بذلك المجرى وقد امتلأ من جديد بينابيع مالحة غير عذبة مختلطة بالمرار والألم تحفر مسارها أعلى وجنتيها بحړقة لاتقل لهيبا عن تلك التى شعرت بها داخل قلبها ..
من حسن طالعها أو لربما من حسن طالعه هو أن إضاءة شرفتها كانت مغلقة فلم يستطع كريم رؤية ملامح وجهها العابس الممتلىء بالدمعات فأرتفع صوته بصورة جلية مناديا
_ فرح فرح
أسرعت بمسح دمعاتها لتجيبه عل الفور
_ كريم أنت واقف من امتى مشوفتكش !
كعادته لم تفارق الإبتسامة وجهه فور رؤيتها ليجيبها بتلقائية محاولا التدقيق بوجهها
_ لسة طالع دلوقتى ..
ثم أضاف موضحا
_ أصلى سمعت صوت عربية هشام فبحسبه جه وطلعت أشوفه ملقتهوش .. يمكن كان بيتهيألى أو كانت عربية تانية معدية ..
تجولت عيناه فى الأفق قبل أن ينظر إليها من جديد قائلا
_ أنا برضو شكيت فى نفسى لأنى لسة مكلمه من شوية وقالى هيتأخر عنده شغل كتير ..
أنكسرت شفتى فرح بإبتسامة حزينة وهى تجيبه
_ لا مبيتهيألكش ولا حاجة هو فعلا جه وخرج مع هنا دلوقتى ..
كريم بعدم تصديق
_ معقولة ده عنده مقابلة شغل مهمه كمان ساعة ..
رفعت فرح كتفيها بلامبالاة أو هذا ماحاولت إظهاره قائلة
_ والله مش عارفه ياكريم
أستند كريم
متابعة القراءة