رواية تحفة الفصول من الثامن للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

وهى تشير إلى معدتها الممتلئة 
_ لا ديزرت إيه مش قادرة خلاص..
لكنه أجاب بتصميم 
_ لا لا ده كله إلا الديزرت .. الحلو هنا تحفة .. 
ثم أضاف مقترحا 
_ طيب بصى أنا هجيب تارت شكولاته و فادج .. الإتنين أحلى من بعض .. ولو مش عاوزة انتى أنا هاكل الاتنين ولا تزعلى ..
بدأ لعابها فى التحرك من فرط تحمسه فأجابت بهدوء 
_ مفيش مشكلة ..
غادر طاولته متجها إلى مبرد الحلويات الموضوع بإحدى الأركان والذى من فوقه أرتصت الأطباق البيضاء وبعضا من ادوات المائدة وقف أمامه لبضع لحظات ينتقى أطباق التحلية خاصته جافلا عن تلك التى أرتكزت انظارها عليه من طاولتها تتأمل ملابسه المريحة العصرية والتى تناسب شخصيته المرحة فبالرغم من بساطة هندامه الغير متكلف إلا انه ظهر بمظهر أنيق آخاذ لافت للإنظار خاصة مع ذلك الجسد الرياضى المتناسق والذى زاد هيئته جاذبية وثقل ..
وفى خضم تأملها لكل حركة من حركاته الراقية أفاقت على صوت أنثوى يصدح بالأرجاء مناديا بغنج 
_ كيموووو ..
ألتفتت هى فى الحال كما ألتفت صاحب الأسم والذى كان على وشك الرجوع إلى مائدته حاملا طبقين من أطباق التحلية توقف أمام مصدر الصوت فإذا بها إحدى صديقاته القدامى والتى تقدمت إليه على الفور بينما هو وجه نظراته إلى فرح التى أشاحت بوجهها عنه ناظرة إلى النافذة بجوارها متصنعة عدم الإهتمام ..
أقتربت منه الفتاة بعشم شديد دفعها إلى إحتضانه وتقبيله من وجنتيه تعبيرا عن إشتياقها له ..
لم تمر ثوان حتى ألتفتت إليهم فرح من جديد لتقع عيناها على ذلك الإحتضان والذى لم يساهم فيه هو نظرا لإنشغال يديه بحمل الأطباق رغما عنها فغرت فاها بإستنكار من ذلك الترحاب المبالغ به خاصة مع تلك الملابس الشبه ڤاضحة التى أرتدتها الفتاة حيث أرتدت بنطال جينز ضيق به العديد من القطوع الكبيرة التى ظهر من أسفلها ساقيها بالكامل وكأنها ترتدى شورت صيفى قصير يعلوه توب قصير أصفر ينتهى أعلى معدتها حيث يظهر جزءا منها بالفعل ويعلوه جاكيت جينز قصير ينتهى عند بدايه البنطال ..
شعيراتها قصيرة حمراء تضع القليل من مستحضرات التجميل إلا أن وجهها يظهر عليه بشده تشبعه من اللمسات التجميليه من فيلر أخفت به تجعيدات الوجه الطبيعية وبوتكس ملأ الوجنتان والشفاه الممطوطة إلى الامام بلا أى داع بالإضافة إلى حاجبيها المرسومان بخاصية التاتو ورموشها الأصطناعية البارزة بشكل مستفذ ..
عقب أن أنتهت من ملاحظة كل تفصيلة بالفتاة كان الشخصان قد انتها من حديثهما وهم كريم بالرجوع إليها فأسرعت هى بالإلتفات والنظر إلى النافذة مرة اخرى لكنه تلك المرة قد رآها بالفعل ..
أعتلى مقعده بعد أن وضع إحدى الأطباق أمامها قائلا بضجر وهى لازالت تنظر إلى النافذة 
_ دى شذى معرفة قديمة
تصنعت عدم الفهم متسائلة  
_ مش فاهمة
كريم موضحا 
_ البنت اللى كانت واقفة معايا
فرح وقد حاولت الظهور بمظهر الغير مهتمة  
_ ماأخدتش بالى منها .. طيب مجبتهاش تقعد معانا ليه
تمتم هو بخفوت  
_ لا تقعد إيه مش ناقصة فضايح..
ابتسمت فرح بخبث قائلة 
_ إيه مسمعتكش بتقول ايه 
كريم بسرعة  
_ لا بقول إنها كانت مستعجلة يعنى .. 
ثم أضاف مشيرا إلى ذلك الطبق الموضوع أمامها 
_ ها بقى مش هتدوقى الديزرت
أبتلعت لعابها بنهم قائلة  
_ بصراحة شكلها مغرى .. خلاص هجرب 
امتدت أصابع كريم إلى طبقها قائلا بجدية 
_ طب بقى نشير مع بعض عشان كنت عامل حسابى هاكل الاتنين بصراحة ..
لكنها قربت إليها طبقها بطفولية وبدأت بتناوله معترضة 
_ لاااا أنسى 
كريم ضاحكا  
_ بس ده مكنش إتفاقنا على فكرة ..
فرح بتصميم 
_ ماأنا مكنتش أعرف أنه هيبقى بالشكل ده ..
أرتفعت ضحكاته وهو يتأمل نهمها للشكولاه قائلا 
_ بقى كده ماشى ياست فرح مردودالك ..
بينما بداخله ردد بوله  
_ بالهنا والشفا ياحتة منى لو أقدر كنت جبتلك الدنيا بحالها مادام هشوفك وإنتى طفلة كده بضحكتك دى اللى لايقة عليكى من جواكى ومن براكى ..
كانت قد شارفت الساعة على الثامنة مساءا عندما أرتفع رنين هاتف فرح برقم والدتها التى أرادت الاطمئنان عليها فهى لم تعتد التأخر كل ذلك الوقت لكن فرح اجابتها مطمأنة بأنها كانت تتناول غذائها بالخارج وستتتواجد بالبيت بعد أقل من ساعة ..
عقب إنتهاء المكالمة علق كريم 
_ تحبى نتحرك
فرح بخجل وهى تلملم اشيائها  
_ لو انت عاوز تقعد خليك متربطش نفسك بيا ..
لكنه رفض قائلا 
_ لا إزاى بقى .. كده كده انا كمان لازم أتحرك .. عندى بكره شغل وهصحى بدرى بقى وحوارات
تسائلت فرح  
_ إيه ده بجد هتشتغل فين
كريم موصحا 
_ شاركت هشام فى المكتب وهنكبره شوية بقى لأنه بدأ إستلام مشاريع مبيرة فهبدأ أنزل الصبح خصوصا بعد ما غير مواعيده وهينزل بعد الظهر ..
أستغربت لوهلة ذلك التغير الذى طرأ على هشام والذى أعتاد دائما التواجد بمكتبه باكرا إلا أنها هزت رأسها بتفهم قائلة 
_ ربنا يوفقكوا .. 
ثم أضافت متسائلة بفضول 
_ صح أنت محكتليش حاجة عن نفسك .. كل اللى اعرفه إنك هندسة زى هشام ..
ظهرت الفرحة على ملامحه إثر إهتمانها فأجابها على الفور  
_ لو عندك وقت ممكن أحكيلك كل حاجه عنى ..
لكنه أضاف 
_ ولا تحبى نتكلم وإحنا مروحين ..
فرح بعدم فهم  
_ ازاى وإحنا مروحين .. أنامعايا عربيتى هروح بيها .. 
أجاب مسرعا  
_ لو تحبى ممكن نتقابل بكره ..
صمتت هى لبضع دقائق تفكر قبل أن تجيبه وهى تهم واقفة للمغادرة 
_ طب خليها بظروفها
غادر كريم مقعده قائلا  
_ عموما هتلاقينى هنا بكرة فى نفس الميعاد .. لو حبيتى تيجى نتكلم هتلاقينى مستنيكى ..
هزت فرح رأسها تعبيرا عن موافقتها قبل أن تقول 
_ أتفقنا يلا بينا بقى أحسن هتأخر أكتر ..
كريم وهو يضع عدة ورقات من فئة المأتين أعلى الطاولة  
_ يلا ياستى ومش هغلس عليكى وأقولك وصلينى بس اسمحيلى امشى وراكى بعربيتى ..
أومأت فرح برأسها موافقة 
_ اوك اللى يريحك وشكرا على العزومة الحلوة دى ..
توجها إلى الخارج وأستقل كلا منهما سيارته حيث تتبعها كريم بمركبته التى أبتعدت عدة أمتار عن سيارتها مستمعا إلى إحدى الأغانى الرومانسية بعد أن شعر بمولد أمل جديد فى علاقتهما حيث بدأت هى اخيرا السماح له بالإقتراب منها بل من قلبها ..
بينما سبقته هى ملقية نظرة طويلة عليه كل حين من مرآه سيارتها يتبعها إبتسامة ترتسم على وجهها عندما تجده لازال محافظا على مساره من ورائها ومع قرب إقترابها من منزلها بدأ الحزن بالسيطرة عليها عندما تذكرت موقفها من شقيقتها والتى لم تحدثها طوال اليوم .. 
لم تعلم ماالذى يتوجب عايها فعله عند ملاقاتها من جديد هل تعاتبها على ماحدث بالأمس أم تسألها بطريقة مباشرة عما يجرى بينها هى وهشام !
اسألة كثيرة راودت ذهنها فى تلك اللحظة ولم تستطع التوصل إلى قرار إلى أن وصلت بالنهاية إلى منزلها وأصطفت بسيارتها ليحزو كريم حزوها هو الآخر بعد بضع دقائق ..
ترجلت من سيارتها ملوحة إليه
تم نسخ الرابط