رواية تحفة الفصول من الثامن للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

بتنزلى عادى مش محپوسة ..
تصنعت الإنشغال بهاتفها من جديد قبل أن تجيب بغنج قائلة  
_ آه هيشو بقى بيصمم إننا نتقابل .. قال إيه عاوزنا نعرف بعض أكتر .. 
فرح بسخرية مقلدة طريقة شقيقتها بالحديث  
_ امال فين هيشو النهاردة مصممش يقابلك ليه ..
هنا دون إكتراث  
_ بيقول عنده شغل .. بس أنا لو زهقت هكلمه وننزل فى أى وقت..
ثم أضافت وهى تتأمل ملامح وجه شقيقتها  
_ أصله مابيصدق أقوله ننزل ..
تصنعت فرح متابعة التلفاز قبل أن تجيبها بقسمات حاولت جعلها خالية من أى تعبير يفضح ذلك الشعور المؤلم بداخلها  
_ ماشى ..
ساد الصمت لعدة دقائق لم تتطرق خلالهم أى منهن للحديث عن ذلك الموقف منذ أيام عند مغادرة هنا برفقة هشام فى كل الأحوال لم تكن فرح ستقتنع بأى مبرر تضعه شقيقتها لما حدث ..
تحدثت هنا بعد حين قائلة 
_ كنت بفكر ابدأ شغل 
فرح بإقتضاب  
_ فكرة كويسة ..
هنا بتفكير  
_ عاوزة أبدأ بفكرة كبيرة تفرقع فى السوق ..
فرح دون أن تحيل بنظرها عن التلفاز 
_ ممكن تبدأى تبقى ديزاينر لمصنع ملابس وتعمليلهم الموديلات .. أو يبقى ليكى شغل خاص وتعملى بيدج على النت تحطى تصميماتك وأفكارك وتنفذيه للى يطلب ..
هنا بضحكه ساخرة 
_ تقصدى خياطه يعنى !! لا طبعا مش ده طموحى خالص ..
ثم أضافت موضحة 
_ أنا يوم ماأفكر أشتغل هفتح البيزنس الخاص بيا.. مش تقوليلى بيدج وجروب وحاجات المبتدأين دى .. 
هعمل لنفسى مش أقل من مصنع يطلع خط إنتاج بإسمى.. ومش أى حد يقدر يشترى موديلاتى ... 
عشان أبقى كبيرة لازم أبدأ كبيرة ..
فرح بعدم إكتراث  
_ وماله بس هتجيبى راس المال منين 
هنا مفكرة 
_ لسة مش عارفه هشوف بابى الاول 
فرح مجيبة 
_ معتقدش بابا هيبقى معاه سيولة كفاية لأحلامك دى ..
علقت هنا بملامح غاضبة 
_ أسمه طموح ياماما مش أحلام ..
ثم أردفت قائلة بعد قليل بهمس 
_ عموما كده كده حتى لو بابا معهوش سيولة أكيد هيبقى فى اللى معاه ..
نظرت إليها فرح متسائلة  
_ إيه انتى بتكلمى نفسك ..
أبتسمت هنا بخبث قائلة بإهتمام 
_ لا أبدا .. إلا قوليلى يافروحة ياحبيبتى بما إنك انتى وهشام صحاب بقالكوا سنين .. إيه أخبار أحواله المادية  
قطبت فرح مابين حاجبيها متسائلة  
_يعنى إيه مش فاهمة 
هنا بأعين يشع منها الطمع 
_ أقصد يعنى البيت اللى ساكن فيه بتاعه ولا إيجار والشركة بتاعته دى بردو ملكه هو بس ولا حد مشاركه فيها عيلته مبسوطين وعلى نفس مستواه ولا بيصرف عليهم كده يعنى ..
ألتفتت فرح بجسدها أكمله إلى شقيقتها مجيية بتفكير 
_ بصراحة أنا مسألتهوش قبل كدة عن حاجة زى كده .. بس بيتهيألى آه البيت بتاعه و الشركة كمان معتقدش حد مشاركه فيها لأن كريم قالى أنه هو هيشاركه إنما أهله بقى كريم قالى إن......
قاطعتها هنا على الفور قائلة بخبث 
_ استنى استنى.. كريم قالك وهو أنتى كنتى أتكلمتى معاه فين 
فرح دون إكتراث لتلميحاتها 
_ أبدا يعنى قعدنا وأتكلمنا إيه المشكله 
هنا بفضول 
_ أيوه يعنى امتى وفين 
ثم أضافت مؤكدة 
_ هشام قالى أنكوا لسه متعرفين مبقالكوش كام يوم .. ولا استنى كده .. أكيد النهارده كنتى معاه عشان كده كان ماشى وراكى بالعربية وجيتوا مع بعض صح ...
أحمرت وجنتى فرح كمن ضبطت متلبسة بجريمتها فأجابت بإرتباك واضح محاولة الدفاع عن نفسها 
_ وإيه .. وإيه يعنى أما أقابله وأتكلم معاه عادى مانتى بتخرجى كل يوم مع هشام وبترجعى وش الفجر ومحدش كلمك ..
هنا بإستفزاز  
_ ومالك أخدتى الموضوع جد كده ليه كأنك عامله عاملة .. 
ثم أستطردت 
_ وبعدين أنا غيرك .. حياتى كده .. إنما انتى اللى على طول مقفلة ومش بتكلمى حد ولا بتخرجى مع حد ..
ثم لم تلبث تلك الشقيقة أن أضافت بإبتسامة ماكرة وكأنها تتعمد إيصال معلومة محددة 
_ وغير كده أنا وهشام لسه بنتعرف على بعض يمكن يبقى فى حاجة بينا قريب ..
أستفزها قول توأمتها وتلميحاتها السخيفة فقالت فرح دون تفكير  
_ يعنى إيه هيبقى فى حاجة بينكوا قريب 
وقبل أن تنتظر الإجابة أردفت مسرعة بعناد 
_ وكده كده أنا كمان بتعرف على كريم مش مستنياكى تحاسبينى ..
خرجت كلمات هنا مليئة بالتحد الواضح لتزيد من إستفزاز وڠضب شقيقتها  
_ بس أنا وهشام بنتعرف عشان نقرب من بعض وده الطبيعى لما يبقى فى إعجاب من طرف أى حد فينا ..
أتسعت عينى فرح پصدمة حقيقة قبل أن تتسائل بأعين تعلم الإجابة مسبقا وتستعد لإستقبال العبرات 
_ قصدك إنه ..
ألتمعت عيناها بغرور مذر يظهر بشكل جلى فى نظراتها المتباهية وهى تقول مقاطعة 
_ أيوة أقصد أن هشام معجب بيا .. وواقع فيا لشوشته .. صارحنى بده من اول مقابلة بس أنا بقى طلبت منه إننا نعرف بعض أكتر قبل ما يبقى فى خطوة رسمية ..
تصاعدت كلمات فرح من داخلها دون تفكير لتقول بخيبة واضحة بعد أن أصابتها كلمات اختها فى مذبح 
_ معجب بيكى انتى 
وكأنها تتعمد زيادة ألمها بعد أن تيقنت من إحساس شقيقتها لكنها رغم ذلك قالت بإزدراء واضح 
_ اكيد امال يعنى معجب بيكى انتى ! مش شايفة منظرك عامل إزاى !
كادت أن تخرج من بين شفتيها شهقة عالية لټنهار كليا من تلك الكلمات والنظرات الموجهة إليها من توأمتها.. شقيقتها الوحيدة وصديقتها التى لم تقو يوما على إستبدالها بأخرى ركزت مقلتاها على عينيها بترج علها تشفق عليها وتضمها إلى صدرها بحنان فمن لها فى هذه الدنيا سواها إذا ما غدرت بها الأقدار ورحل أبويها من يؤازرها فى محنها ويقف بجوارها فى الأحزان من غيرها هى التى أنشقت من نفس نطفتها كيف تكون بتلك القسۏة بعد أن أقتسما الغذاء بداخل ذلك المكان المظلم الضيق والذى رغم صغره أتسع لكلتيهما مدة تسعة أشهر كيف ذلك وهى التى طالما فتحت الباب لإنعكاسها ظنا منها أنها هى !
رغم كل تلك المشاعر اللى أختلجت بداخلها إلا أنها لم تحصل فى النهاية سوى على حائط صلد يقف أمامها بلا تأثر متبلد المشاعر عديم الإحساس تتجسد السخرية والأستخفاف من خلاله وكأنه عدو لا يعرف سوى الكره يستمتع بلذة الإنتصار حتى لو على أشلاء وچثث أقرب الأقربين إليه ...
لذا فى تلك اللحظة رفعت رأسها بكبرياء وعزة قائلة بشموخ وتحد رغما عما بداخلها 
_ لا ويعجب بيا ليه كفاية صاحبه اللى ورايا فى كل مكان بيترجانى إنى بس أسمعه عشان كده أنا كمان قررت أديله فرصة يمكن الإعجاب يبقى متبادل ..
ثم أضافت قبل مغادرتها 
_ وزى ماانتى قولتى كده كريم عريس لقطة فيه كل حاجة أى بنت تتمناها يعنى ببساطة ميترفضش ..
غادرت فرح مسرعة قبل أن تفضحها دمعاتها التى انهمرت فى الحال مخلفة ورائها تلك الغريبة مفغورة الفاه مبحلقة العينين حيث لم تتوقع تلك الأجابة من شقيقتها التى لم تجرؤ يوما على التحدث بتلك
تم نسخ الرابط