رواية تحفة الفصول من الثامن للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
..
أحست بذلك الوخز داخل قلبها شعرت بتلك الإنقباضة تسيطر عليها فهى حقا لاتدرى ماذا حل بحياتها منذ قدوم شقيقتها كيف لها أن تتغير حياتها بتلك السرعة من يصدق أنها لم تراه منذ أكثر من يومين وهى التى أعتادت رؤيته لأكثر من مرة باليوم الواحد حتى هو لم يهتم لغيابها من الأساس..
أيعقل أن يكون قد تناساها بتلك السرعه لما لم يحادثها للإطمئنان عليها حتى .. حتى كمجرد أصدقاء !!
لكنها تمتمت بداخلها وهى تنظر إلى ساعة يدها
_ مايمكن ميبقاش موجود .. انا أتأخرت جدا ..
لم تهتم كثيرا لتلك الملاحظة ففى جميع الأحوال هى تحتاج للمكوث وحدها قليلا للتفكير ...
بلون خدودك بس انتى خدودك أحلى من مېت وردة
لا تعلم لما شعرت بالخجل يسيطر عليها من جديد فأحمرت وجنتاها رغما عنها ...
بالفعل أحست وكأنه يقف بجوارها فى تلك اللحظة يهديها زهرة من جديد فألتفتت إلى ذلك الظل الذى استقام بجانبها لتراه هو بإبتسامته الساحرة
قفزت حروف أسمه من بين شفتيها بتلهف وشوق حقيقى اختبأ وراء تلك الإبتسامة الواسعة بين شفتيها مكملة
_ أنا قولت أنك مشيت لما أنا أتأخرت ..
ظل قائما لبضع لحظات يتأمل ملامح وجهها الفرحة لرؤيته قبل أن يقول أثناء جلوسه
_ أنا فعلا فقدت الأمل إنك تيجى فمشيت بس لقيت حاجة جوايا بتجبرنى إنى أرجع تانى وبتقولى أنك أكيد هتيجى ..
_ وأول ماجيت وشوفت عربيتك بره دخلت بسرعة أدور عليكى شوفتك وانتى سرحانة فقررت أنتهز الفرصة ومجلكيش بإيدى فاضيه كده فجبت طبقين من بتوع امبارح .. ايه رأيك بقى ..
ما إن وقعت عيناها على محتويات تلك الاطباق حتى قالت بسعادة
_ طب تصدق فعلا كنت جعانة .. جيت فى وقتك ..
_ لا احنا كده نطلب غدا الأول بقى ..
هزت فرح رأسها رافضة لتقول بأعين لامعة وهى تهم بمد أصابعها من جديد
_ لا لا غدا إيه .. ده كده حلو اوى .. شكلى هدمن الحلويات والشكولاته معاك ..
وقبل أن تلامس أصابعها تلك الاطباق أزاحها هو مرة أخرة ليجبرها على الإلتفات إليه قائلا بملامح مذهولة
_ إيه قولتى إيه
فرح بإستغراب
_ بقول شكلى هدمن الشكولاتة والحلويات ..
كريم مكملا
_ لا الكلمة اللى وراها ..انتى قولتى معاك !!
لاحت إبتسامة خجلة أعلى محياها وهى تطرق برأسها خجلا قائلة
_ لامتفهمنيش غلط .. أنا بتكلم عادى يعنى ..
ثم أضافت مبررة
_ أصل كل مانتقابل تجيبلى ديزرت وحاجات بالشكولاته كده وأنا حبيتها بصراحة ..
كريم مشجعا
_ أفهم من كده إننا هنتقابل كتير الفترة الجاية مادام حبيتها ...
ثم أضاف غامزا
_ الشيكولاته يعنى ..
أومأت هى برأسها موافقة لتقول بتأكيد
_ آه مش إحنا خلاص بقينا أصحاب ولا إيه .
لاحت علامات خيبة الأمل على وجهه وهو يردد بإستنكار
_ أصحاب ! آه طب كلى كلى .. قال أصحاب قال ..
لم تستطع هى منع ضحكة عالية فرت منها فور أن رأته ينقض على تلك الحلوى أمامه فيلتهمها بغيظ واضح بينما فمه الممتلىء ملتو بغير رضا مما قالته للتو ...
بعد قليل من الوقت ..
لم تشعر سوى بأطباق الحلوى فارغة من أمامها لا تتذكر كيف أنهت خاصتها بتلك السرعة بل وشاركته فى ذلك الطبق الموضوع أمامه لم تشعر بالإمتلاء أو الشبع... هى فقط تشعر بالسعادة..
تناولت كأس المياه الموضوع أمامها تشربه دفعة واحدة دون الإكتراث بذلك الجالس أمامها وما إن انتهت حتى زفرت بإرتياح متذكره وجوده ....
حملقت به بصمت لعدة لحظات قبل أن تتتذكر سؤاله قائلة
_ ها بقى ياسيدى قولتلى هتحكيلى عن نفسك شوية ...
لازالت تطل من عدستيه نظرات الإعجاب رغما عن أفعالها الغير مكترثة إلا أنه تناول منديله الموضوع أمامه مقربا إياه من شفتيها التى تراجعت إلى الوراء بطريقة تلقائية فقال هو
_ خدى أمسحى الشكولاته اللى مبهدلة وشك ..
أتسعت عيناها بعدم تصديق قائلة بخجل
_ بجد أنا وشى ملغبط شكولاته !
كريم بلامبالاة متعمدة
_ مفيش حته فيه مفهاش ..
جزعت هى على الفور وقامت بمسح وجهها بطريقة هيسترية قائلة
_ ها كده خلاص ولا إيه ..
كريم كاتما ضحكاته
_ فى حتة تعالى كده قربى أمسحهالك ...
أقتربت هى بخضوع بعد أن تشبثت عيناها على سوداوييه ليقترب هو بأصابعه بعد أن ثبت نظره على رماديتيها اللتان لاحا بوضوح من وراء نظارتها الطبية فغيرت أصابعه وجهتهما إلى الأعلى حيث نظارتها الطبية التى حركها من مكانها هامسا
_ مش حرام تخبيهم بنظارة زى دى ..
لم تجبه هى بل لاحت عليها علامات التساؤل فأجابها موضحا
_ عنيكى ..
تسائلت كالمسحورة
_ مالها !
أجابها
_ أحلى عيون شوفتها فى حياتى ..
أفاقت من سحره لتتراجع مبتعدة وهى تقول
_ أنا هروح الحمام أغسل وشى ...
لم تفطن هى إلى منديله الذى خلى من أى إتساخ ولا إلى نظارتها الطبية التى لازالت بين أصابعه ولا إلى ملامحه الجادة التى تهيم حبا بها هى فقط فطنت إلى جمال عينيها عندما وقفت أمام مرآة الحمام وكأنها تراهما لأول مرة طلت من شفتيها إبتسامة رقيقة زادت من ثقتها بملامحها التى لم تلتفت إليها يوما وغفلت عن غسل وجهها الذى لم يبدو عليه أى أثر من آثار الشكولاه كما زعم هو ..
بمزيد من الجدية وبرغبة صادقة للتعريف عن نفسه أجاب كريم عن تساؤلها عقب إنضمامها إلى طاولته من جديد قائلا
_ بصى ياستى ..أنا اسمى كريم أحمد بدر .. ٣٣ سنة وخلاص هكمل ال ٣٤ كمان أسبوع ..
ضيقت فرح عدستيها متسائلة
_ الأسبوع الجاى ! امتى
كريم بتلقائية
_ يوم ٣ فى الشهر
أجابته دون تفكير
_ نفس يوم عيد ميلاد هشام .
لاحت إبتسامة شبه ساخرة على محياه متسائلا
_ انتى حافظة تاريخ ميلاده !
أجابته بتردد محاولة عدم النظر إليه
_ لا أنا عاملة ريميمبر على الموبايل بيفكرنى قبلها بفترة يعنى بتواريخ ميلاد صحابى .
اومأ برأسه بغير تصديق
_ طيب تمام دى حاجه كويسة ...
ثم أضاف بنبرة ذات معنى
_ ياريت أبقى فى نفس الخانة اللى هشام فيها
تسائلت بعيناها فأجاب موضحا
_ أقصد يعنى تحطى تاريخ ميلادى
متابعة القراءة