رواية تحفة الفصول من الثامن للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ذلك التساؤل من داخلها راغبا فى إحياء جزء صغير من الآمال المتهدمة قائلا 
_ طب مايمكن هنا ترفض يمكن مبتحبهوش ..
لكنها هزت رأسها رافضة بحزم فهى لن تعلق آمالها أكثر من ذلك يكفى أن قلبه متعلق بشقيقتها ولم يهتم يوما بها لذا لايهم موقف توأمتها منه ..
كل مايتوجب عليها فعله الآن هو التوقف عن التفكير به التوقف عن حبه والإهتمام به .. لكن كيف لها أن تنجح فى ذلك بين عشية وضحاها 
وماذا عن .. 
ماذا عن هدية مولده هل تعطيها له أم تستبقيها بحوزتها وكأنها لم تكن ... 
وهل تحتفظ بها أكملها أم جزء منها 
زفرت بخيبة مفكرة .. 
كل شىء قد ټحطم آمال سنوات كامله أنهارت فوق رأسها دون مقدمات فلسنوات لم يراها هو غير صديقة فقط .. منذ أول لحظة ألتقاها بها إلى الآن .. فى كل يوم تتقابل وجوههم فى كل صباح تلقى التحية عليه فى كل إجتماع عائلى تضاحكا بداخله فى كل لحظة هامت به هى عشقا وفضحتها أعينها .. فى خضم كل ذلك أعتبرها هو مجرد صديقة ليس أكثر ..

خارت قواه من فرط ذلك المجهود الذى بذله كى يتخلص من شعوره الداخلى بالحنين إليها وثب لآلاف الكيلومترات دون أن يشعر فقط كى تختفى صورتها من داخل عقله وبالأخير تهاوى من فرط التعب عجزت قدماه عن حمله لأكثر من ذلك بينما صورتها بخلاف ماأراد حفرت بداخل عقله أكثر وأكثر وأكثر ..
عقب العديد من الساعات .. 
هاهو يتقدم متباطئا بجسد منهك فى طريقه إلى المنزل بينما عقله لم يصبه التعب ومازال يفكر فيما بتوجب عليه فعله ..
تسائل مرارا عن الحل الأمثل لما أوقع نفسه به ..
هل ينسحب من حياتها نهائيا ويختفى عن الأنظار باحثا لنفسه عن مأوى آخر بخلاف منزل هشام 
أم يكتف بكونه صديقا لها حتى يبقى بالقرب منها 
لكن هل سيستطع هو السيطرة على نفسه ومشاعره كلما رآها 
هل سيتحمل ذلك العقاپ والأڈى النفسى الذى سيفرضه على ذاته حين يراها تهيم عشقا بصاحبه بينما هو ېتمزق بداخله 
فى خضم تفكيره وعلى بعد خطوات من منزله رآها تجلس وسط ظلام حديقتها أعلى أرجوحتها تلك الأرجوحة التى جمعتها بصديقه ذات ليلة قمرية تشبه كثيرا تلك الليلة .. 
أبتسم بسخرية قبل أن يطالع ساعته التى تجاوزت التاسعة بعدة دقائق موعد رجوع هشام .. لذا لابد أنها تجلس فى إنتظاره تجاهلها مكملا طريقه دون إكتراث ..
إلا أن صوتها من ورائه أوقفه فألتفت إليها ليجدها تلوح له منادية 
_ كريم كريم
رفع ذراعه ملوحا هو الآخر دون أن يتوجه إليها لكنها فاجئته بتقدمها إليه متسائلة بإستغراب 
_ مالك ياكريم فى إيه .. انت مش عاوز تكلمنى ولا إيه ..
أجابها بإقتضاب 
_ معلش لسه مخلص تمرين ومحتاج آخد دش وأنام .. 
حاولت هى إذابة ذلك الحائط الجليدى الذى وضعه بينهما فأجابت بخفة  
_ طبعا ماانت بقالك ٣ ساعات بتجرى .. خلاص الرياضة مقطعه بعضها ..
ثم أضافت بنبرة ذات معنى غامزة 
_ ولا بقى عندك ديت جديد فبتظبط الفورمة ..
لم يجيبها بل إكتفى بإبتسامة باهتة أخفت الكثير ورائها من ذلك الإحساس بالخذلان منها هم بالمغادرة كى لا تفضحه قسمات وجهه إلا انها أوقفته متسائلة بصدق 
_ لا بجد مالك فى إيه .. ليه متغير كده 
أجابها بحزم  
_ خلاص يافرح أنا همشى من هنا .. 
أتسعت عيناها بدهشة متسائلة بخفوت 
_ هتمشى تروح فين 
أشاح بوجهه عنها قائلا 
_ هقعد فى فندق كام يوم على ماألاقى شقة مناسبة ..
أزدردت هى لعابها بصعوبة قائلة  
_ ليه كده ياكريم هو .. هو هشام زعلك فى حاجة 
تحولت قسماته إلى التهكم مجيبا 
_ مزعلنيش أنا بس زعلك أنتى ..
ثبتت نظراتها عليه محاولة فهم مايرمى إليه قبل أن تتسائل بشك 
_ تقصد إيه 
باغتها بسؤاله المباشر والذى خرج من بين شفتيه دون إرادة منه 
_ فرح أنتى بتحبى هشام 
تراجعت بجسدها إلى الوراء راغبة بالهروب قائلة بحدة 
_ إيه الهبل اللى أنت بتقوله ده 
اقترب هو تلك الخطوات التى تراجعتها ليقول بحزم 
_ أنا شوفت الهدية اللى فى العربية فملوش لزوم أنك تخبى أكتر من كده ..
حاولت الحفاظ على ثباتها مجيبة  
_ مالها الهدية عادى يعنى مفهاش حاجة ..
ثم أضافت بنبرة ثائرة حاولت بها إخفاء ضعفها 
_ وبعدين أنت إزاى تعمل كده .. أنا غلطانة إنى وثقت فيك وخليتك تسوق عربيتى هى دى آخرة الثقة ياباشمهندس تستغل تعبى وتفتش فى عربيتى من ورايا !
همت بالمغادرة على الفور بأطراف مرتعشة إلا أنه أستوقفها مادا يده إليها يمنعها من الرحيل رفضت الإلتفات إليه فأستدار هو بجسده حتى أصبح فى مواجهتها إلا أنها أبت النظر إليه وأشاحت بوجهها بعيدا ..
بطرف بنانه حرك رأسها إليه بصعوبة قبل أن يلمح تلك العبرات التى تتلألأ داخل مقلتيها بينما جسدها بأكمله يهتز بإضطراب محاولا إخفاء رغبتها فى البكاء ..
أقترب منها هامسا بصدق 
_ مقدرش ..
ألتفتت إليه بتساؤل فى إنتظار إتمام كلماته فأردف هو على الفور  
_مقدرش أكون أنا السبب فى إن دمعتك تنزل فى يوم .. أنا آسف .. 
رغما عنها أنهمرت دمعاتها الحزينة بعد أن أبتسمت بضعف ترددت أصابعه كثيرا قبل أن تصعد إلى وجنتيها كى تمحى آثار تلك الدمعات إلا أنها سبقته إلى وجهها بكفيها تمسحه على مضض بينما هو يقول بحزن حقيقى 
_ ممكن خلاص بقى ..
أبتسمت هى من جديد قائلة بعد أن فلتت ضحكة صغيرة من بين شفتيها  
_ أنا اللى آسفه ياكريم .. بس أرجوك متجبش سيرة لحد .. 
أجابها بهدوء  
_ من غير ماتقولى.. سرك هو سرى وأنا عمرى ماهعمل حاجة تضرك أو تحرجك ..
لكنه أضاف متسائلا بتردد 
_ هو عارف ! 
هزت رأسها نافية  
_ ميعرفش وعمره ماهيعرف ..
أغتصب إبتسامة صغيرة من أعلى شفتيه بينما هى نظرت إليه بإمتنان حقيقى تأملت عينيه بشغف لأول مرة بهذا القرب عدستيه السوداويين الباسمتين الواسعتين ورموشه السوداء الطويله أزدادت عيناه جمالا ولمعانا تحت ضوء القمر خاصة مع حاجبيه الداكنين الكثيفين واللذان زادا من جاذبيه عيناه ...
بصورة واضحة بدأت هى بملاحظتها طل الحب المختلط بالأسف من مقلتيه عمياء تلك التى لاتستطع رؤية كم ذلك القدر من المشاعر داخله والذى تفضحه قسمات وجهه الفاتنة شعرت داخلها بتلك الإرتجافة خاصة مع أبتسامته التى أزدادت إتساعا فأسرتها فى الحال أنفرجت شفتاه إستعدادا للنطق لكن ...
بصيص النور الذى لاح فى الأفق أسترعى انتباه كليهما فوجها أنظارهما إليه بترقب وماهى إلا دقائق حتى أصطف هشام بسيارته بالقرب منهما وترجلت منها شقيقتها هنا قبل أن يتبعها هشام بحماس واضح ووجه باسم ..
أبتعدت فرح عدة خطوات عن كريم بتوتر ملحوظ نجحت شقيقتها فى إلتقاطه قبل أن تتسائل بصوت جهور 
_ فرح .. إيه اللى موقفك كده !
ثم وجهت كلماتها إلى كريم تتأمله بإعجاب واضح 
_ أنت كريم صح .. 
أبتسم كريم بتلقائية مادا يده إليها مصافحا وهو يقول
تم نسخ الرابط