رواية تحفة الفصول من الثامن للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

بينما هو لازال بداخل سيارته وقبل ترجله كانت قد توجهت إلى منزلها عقب إستنشاقها لنفس عميق يهدىء من روعها ..
وعلى خلاف توقعاتها ومخاوفها لمواجهتها مع شقيقتها هى لم تجدها بالأساس داخل المنزل فزفرت بإرتياح وكأن عبئا قد أزيح من أعلى كاهلها.
تمتمت بداخلها .. حسنا لاضير من تأجيل المواجهه لبعض الوقت فهى بالفعل تشعر بالإرهاق قد تمكن من جسدها وسيطرت عليها الرغبة الشديدة فى النوم .. النوم فقط ..
صعدت إلى غرفتها بتكاسل لتأخذ حماما دافئا طويلا ساهم فى إرخاء عضلاتها قبل أن تتوجه إلى فراشها بخطوات متثاقلة وقبل أن تغفو لاحظت عدم تواجد شنطة السفر الخاصة بشقيقتها فعلمت بإنتقالها إلى غرفتها لم تعلم سر إنبساط عضلة قلبها فى ذلك الوقت لكنها أطفأت الاضواء وأراحت رأسها على وسادتها لتغط فى نوم عميق ..
صعد كريم هو الآخر إلى غرفته عقب أن حاډث هشام وعلم بخروجه بصحبه هنا فقام بتغير ملابسه بعد أن قام بفتح شرفته على مصراعيها كإجراء روتينى يمكنه من ملاحظتها إذا ماطلت فى أى وقت ..
لكن مع ملاحظته للأضواء المغلقة بغرفتها توجه إلى فراشه هو الآخر بإبتسامة خفية داعبت محياه أثناء إسترجعاه لأحداث اليوم فقد شعر بإرتياحها للجلوس برفقته والحديث معه طوال ذلك الوقت الذى تجاوز الأربع ساعات متصلة لم ينقطع حديثهما به ..
تنهد بحرارة متسائلا داخله هل سيراها غدا مجددا ليجلسا بأريحية يتبادلان اطراف الحديث كاليوم ! 
وماسر سعادته تلك لمجرد أنها جاذبته الحديث بإبتسامة ورضا وهو الذى حاډث عشرات الفتيات من قبل !
هل بالفعل يحبها إلى تلك الدرجة التى لم يتوقع حدوثها له من قبل والأمر ليس مجرد إعجاب كما أعتقد !
الحقيقة أن ذلك الإحساس الذى يراوده بعيد كل البعد عن أى إحساس تملكه برفقه أى فتاة أخرى من قبل ..
فبالرغم من لباسها ومظهرها الجاد الذكورى إلى حد ما إلا أنه يشعر بقوة تلك الأنثى داخلها بل بتلك الطفلة البريئة التى لم يسبق لها تجربة شعور الحب من قبل .. 
أو هذا ماأراد إعتقاده فى ذلك الوقت!!!
حان موعد النهوض ..
أومأت برأسها عدة مرات قبل أن تمتد أصابعها بصورة إعتيادية لإغلاق المنبه داخل هاتفها ..
ألتصقت أهدابها برقة رافضة الإنفصال تدعوها إلى المزيد من النوم الذى لم تكتف منه بعد ساعدها على ذلك جسدها الراغب فى الإسترخاء من جديد متلذذا بدفىء الفراش ونعومة الأغطية لكن عقلها كعادته بدأ فى العمل مستحثا إياها على النهوض للحاق بالعمل تأففت وهى تفرك عينيها بكفيها عدة مرات كالأطفال قبل أن تستلم محاولة إستعادة نشاطها لمغادرة الفراش ..
وبتلقائية فور نهوضها قبل أن تتوجه إلى حمامها أرتفعت عدستاها بحركة روتينية إلى ماوراء ستائرها الشفافة وعندما لمحت أحدهم يجلس لإرتشاف قهوته تتابعت دقات قلبها ظنا منها أنه هو لكن فور إدراكها لهويته قررت الإنسحاب بسرعة قبل أن يلمحها فهى ليست فى مزاج يسمح لها بإلقاء التحية الآن ..
هى ظنت أنه لم يبصرها ..
لكنه رآى ظلها بوضوح وهى تغادر فراشها كيف لا وهو يجلس داخل شرفته منذ أكثر من نصف ساعة كاملة ينتظر أى حركة بداخل غرفتها التى لم يلمح منها إلا الظلال نعم هو يراقب موعد نهوضها بل وقد قرر معرفة جميع طقوسها الصباحيه وحساب أوقاتها الخاصة ..
لم يبارح شرفته إلى أن لاحظها بالأخير يلوح ظلها بعد نصف الساعة وقد أضاءت أضواء الغرفة يلمح طيفها كل حين فى الأرجاء إلى أن أنطفىء الضوء بالغرفة بعد عدة دقائق فعلم بمغادرتها ..
أسرع إلى الداخل لإستكمال ملابسه قبل أن يتوجه إلى الأسفل بسرعة خرافية خوفا من مغادرتها جال بعينيه بحثا عنها فى الأرجاء لكنه لم يجدها فى تلك اللحظة لمح سيارتها تصطف فى مكمنها بهدوء لذا فهى لم تغادر بعد هو من فرط حماسه للقائها غفل عن حساب وقت تناولها الفطور او إحتسائها لمشروب ساخن قبل المغادرة فى النهاية زفر بإرتياح وهو يعدل من هندامه ويمشط شعره بأصابعه قبل أن يقف مستندا على هيكل سيارته ضاما ذراعيه أمام صدره ..
وأخيرا ظهرت فرح بطلتها الجادة شعيراتها مرفوعة إلى الأعلى بوقار بينما نظارتها الطبية تخفى معظم معالم وجهها الشبه باسم عند رؤيته يقف بإنتظارها فألقت عليه تحية الصباح قائلة أثناء توجهها إلى سيارتها 
_ صباح الخير .. إيه مستنى حد ولا إيه ..
أجابها بإبتسامته المعتادة  
_ صباح النور لا أبدا كنت هطلع دلوقتى .. بس لما لقيت عربيتك قولت أستناكى وأفكرك بميعادنا النهاردة .
أومأت برأسها متفهمة وهى تقوم بفتح باب سيارتها 
_ احنا أتفقنا هتبقى بظروفها .. 
ظل صامتا من ورائها يتأمل تحركاتها إلى أن أستقرت بمقعدها وعندما لاحظت هى نظراته المسلطة عليها ألتفتت إليه قائلة 
_ إيه مش هتركب عربيتك
أجابها بسرعة دون أن يتحرك قيد أنملة  
_آه آه أكيد ..رايح الشركة ..
تأملته من أعلاه إلى أخمص قدميه قبل أن تنفرج شفتاها عن ضحكة مكتومة وهى تقول 
_ متأكد أنك رايح الشركة كده ..
رفع أصابعه إلى شعيراته يمسدها بغرور قائلا وهو يغمز بإحدى عينيه بينما إبتسامته تزداد ثقة 
_ ده العادى بتاعى على فكرة .. متعود أروح الشغل وأنا بكامل أناقتى ولسه أنتى مشوفتنيش لما أكون خارج فى ديت مع بنت حلوة زيك كده هتنبهرى بشياكتى ..
رغما عنها أنفلتت ضحكتها مقهقة والتى حاولت السيطرة عليها قائلة وهى تشير بعينيها إلى خفيه 
_ وفى الديت بردو متعود تروح بشبشب الحمام كده ..
لم يستوعب هو الأمر إلى أن نظر أسفل قدميه فطل عليه ذلك النعل البلاستيكى بلونه البرتقالى لم يصدق أنه غفل عن إرتداء حذائه فى غمر عجلته تمالك نفسه ورفع رأسه إليها بخيلاء وكأنه تعمد ذلك المظهر إلا أنها باغتته بإنطلاق سيارتها دون أن تنتظر جوابه بل أكتفت بقولها 
_ شيك أوى أنت ها ...
أتبعتها بضحكه أخرى تخرج من تلابيب قلبها الذى بدا وكانه لايمانع التعلق بذلك الوسيم الذى تتبعت عيناه سيارتها يلوح إليها قائلا بصوت عال 
_ على فكرة أنا قاصد ألبس كده ده ..

يوم جميل مشرق حاولت فيه جاهدة الإبتعاد عن التفكير فى أى شىء يعكر صفوه أو يعيدها إلى كآبتها الأولى كادت أن تنجح فى ذلك ويمر يومها بسلام لولا أن القدر أبى إلا وأن يذكرها بخيباتها وخذلان قلبها عندما تلقت محادثة هاتفية من الصائغ يذكرها بموعد الإستلام ..
هدية مولد هشام والتى من المقرر أن تهديها إياه ذلك الأسبوع كيف تناست الأمر إلى تلك الدرجة وهى التى كانت متلهفة لأقصى درجة للحصول عليها والتخطيط لطريقة مناسبة لتقديمها له ..
فى النهاية لم تجد مفرا من الإستلام فهاهى تجلس بداخل سيارتها تتأمل صنيع الصائغ الذى أبدع بمهارة يحسد عليها فى كتابة تلك الكلمات المدونه على الميدالية الفضية والتى أختارتها هى بعناية شديدة قبل بضع أيام كى تلمح له بما داخلها.. 
لاحت إبتسامة شبه حزينة وهى تقرأ تلك الكلمات 
_ كان يوم حبك أجمل صدفه ... 
ثم أتبعتها بقراءه اسمه المدون على القلم والمقترن بتاريخ لقائهما الاول
تم نسخ الرابط