رواية تحفة الفصول من الثامن للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
أنا كمان معاه فى النوت بما إننا فى يوم واحد ..
أبتسمت بإقتضاب قائلة
_اه .. اكيد اكيد ..
ثم أضافت محاولة تغير مجرى الحديث
_ المهم كنا بنقول إيه .
تنفس هو بعمق قبل أن يستطرد رغم ذلك الحزن الذى سيطر على ملامحه الجادة التى غاب عنها إبتسامته
_ بس ياستى وزى ماقولتلك .. كنت مع هشام فى جميع مراحل تعليمنا ودخلنا مع بعض هندسة ونفس القسم كمان ... عيلته وعيلتى أصحاب جدا عشان كده احنا كمان بقينا اكتر من صحاب ..
_ هشام قرر يكمل شغل فى نفس البلد اللى كنا فيها وأنا سافرت على نيويورك .. درست أكتر وبدأت أعمل شغل خاص بيا سواء فى تخصصى أو أى مجال تانى ..
وقدرت أكون صداقات كتير وشغل أكتر والدنيا وسعت معايا جدا بس فى النهاية قررت أرجع مصر أعمل بيزنس خاص بيا فى المجال بتاعى ...
خرج ذلك التساؤل من أعماقها فلأول مرة تراه يتحدث بتلك الجدية بعيدا عن شخصيته المرحة المنطلقة التى تبدو أنها لاتبالى بالمسؤولية هاهى تستكشف به ذلك الجانب الجاد العملى من حياته جانب مبهر ينم عن عقل منظم مثقف واع جعل منه شخص ناجح إلى تلك الدرجة وهى التى أعتقدت فى البداية أنه كان يلهو بالخارج بصحبة الفتيات وفى النهايه قرر الرجوع إلى مصر عقب إثبات فشله ليبدأ من جديد بأموال عائلته ..
_ كنت ناوى أعمل مكتب لوحدى بس هشام أقنعنى إنى أشاركه وأنا كمان حبيت فكره إننا نبدأ سوا ونكبر مع بعض ..
هزت فرح رأسها بتفهم قبل ان تتسائل فور إنتهائه
_ وهتفضل قاعد عند هشام بردو
كريم مجيبا
_يعنى مؤقتا لحد مالاقى شقة كويسه .. إلا لو عاوزانى أمشى ...
_ لا لا بالعكس ..
ثم أستدركت قائلة
_ أقصد يعنى أنت حر خد وقتك مش مضايقنى وجودك فى حاجة ..
أعين ضاحكة وإبتسامة تذيب القلب ملأت وجهه البشوش من جديد ليعود إلى طبيعته العابثة المحببة وهو يقول
_ على فكرة أنا كمان نفسى ممشيش من أى مكان تكونى أنتى قريبة منه ..
أمتدت أصابعها إلى نظارتها بخجل قبل أن تلاحظ عدم تواجدها فقالت بجزع
كريم متاملا عيناها
_ وإيه لازمتها بقى
فرح بجدية
_ مش معقول تكون ضاعت يمكن نستها فى الحمام هقوم أشوفها ..
وقبل ذهابها جذبها من أصابعها عقب وقوفها ليمنعها من الإبتعاد قائلا بعد أن غادر مقعده ملوحا بيده
_ النظارة معايا ...
_ شكرا ..
عيناه الضاحكة المرتكزة على خاصتها ربتت بجفنيها على مهل وكأنه يحتضنها بداخله قائلا
_ العفو ..
بقسمات منفرجة وملامح سعيدة يبدو عليها الإرتياح دلفت فرح إلى داخل منزلها لتستمع إلى ضحكات والديها تملأ غرفة المعيشة فتوجهت إليهم بإشراق قبل أن تشعر بالتجهم يسيطر عليها عندما أصطدمت عيناها بوجه شقيقتها التى بادرتها بالقول قائلة اثناء إستلقائها أعلى الاريكة الجلدية بينما هاتفها يضىء من بين أصابعها
_ إيه يافروحة ينفع كده يومين كاملين ماأشوفكيش ..
تجاهلتها فرح موجهة كلماتها إلى والديها
_ مساء الخير ..
وعقب جلوسها بجوار والدتها أجابت على شقيقتها قائلة
_ أنتى اللى على طول مش موجودة أو نايمة لدرجة إنى نسيت أنك رجعتى ..
هنا دون أن تنظر إليها
_ ماأنتى اللى بتصحى بدرى أوى ولما برجع ألاقيكى نمتى .. عموما النهاردة قاعدالك أهو نتكلم ونرغى للصبح ..
أستغربت فرح من ذلك التغيير الذى طرأ على شقيقتها لكنها رغم ذلك أومأت برأسها قائلة قبل مغادرتها الغرفة
_ ماشى ربع ساعة أغير هدومى واخد شاور وأنزلك ..
لم تمر الربع ساعة إلا وكانت فرح بصحبة عائلتها من جديد بعد أن أرتدت إحدى مناماتها المريحة وعقب إنصراف والديها إلى غرفتهم أقتربت منها شقيقتها بخبث متسائلة
_ إلا قوليلى يافروحه مين الواد المز اللى دخل وراكى بعربيته ده!
فرح بإستغراب
_ مز ! دخل ورايا فين !
هنا موضحة
_ من شوية لما رجعتى وفضلتى واقفة معاه عشر دقايق برة قبل ماتدخلى وأنا اللى كنت فاكراكى بريئة ومتعرفيش حد ..
فرح بخجل
_ انتى بتقولى إيه انا مفيش بينى وبينه حاجه ..
هنا غامزة
_ امال جاى يوصلك لحد هنا وماشى بعربيته وراكى ليه
فرح موضحة
_ عشان هو ساكن هنا .. صاحب هشام ..
هنا بتكهن
_ يكونش ده كريم اللى هيشو حكالى عنه !
رفعت فرح إحدى حاجبيها بإستنكار قائلة
_ هيشو !
هنا بلهجة متصنعة
_ آه قصدى هشام يعنى ..
ثم أضافت بإنبهار
_ بس سيبك انتى العربيه اللى راكبها كريم دى تحفه .. واو اوى وموديل السنادى ..
هزت فرح كتفيها بلامبالاة قائلة
_ يمكن ماأخدتش بالى ..
أقتربت هنا من شقيقتها بتودد قائلة
_ شكله غنى وبيلعب بالفلوس لعب .. غير إنه مز كده ويجنن ..
حاولت شقيقتها الإستيعاب متسائلة
_ هو مين ده
هنا بضجر
_ كريييييم يابنتى كرييييم...
ألتمعت عيناها بوضوح حين أضافت قائلة بخفوت وصل إلى مسامع شقيقتها
_ ده فرصة للى يتجوزها .. عريس كما قال الكتاب .. مال ووسامة وشياكة لاوشكله دمه خفيف .. مش كده !
أستغرقت فرح عدة ثوان قبل أن تجيب قائلة
_ مش عارفة
هنا بتأفف
_ هو إيه اللى مش عارفة.. مخدتش بالى.. مال ردودك باردة كده ليه .. هو انتى إيه علاقتك بيه !
لم تدر فرح بما تجيبها فى تلك اللحظة فعقب لقائها اليوم به لم تعد تستطع تحديد شعورها نحوه لكن فى كل الأحوال لم تكن ستصارحها بما يجول بخاطرها فأكتفت بإجابتها قائلة
_ مجرد صحاب
هنا غامزة
_ زى هشام كده
ازدردت فرح لعابها ببطىء قبل أن تجيب بوجه عابس
_ قصدك إيه يعنى !
ظهرت ضحكة خبيثة أعلى شفتى هنا التى لم تتدخر وسعا لإخفائها قبل أن تقول وهى تتصفح هاتفها بلامبالاه
_ لا ولا حاجة ..
لم تشعر فرح بالإرتياح من لهجة شقيقتها تلك التى لم تفهم المغزى من وراء حديثها خاصة وهى تتسائل
_ إلا قوليلى يافروحة كنتى بتتأخرى كل يوم ليه عن معادك .. ماما قالتلى إنك بترجعى فى العادى الساعة ٤ واليومين دول بترجعى بعد ٨ ..
فرح بثبات
_ عادى بشم شوية هوا ..
ألتفتت إليها هنا من جديد قائلة
_ ااااه بتشمى هوااا .. طب مش كنتى تخدينى معاكى ..
تمتمت فرح بخفوت
_ قال يعنى انتى محپوسة مبتنزليش ..
هنا بتحفز
_ بتقولى إيه مسمعتكيش !
أجابتها فرح بتأفف
_ بقول يعنى انتى مبقالكيش يومين راجعة وكل يوم
متابعة القراءة