رواية تحفة الفصول من الثامن للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الثامن
قررت الخروج من قوقعتها تلك والتخلص من ذاك التفكير الذى أحزن قلبها وأكأب نفسها لذا لم تجد مفر إلا من قطع إجازتها التى لم تبدأ بعد للإنشغال بعملها من جديد عله ينسيها تلك الصدمات المتتالية التى تلقتها على مدار اليومين المنصرمين ..
بشكل روتينى أرتدت ملابسها وأتجهت إلى سيارتها بعد أن تناولت فنجانين من القهوة المركزة كى تتخلص من ذلك الألم بالرأس الذى سيطر عليها ..
فى النهاية وعقب إنتهاء يومها لم ترغب فى الرجوع إلى منزلها رغم الشعور بالإرهاق الذى سيطر على جسدها إلا أنها رغم ذلك قررت الذهاب إلى ذلك المطعم و الذى لم تدلف إليه فى المرة السابقه لم تعلم لما تذكرته لكنها وفى جميع الأحوال لم يكن لها ملاذ آخر تلجأ إليه ...
ترى هل أمانيها مستاجبة إلى تلك الدرجة ! أم أن روحها نقية صافية حتى تستطع التنبؤ !
لكنها لم تتمن ذلك أو حتى تنبأت به هى فقط كانت تفكر وتسترجع بذاكرتها تلك اللحظة ليس إلا ..
حسنا فى جميع الأحوال لم أبتسمت الآن فور رؤيته !
رأته يجلس على تلك الطاولة التى كان عليها من قبل إذا كيف لم تلمحه من الخارج ! رغم ذلك يبدو انه رآها بل كان فى إنتظارها لذا لم تجد مفرا من التوجه إليه وكأنه يجذبها إليه بخيط رفيع يشتبك نهايته بإبتسامته الساحرة تلك ..
أقتربت منه والإبتسامة تملأ وجهها رغم علامات الإجهاد الواضحة التى تعلو محياها لتقول بهدوء
إزدادت إبتسامته بشاشة لإنضمامها إلى طاولته من تلقاء نفسها مجيبا بمرح
_ شوفتى بقى .. أهى جت من عند ربنا بدل ماأنتى كنتى مطلعة روحى عشان نتقابل ونتكلم شوية ..
أراحت فرح جسدها أعلى المقعد المقابل قبل أن تقول بإعتراض
_ اللى يسمعك كده يقول مشوفناش بعض من سنه مش إحنا لسه متكلمين إمبارح ياكريم ..
وكأن إبتسامته إزدادت سحرا وجاذبية ماإن لفظت اسمه فتطلع إلى عينيها قائلا
_ قولى كريم تانى كده ...
فاجأها قوله فأبتسمت من جديد رغما عنها قبل أن تحاول الإعتراض قائلة بتزمر
_ هنبدأ بقى ..
عبس هو بحاجبيه محاولا إصطناع الجدية قبل أن يفشل فيبتسم كعادته قائلا
_ ماشى ياست فرح مش هبدأ .. بس أقدر أعرف إيه اللى جابك هنا بقى .. مش عادتك يعنى ..
رفعت فرح كتفيها بلامبالاة
_ عادى يعنى مكنش ليا مزاج أروح البيت فجيت أقعد هنا شوية ... وأنت !! إيه متعود تيجى هنا كتير !
لم يبارح ناظريه قسمات وجهها فور بدىء حديثها وعند سؤالها ركز عدستاه على رماديتيها قائلا
_ آه متعود آجى هنا من أول ماشوفتك كنت باجى فى نفس الميعاد يمكن ألاقيكى بالصدفة والنهاردة لما عرفت أنك نزلتى الشغل وملقتش حد أبص عليه من البلكونة فقررت آجى أقعد هنا شويه يمكن ..
فرح بحيرة
_ مممم وعرفت منين بقى إنى نزلت الشغل النهاردة
كريم بتلقائية
_ هنا قالت لهشام وهو اللى قالى ..
تغيرت ملامح فرح ما إن نطق بإسم هشام و .. هنا فلاحظ هو ذلك ولم يمنع نفسه من التساؤل قائلا
_ لسة متضايقة من موقف إمبارح !
حاولت هى الهروب من نظراته المسلطة عليها قائلة بغير صدق أحسه هو على الفور
_ لا ابدا ابدا دى حاجه تافهة..
ثم أضافت مسرعة هربا من نظراته
_ المهم طلبت حاجة ولا لسة أنا هطلب قهوه ..
لاحت علامات الحماس على وجه كريم قائلا بتشجيع
_ إيه رأيك نتغدا مع بعض النهاردة انا مأكلتش حاجة من الصبح ..
تذكرت فرح فى تلك اللحظة شعور الجوع الذى تجاهلته العديد من المرات ذلك اليوم وبعد تفكير أستمر لثوان صاحب عدم رغبتها فى الرجوع إلى البيت الآن هزت رأسها موافقه على أقتراحه وهى تقول
_ ولا أنا اكلت حاجة أوك هنطلب إيه ..
أزداد حماس كريم وقام بالإشارة إلى النادل بسرعة خوفا من أن تقوم بتغيير رأيها وبعد القليل من الوقت امتلأت المائدة بالعديد من اصناف الطعام التى تناولتها فرح بنهم شديد وشهية مفتوحة لأول مرة تقوم بإلتهام كل تلك الكميات من الطعام خارج منزلها وبصحبة شخص لاتعرفه تمام المعرفة هى أعتقدت فقط أنها ستتناول مايسد جوعها إلا أن ذلك الحس الفكاهى الذى أضافه هو على جلستهما أنساها أحزانها وأخرجها من كآبتها .
لأول مرة تلاحظه وتتأمل قسمات وجهه الجذابة فبالإضافة إلى إبتسامته الساحرة التى طالما تبرمت منها فى البداية إلا إنه أكثر وسامة مما كانت تتوقع عيناه السوداويتين ضاحكتين باسمتين طوال الوقت يشع منهما البهجة والمرح يرغمان الناظر إليهما على البشاشة والإبتسام أما شعيراته السوداء اللامعة التى تصطف إلى الخلف بأناقة واضحة عدا بعض الخصلات الهاربة والتى تجبر المتحدث إلى الألتفات إليها بإعجاب فهى مشذبة مرتبة أكثر مما تبدو من بعيد أنفه مستقيم منمق متناسق مع ملامحه الرجولية لحيته غير محددة إنما عشوائيتها مريحة للأعين تزيده رجولة وشبابا خاصة مع أسنانة العاجية التى تطل طوال الوقت من وراء شفتيه ال ......
عند وصولها إلى ذلك الحد من تأملها نهرت نفسها معاتبة فأرتفعت عدستاه إلى سوداويتيه من جديد لترى نظراته الثاقبة قد ثبتت عليها فراودها الشعور بالخجل فى الحال واومأت بنظرها إلى الأسفل ..
عندما لاحظ هو خجلها المتزايد الذى أراد إذابته تحدث على الفور متسائلا
_ ها تحبى تاخدى ديزرت ايه بقى !
حركت فرح رأسها نافية
متابعة القراءة