رواية جديدة قوية الفصول من السابع وعشرون للواحد وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
ليجده يلملم أغراضه في حقيبة كبيرة ليهتف به
اذا ما قالته ماما صحيح .. ستترك القصر ..
توقف فادي عن لملمة أغراضه مستديرا نحو أخيه متأملا إياه للحظة قبل أن يرد عليه
نعم سأترك القصر .. هكذا افضل ..
بسبب زواجي من شمس .. أليس كذلك ..!
سأله قيصر بملامح لا توحي بشيء ليرد فادي بصدق
احد الأسباب ولكن ليس السبب الأساسي ..
سأله قيصر بإهتمام ليرد فادي بجدية
أريد الإنفراد بنفسي .. البقاء لوحدي .. اشتريت شقة مناسبة وسأبقى فيها .. أشعر إن هذا أفضل لي .. وأفضل لك أيضا ..
أكمل بعدها بجدية
أظن أنك تتفق معي في كلامي أليس كذلك ..!
لم يجبه قيصر على سؤاله بل قال بجدية
هذا قصر العائلة .. مكانك محفوظ به .. لا أحد يستطيع ان يمسه .. تذكر ذلك دائما ..
ستحضر حفل الزفاف .. أليس كذلك ..!
سأله قيصر بهدوء ليبتسم فادي بخفة ويرد
بالطبع لن أفعلها ولا أحضر يا قيصر .. لن أجعلك انت والعائلة عرضة لألسنة الناس وأحاديثهم التي لا تتوقف ..
قالها قيصر بإقتضاب ليهتف فادي أخيرا بجدية
صحيح انا سأسافر خارج البلاد بعد الزفاف ولا تسألني لماذا ..
نظر اليه قيصر بتمهل ثم ما لبث ان قال بجدية
كما تشاء يا فادي .. لكن ابقى على تواصل معي ..
اومأ فادي برأسه متفهما بينما خرج قيصر من الجناح تاركا اياه يكمل ترتيب اغراضه ..
.....................................................................
خذي هذه ايضا .. لا تنسيها ..
زفرت شمس أنفاسها بضيق واتجهت تجلس بجانب اختها على السرير تهتف بحنق
لقد تعبت .. أشعر بالإرهاق الشديد .. لو كنت أعلم ان الأمر متعب لهذه الدرجة ما كنت لأتزوج ..
تعبت من تحضيرات الزفاف فقط .. ماذا ستفعلين بعد الزواج وانت تتحملين مسؤولية عائلة ..! زوج ثم اطفال باذن الله ..
تطلعت شمس اليها بضيق بينما سألت شمس
ماذا تفعل ماما ..!
ردت ربى بجدية
لا أعلم .. أشعر إنها حزينة هذه الفترة بسبب زواجك وخروجك من المنزل ..
قالتها شمس بسرعة ثم ما لبثت ان سألت أختها
وأنت ..! ألست حزينة ...!
ردت ربى
لا أعلم .. لم أستطع تحديد مشاعري بعد ..
نظرت اليها شمس پصدمة لتهتف بعدها
وأسامة ..! اتمنى ألا يكون سعيدا ..
أسامة أسعد شخص الآن ليس بسبب زواجك بل بسبب انتهاء امتحاناته وتحرره من هذه المرحلة الدامية ..
زمت شمس شفتيها بعبوس لتكتم ربى ضحكتها وهي تقول
يكفي ان ماما حزينة يا شمس ..
حدقت بها بضيق بينما سمعتا جرس الباب يرن لتنهض ربى من مكانها وتتجه نحو الطابق الأسفل لفتحه ..
فتحت الباب لتجد آخر شخص توقعته امامها..
احتدت ملامحها وهتفت بعصبية
ماذا تفعل هنا ..!
سيطر فارس على اعصابه وهو يقول
اريد التحدث مع والدتك لو سمحت..
زفرت انفاسها بضيق ثم سمحت له بالدخول على مضض لتخبره بعدما طلبت منه الجلوس في الصالة
دقيقة .. سأناديها لك ..
اومأ برأسه متفهما ثم اتجهت الى والدتها تناديها بينما أخذ فارس يتأمل المكان وهو يفكر في ما يفعله ..
لقد آتى الى هنا من باب الواجب اولا ولكي يعتذر عن تصرفات والده ثانيا ..
لحظات وأتت زوجة عمه لينهض من مكانها مستقبلا اياه ..
مرحبا يا فارس ...
قالتها مها بهدوء وهي ترسم ابتسامة رسمية ليبادلها إبتسامتها الرسمية وهو يجيب
اهلا بك يا زوجة عمي ..
تفضل ..
قالتها وهي تشير له ان يجلس ليجلس على الكنبة المقابلة لها بينما هتفت هي بإبنتها التي تقف خلفها
اسألي ابن عمك ماذا يشرب وأعديه ..
حدقت ربى به بنظرات تود فتكه من خلالها ليتطلع اليها بلا مبالاة فتسمع صوت والدتها تناديها من جديد فتسأله على مضض
ماذا تشرب يا ابن عمي ..!
رد بهدوء
أي شيء ..
سأعد لك العصير ..
قالتها بإقتضاب بينما نظرات والدتها المنحرجة تتابعها لتهتف بعدما رحلت
اعذرها يا فارس .. لقد ضايقها حديث والدك السابق كثيرا ..
تنهد وقال
انا أعذرها يا زوجة عمي ولا ألومها .. وانا جئت كي أعتذر منك عن تصرفات والدي وما قاله..
أكمل متأملا الضيق الذي سيطر على قسمات وجهها
انا غير راضيا عن جميع ما يقوم به وما قام به مسبقا .. كوني واثقة من هذا ..
حدقت به مها وهي تفكير إنه ليس وسيم الطلعة فقط بل يبدو ذو أخلاق رفيعة وشخصية لبقة مميزة ..
قالت أخيرا بجدية
انت لا علاقة لك بكل هذا يا فارس .. لن أحملك اخطاء غيرك ..
تقدمت ربى منه ووضعت العصير امامه ثم اتجهت وجلست بجانب والدتها ترمقه بنظراتها القوية والتي لم يبال بها وهو يكمل مشيرا الى زوجة عمه
في الحقيقة لقد أتيت ايضا لأخبرك إنكم عائلة عمي ومهما فعل والدي لن يلغي تلك الروابط بيننا ... علينا ان نتذكر هذا جيدا ..
هتفت مها بجدية
هذا أكيد يا فارس .. لم أسع يوما لإلغاء تلك الروابط ابدا .. و انت ابن عمهم الأكبر .. أي بمثابة أخيهم الاكبر ..
ابن عمنا الذي لم نره ولو لمرة طوال حياتنا بل لم يكلف نفسه ويحضر عزاء عمه حتى ..
ربى ..
ڼهرتها والدتها لتشيح وجهها بعدم اكتراث بينما قال فارس
كنت مسافرا يا ربى .. لو كنت هنا ما كنت ترددت لحظة لأحضره ..
لوت شفتيها بتهكم لاحظه لتهتف مها معتذرة
ربى لسانها يفلت منها أحيانا فهي تنفعل بسرعة ..
لساني لا يقول سوى الحقيقة .. لا يعرف المجاملة ابدا ..
نظرت اليها والدتها بتوعد ليهتف فارس بتهكم يارب
جيد وانا ايضا لا أحب المجاملات يا ربى ..
حدقت به بعينين مشتعلتين لينهض من مكانه ويقول
اسمحي لي فيجب ان اذهب الآن .. أتمنى أن نبقى على تواصل يا زوجة عمي فكما قلت لك لا دخل لي بوالدي ..
ان شاءالله يا فارس ..
قالتها مها بهدوء ثم أكملت بجدية
صحيح .. زفاف شمس ابنتي بعد ثلاثة ايام .. اتمنى ان تشرفني في الحضور انت وعائلتك ...
ابتسم بلباقة وهو يرد
مبارك لها .. سأحاول ان احضر باذن الله ..
هتفت ربى بسرعة
ولا تنسي ان تجلب خطيبتك يا فارس ..
أكملت وهي تخبر والدتها
فارس خاطب يا ماما ومن الطبيعي ان ندعو خطيبته ..
أردفت وهي تنظر
متابعة القراءة