رواية جديدة قوية الفصول من السابع وعشرون للواحد وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بعد لحظات وهي تنهض من مكانها متجهة خارج قاعة الحفل ..
حمل كأس العصير وارتشف منه قليلا قبل ان ينهض من مكانه ويتجه الى احد العاملين ليأخذ منه نوعا آخرا من العصير فهذا النوع لم يعجبه ..
سحب كأسا من العصير وبدأ يرتشف منه القليل حينما لمحها تدلف الى القاعة ..
سارت الى الامام لتتلاقى عيناها بعينيه فتهز رأسها بتحية رسمية وملامح جامدة قبل أن تعاود السير نحو طاولتها ليتأملها بإستغراب سرعان ما تحول الى انزعاج شديد مما حدث ..
ما بال وريث عائلة عمران وقطبها الثاني يقف وحيدا بعيدا عن العائلة والاصدقاء ..!
رد عليه بملل
نهضت كي أخذ العصير ..
وقف حاتم بجانبه وقال
الحفل رائع ..
وافقه خالد
معك حق ..
نظر حاتم اليه بطرف عينيه وقال
ألا تنوي ان تفعلها وتتزوج انت ايضا ..!
ما زال الوقت مبكرا على هذا ..
ما زال مبكرا أم إنك تنتظر الفتاة المناسبة ..!
رد خالد بجدية
أليس من الطبيعي ان يتم الزواج من الفتاة التي أراها مناسبة لي ..!
صحيح ..
قالها حاتم وهو يفكر ان خالد لا يشعر بحوراء اطلاقا وهو الأمر الذي أحبطه قليلا ..
زفر انفاسه بضيق ثم أخذ يتأمل الموجودين قبل ان يهمس لخالد
انظر الى كريم .. انه يرقص مع ابنة احد الوزراء .. هذا الشاب ينتقي الفتيات انتقاءا ..
رد خالد بقرف
تافه وسخيف ..
لا اعلم متى سيترك علاقاته المشپوهة .. انه مدمن على الفتيات ..
هز خالد رأسه وقال بجدية
فظيع .. لا اعرف كيف يتحمل نفسه ..!
ابتسم حاتم بخفة ثم اخذ ينظر الى الجهة المقابلة حيث تقف كلا من لميس ودينا امام سوزان فيتأمل سوزان بشعرها الأشقر وفستانها الجذاب ولكن ما جذبه اكثر ابتسامتها الرائقة وسعادتها الغريبة بالنسبة ليوم كهذا ..!!
صدح صوت موسيقى هادئة في ارجاء القاعة ليقبض قيصر على يد شمس وهو يهمس لها
حان وقت رقصتنا ..
نهضت من مكانها معه وسارت جواره قبل ان تقف في منتصف القاعة فترفع يديها وتحيط رقبته بكفيها بينما يحيط هو خصرها النحيل بكفيه ..
تبدين مرتبكة ..
قالها بجدية متأملا توترها الغريب لتهمس بصدق
خجلة قليلا ..
ابتسم وقال
لم أعهدك خجولة يا شمس ..
زمت شفتيها بعبوس وقالت
خجولة في المواقف التي تستدعي ذلك ..
تأمل شفتيها المزموتين برغبة دفينه لتكمل بتردد
الحفل سيستمر حتى منتصف الليل أليس كذلك ..!
سألها
تريدين إنهاؤه قبلها ..
هزت رأسها نفيا ليبتسم على توترها الذي يفهم سببه في ليلة كهذه ..
كان الجميع يتابعهم حينما نهض حاتم وتقدم نحو حوراء يهتف بها
ما رأيك ان ترقصي معي يا حوراء ..!
نظرت إليه حوراء بتأهب قبل ان تضع كفها في كفه على مضض وتسير بجانبه كي يرقصا سويا ..
تأملتهما علياء قبل ان تهمس الى حنان والدة حاتم
انظري ابنك يرقص مع حوراء .. هل تفكرين بما افكر به ..!
رفعت حنان حاجبها وقالت
بالطبع لا افكر ..
سألتها علياء بدهشة
لماذا ..! ألا تريدين تزويجه ..!
ردت حنان بضيق
إلا ابنة كوثر .. هل انا مچنونة لأزوجه من حوراء يا علياء .. ! ثانيا انت تعلمين إن حوراء بمثابة اخته الصغيرة وهي تراه اخوها الكبير .. لذا لن يحدث هذا ابدا ..
أكملت بعدها وهي تتأمل ابنها
انا حقا اريد تزويجه لكن من فتاة مناسبة ويرغب هو بها في ذات الوقت ..
الفتيات كثيرات حولك يا حنان .. اقترحي عليه احداهن مبدئيا مع إنني افضل ان يختار شريكة حياته بنفسه ..
أومأت حنان برأسها قبل ان تتأمل الناس حولها فتقع عيناها عليها لتهتف فجأة وهي تشير الى علياء نحوها
ما رأيك ..!
قالت علياء
سوزان ..! تفكرين بسوزان يعني ..!
ابتسمت حنان وهي تتأمل الفتاة الجميلة بإعجاب شديد
انظري إليها .. انها مثالية .. بها كل المواصفات المطلوبة .. ابنة عائلة معروفة .. والداها معروفان وذوي سمعة طيبة .. جميلة وخريجة .. ماذا اريد اكثر من ذلك ..!
قالت علياء بجدية
ما تقولينه لا خلاف عليه .. لكن حاتم يعرفها منذ الصغر ولم يفكر بها ..
قاطعتها حنان
لا يعرفها بحق .. تعاملهما رسمي وهي دائما في الخارج مع والديها .. وعن كونه لم يفكر بها فهذا سيتغير عندما ألفت نظره نحوها ..
جيد .. سوزان فتاة جيدة .. اتمنى أن يتحقق ذلك ..
قالتها علياء ثم عادت تتحدث مع احدى المدعوات واندمجت معها في حديثها تاركة حنان تفكر في خطة تجذب من خلالها حاتم الى سوزان ..
........................................................................
انتهت الرقصة واتجه الضيوف بعدها الى البوفيه لتناول العشاء ..
كان حاتم يتحدث مع خالد في احد اركان المكان حينما لمح تارا تتقدم وهي تحمل طبقها ليهتف بها
تارا هانم .. لم أرك منذ بداية الحفل ..
ضحكت وهي تسأله بعدما وقفت أمامه
كيف حالك يا حاتم ..!
رد وهو يلتقط كفها
بخير يا تارا .. ماذا عنك ..!
بخير .. الحمد لله ..
قالتها برقة قبل ان تنظر الى خالد للحظة ثم تعود ببصرها نحو حاتم الذي تأمل طبقها فمازحها
ما هذا يا تارا ..! اين الطعام أخبريني ..!
ابتسمت وردت
لست جائعة فإكتفيت ببعض السلطات ..
وأنا ايضا .. اساسا لا احب تناول الطعام في الحفلات ..
أكمل بعدها ممازحا
ألن تغني في حفل زفاف الباشا خاصتنا ..!
للاسف كلا فأنت تعلم جيدا إنني لا أغني في حفلات الزفاف ..
قالتها بجدية ليومأ برأسه وهو يردد
أعلم أعلم ..
اقترب احد الضيوف منهم وحياهم لينشغل حاتم معه بالحديث فينظر خالد اليها للحظة ثم يهتف
كيف حالك ..!
ردت بإقتضاب
بخير ..
رفع حاجبه متسائلا
هل هناك مشكلة ..!
عفوا ..!
هتفت بها ليكمل بصراحة
أشعر ان هناك خطب ما من طريقة تحيتك ونظراتك لي ..
لا يوجد اي شيء من هذا القبيل .. انا أتعامل معك بناء على مدى المعرفة بيننا والتي لا تتجاوز لقائين او ثلاثة قصيرين للغاية وكلمات مقتضبة ..
فهمت ..
قالها بجمود لتبتسم له برسمية ثم تنسحب من أمامه وهي ما زالت تحافظ على إبتسامتها ..
...................................................................
قارب الحفل على الانتهاء وكل شيء يسير على ما يرام ..
الحفل منظم بشكل مثالي ..
الجميع سعيد بإستثناء القليل ..
فادي يلتزم مكانه على طاولة العائلة دون ان يتحرك منها إلا
متابعة القراءة