رواية جديدة قوية الفصول من السابع وعشرون للواحد وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

لا يكفي .. اتصالك وزياراتك لا تكفيني يا حاتم .. مكانك في قصرنا .. في جناحك .. ألا يكفي إنك اكملت الخامسة والثلاثين دون زواج.. ! ترفض الزواج وترفض المكوث في منزل العائلة وتريد مني تقبل هذا ..  
إلتفتت نحو قيصر متجاهلة تأفف ابنها 
تحدث يا قيصر .. هل يرضيك هذا ..! يعيش وحيدا ويلهو مع النساء دون ان يفكر بالإستقرار وطمأنة قلبي عليه .. 
تنهد قيصر وهو يجيب 
اتركيه على راحته يا خالتي .. عندما يشعر إنه يريد الاستقرار  سيفعل ..
هتفت معترضة 
بالطبع ستقول هذا لإنك مثله .. ألست صديقه ..! أنت آخر شخص يجب أن أتحدث معه بهذه الأمور .. 
أكملت بعدها وهي تشير لإبنها 
افعل ما تشاء يا حاتم .. بكل الاحوال لقد تحدثت مع والدك بشأن زواجك .. لقد وجدت لك العروس المناسبة .. ستراها في اقرب فرصة ولن أقبل بأي إعتراض ..
ماذا ..!
صاح بها حاتم بعدم تصديق لتكمل بعدم اكتراث 
لا مجال للرفض .. ستتزوج من الفتاة التي إخترتها .. انتهى الامر ..
خرجت دون ان تنتظر رده ليتطلع حاتم الى قيصر الذي انطلقت ضحكاته الصاخبة ليهتف من بينها 
مبارك زواجك يا صديق .. يبدو إنك ستسبقني في الدخول الى القفص الذهبي يا حاتم ..
......................................................................
في صباح اليوم التالي ..
في مكتب قيصر ..
كانت تارا تجلس أمامه بينما يجلس أمامها على الجهة المقابلة مدير العلاقات العامة في الشركة يتحدثون بشأن العقد الذي يخص عمل تارا كوجه إعلاني لأحد منتجات الشركة الجديدة ..
اذا المبلغ لا يرضيك يا تارا ..!
سألها قيصر بهدوء وهو يعبث بقلمه لترد بجدية 
آخر تعامل بيننا كان منذ اربعة اعوام .. ارتفع أجري يا قيصر .. من الخطأ أن أقلل الأجر معكم لإن هذا سيؤثر على تعاملي مع بقية الشركات في المستقبل ..
وسيفتح الألسنة ايضا .. فمالذي يجبرك على تقليل أجرك في تعاملك معنا ..
قالها قيصر بجدية وهو يفكر إنه لا يحتاج الى شائعات من جديدك تخص علاقته بتارا .. لقد انتهت هذه الشائعات منذ سنوات ولا داعي لإحيائها ..
حسنا ..موافق على أجرك اذا .. 
ابتسمت تارا بخفة وقالت بلباقة 
سيكون تعاملا مميزا كالعادة ان شاءالله ..
ابتسم قيصر برسمية ورد 
واثق من هذا  ..  
وضع قيصر توقيعه على العقد ثم منحها إياه لتضع توقيعها عليه ..
انتهوا من امضاء العقود لينهض المدير من مكانه ويشير اليها 
من الأفضل أن نتحدث الآن لوحدنا من أجل بعض التفاصيل .. 
نهضت من مكانها ثم مدت يدها لتودع قيصر الذي أخبرها 
بعد انهاء الاجتماع القصير مع سالم بك عودي الى مكتبي كي نتناول القهوة ونتحدث قليلا ..
ابتسمت بخفة وهي تومأ برأسها ثم خرجت مع سالم ..
لحظات قليلة ودلفت شمس الى المكتب ليهتف بها بدهشة 
كيف دخلت وأين السكرتيرة ..!
ردت بضيق 
غير موجوده .. 
أليس من المفترض أن تستأذنه قبل الدخول ..!
رفعت حاجبها وأجابت ببرود مصطنع  
لسنا في وضعنا يسمح في التركيز على اشياء سخيفة كهذه .. أليس كذلك ..!
سارت نحوه بثقة تعمدتها بينما قيصر يتأمل فستانها القصير و ملامح وجهها المميزة بتمعن ..
جلست أمامه ليتابعها بعينيه وهي تتحدث 
لقد تحدثت مع ماما البارحة .. هي ليست موافقة بالطبع لكنها لن تعارض رغبتي اذا ما وافقت ..
كانت تتحدث وكأنها سيدة الموقف غير مدركا إن هذه طريقتها الجديدة في التعامل معه ..
تأملها وهي تكمل 
لا ألومها ولكنني سأسعى لإقناعها بزواجنا ..
سألها بخبث 
أرى إنك مقتنعة بهذه الزيجة للغاية هذه المرة ..
ولم لا .. !زيجة جيدة تطمح اليها اي فتاة ..
نظر اليها مستغربا لتكمل بإبتسامة واسعة وهي تفكر إنها ستجعله في كل لحظة يعلم إنها لم تعد كالسابق والإهم إنها ذات دور أساسي وهام في كل ما يجري وليست لعبة في يده 
رجل ثري ذو مركز وسلطة .. قوي ولا ېخاف احدا .. زيجة مناسبة سوف توفر لي حياة رغيدة ومستقبل رائع ..
أكملت بعدها بجدية 
خاصة عندما تنفذ لي طلباتي .. تلك الطلبات التي تطلبها اي عروس ..
وما هي طلباتك ..!
سألها بسرعة لترد بثقة 
سأخبرك إياها عندما تأتي وتخطبني من والدتي من جديد .. أمامها سأخبرك بطلباتي .. وانت لك مطلق الحرية في تنفيذها من عدمه ..
تطلع اليها متعجبا.. من المفترض إن زواجهما بسبب ما حدث لكنها تتصرف وكأنها زيجة طبيعية ..
يجب ان يسعده ذلك فكونها راضية بهذه الزيجة أمرا جيدا لكن في داخله يعلم إن بها شيئا تغير .. 
وماذا بعد ..!
قالت بجدية 
القادم عندك .. اذا ما زال عرضك للزواج مني قائما أخبرني كي أحدد لك موعدا لتأتي وتخطبني وإذا تراجعت عن قرارك ..
قاطعها بسرعة 
قيصر عمران لا يتراجع عن قراره يا شمس .. اعرفب ذلك جيدا ..
ابتسمت وهي تهتف به 
جيد .. اذا سأتحدث مع والدتي كي أخبرك بالموعد الذي يناسبها ..
اومأ برأسه متفهما لتنهض من مكانها وتقول منهية الحوار 
عن اذنك .. لدي عمل هام يجب إنهاؤه .. اراك لاحقا ..
ثم سارت الى الخارج بنفس الخطوات الواثقة التي دخلت بها ..
..........................................................................
سارت شمس خارج المكتب لترى تارا تسير في الممر بجانب احد موظفي الشركة ..
ابتسمت لها بخفة وهي تنهي حوارها مع الموظف ثم تتجه نحوها تسألها بنفس الإبتسامة الجذابة 
كيف حالك يا شمس ..!
ردت شمس بإبتسامة منتعشة 
بخير يا تارا ..
اذا وكيف أخبار عملك هنا  ..!
سألتها لترد شمس 
كل شيء يسير جيدا نوعا ما .. 
رائع .. اتمنى لك الموفقية .. 
ابتسمت شمس وردت 
شكرا يا تارا ..  
نظرت اليها تارا للحظة ثم قالت 
العفو .. 
هل لديك عمل هنا ..!
سألتها شمس فجأة ثم قضمت لسانها وقد ندمت على سؤالها الذي لم تفهم سببه  حتى ..
ردت تارا ببساطة 
شيء من هذا القبيل .. سوف اكون الوجه الإعلامي الجديد للشركة ..
اختيار ممتاز ..
ضحكت تارا وردت 
شكرا .. 
أكملت بجدية 
هل هناك شيئا آخر تودين معرفته ..!
احمرت وجنتا شمس وهي ترد بسرعة 
كلا .. لقد سألت من دافع الفضول لا اكثر ..
جذبتها تارا من ذراعها نحو احد اركان الشركة الخالية من الموظفين وقالت بجدية 
لا داعي لكل هذا .. كنت أمزح معك ..
أكملت بعدها 
حتى لو سألت هذا حقك .. من حقك أن تعلمي سبب وجودي .. بالتأكيد الشائعات القديمة ما زالت تحتل تفكيرك .. هذا أمر طبيعي .. 
ابتلعت شمس ريقها وهي تفكر ان الحديث أخذ منحنى لا تحبذه ..
تأملت تارا توترها وقالت 
اسمعيني يا شمس .. او اسمعي نصيحتي .. انا اعلم جيدا إن هناك شيء يدور بينك وبينه .. مثلما اعلم إن هذا الشيء
تم نسخ الرابط