رواية جديدة قوية الفصول من السابع وعشرون للواحد وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
تختاري شيئا تتناوليه بعد ..!
هزت رأسها نفيا ليسألها مرة اخرى
ما رأيك أن أختار لك شيئا على ذوقي ..!
همت بالقبول لكنها تراجعت بسرعة قائلة
وهل أنا صغيرة لتختار لي طعامي ..! سأختار بنفسي ما سأتناوله ..
اندهش من هجومها المفاجئ ليحتل الڠضب ملامحه وهو يرد
على مهلك قليلا .. لا داعي لكل هذه العصبية ..
لا أحب أن تتحدثي معي بهذا الشكل .. هل فهمت ..!
أشاحت وجهها بضيق ليكمل
والآن اختاري ما ستتناولينه كي أخبر النادل عن طلباتنا ..
هتفت بعبوس
اختر ما تشاء ... من الأساس فقدت شهيتي ..
زفر أنفاسه ببطأ ثم قال بجدية
اختاري ما ترغبين يا شمس .. ليس من المعقول ان نتشاجر في اول غداء لنا بعد زواجنا ..
انت من تستفزني وتغضبني ..
كتم غيظه من تصرفاتها الغبية وما تقول ليهتف بحزم
حددي ما تريدنه يا شمس ودعينا نتناول طعامنا بهدوء من فضلك ..
حملت القائمة مرة اخرى ثم اخذت تقلب فيها قليلا قبل ان تقول أخيرا ما تريد لينادي على النادل الذي أتى ودون طلباته ..
ابتعد النادل عنهما لتشيح بوجهها نحو النافذة فيتجاهلها هو بدوره ويعبث في هاتفه منتظرا وصول الطعام ..
وضعه أمامهما ثم انصرف بعدما تأكد من عدم حاجتهما لشيء آخر ..
بدأ الاثنان في تناول الطعام بصمت تام دون اي حديث متبادل لينتهيا من ذلك ثم يخرجان بعد مدة عائدان الى الفندق ..
.......................................................................
عادا الى جناحهما في الفندق لتندفع مسرعة الى الحمام بعدما جذبت ثيابها المنزلية بينما وقف هو أمام المرأة للحظات قبل ان يبدأ بفك ازرار قميصه ثم يخلعه ليتجه ويجذب بيجامته وهو يفكر في هذا الوضع السخيف في اول يوم لهما بعد الزفاف فهما يتصرفان كأي زوجين تقليدين متزوجين منذ اعوام وليس مساء البارحة ..
نظر اليها بإستنكار مما ترتديه لينهض من مكانه ويتقدم نحوها بينما هي تقف امام المرآة تسرح شعرها ..
توترت لا اراديا ما ان وجدته يقترب منها ثم يقف خلفها مباشرة ليسألها بهدوء
سألته بدورها
ماذا تقصد ..
رفع حاجبه مكملا تساؤله
ألم تشتري عدة قمصان للنوم يا شمس ..!
إلتفتت نحوه تسأله ببلاهة مصطنعة
بالطبع إشتريت.. لماذا تسأل ..!
سأل مرة اخرى وهو يكتم غيظه منها
أين هي ..!
قمصان النوم ..!
سألته مدعية الجهل ليصيح بها
نعم .. قمصان النوم .. !!
موجودة .. في جناحنا في القصر .. لقد أرسلتها هناك ..
ضم شفتيه بقوة لتهتف مكملة
والله نسيت إنني يجب ان أجلب قميص آخر معي .. لقد ظننت إننا سنعود في اليوم التالي ولن أحتاج سوى لقميص واحد ..
حقا ..!
سألها مدعيا التصديق لتومأ برأسها ببراءة ليكمل ساخرا
طالما إنك ظننت إننا سنعود في اليوم التالي لماذا جلبت هذه البيجامة .. !
اكمل قبل ان ترد
هل هذه بيجامة تناسب عروس في ثاني يوم زواجها يا شمس ...! أخبريني هيا ..
ماذا حدث يا قيصر ..! هذا كله لأجل البيجامة ..
سألته بملل ليرد بقوة
ليت الأمر يقتصر على البيجامة فقط .. الأمر يتعدى هذا بمراحل ..
كان قد وصل ذروة غضبه منها بعدما أدرك ما تحاول فعله .. هي تستخدم كافة الطرق لإستفزازه وحړق اعصابه .. تمثيلية البارحة وتصرفات اليوم تؤكد ذلك ..
ربما هي لا تعرفه جيدا .. هو يستطيع ان يكون متفهما راقيا معها وصبورا لكنه لن يصمت على استفزازها وتصرفاتها السخيفة ..
نظرت اليه بقلق لا ارادي وقد أدركت ان تصرفاتها مكشوفة بالنسبة له وإنها كشفت نفسها من اول موقفين ..
الأمر ليس بما ترتديه الآن بل يتعلق بحقيقة تفعل كل هذا لإثارة غضبه ..
وجدته يهتف بها آمرا
غيري ملابسك .. سنذهب الى القصر فلا داعي لليلة آخرى هنا ..
...................................................................
وصلا الى القصر ليهبطا من السيارة ويتجها الى الداخل فتفتح لهما الخادمة الباب وهي تبتسم لهما قبل ان ترحب بهما وتبارك لهما زواجهما ..
دلفا الى الداخل ليجدا روز مديرة المنزل تتقدم منهما وترحب بهما وتبارك لهما بدورها ..
سألها قيصر
هل كل شيء جاهز يا روز ..!
ردت روز بلكنتها العربية المكسرة
بالطبع يا باشا .. الجناح جاهز في انتظاركما .. أعددنا عشاء فاخر يليق بعروسنا ايضا ..
نظرت اليها شمس بخجل بينما سألها قيصر مرة اخرى
من يوجد في القصر ..!
ردت بجدية
كوثر هانم وعلياء هانم ومعهما دينا هانم ..
اومأ برأسه متفهما ثم قبض على يد شمس وقال
هيا بنا لنذهب الى صالة الجلوس ونحييهم ..
أومأت برأسها وقد غزاها شعور الإضطراب لكنها نفضته عنها بسرعة وهي تذكر نفسها بما وعدت نفسها به مسبقا .. سوف تتحلى بالشجاعة والجرأة الكافية وهي تتعامل مع افراد هذه العائلة وخاصة مع تلك المدعوة حماتها والثانية اخت زوجها ..
هي لن تعطيهما الفرصة اطلاقا لإزعاجها او ايذائها خاصة إنها تثق رغما عنه إن زوجها لن يسمح لهما بهذا ..
عليها ان تتعامل معهما ومع من يحاول ازعاجها بهدوء وذكاء لذا فالتوتر لا يناسبها ..
سارت جانبه بخطوات ثابته وهي تضفي على نفسها الكثير من الشجاعة والثقة ..
دلفا الى الداخل ليلقي قيصر تحية المساء فتنهض والدته وزوجة عمه ودينا التي ابتسمت بسعادة ..
اقترب قيصر من والدته التي احتضنته وهي تبتسم على مضض قبل ان يبتعد عنها فتتقدم شمس دون ان تنتظر منه ان يطلب منها ذلك وتمد يدها نحو كوثر التي لمست كفها مضطرة فتهتف شمس بها بإبتسامة هادئة ونبرة ثابتة
مساء الخير يا ..
صمتت لوهلة ثم اكملت مدعية الحيرة
ماذا تحبين ان أناديك ..!
ليرد قيصر نيابة عن والدته
عمتي .. الحماة نناديها هكذا يا شمس ..
هتفت بسرعة
ونحن نناديها هكذا ايضا ..
اردفت برقة
كيف حالك عمتي ..! اتمنى ان تكوني بأحسن حال ..
ردت كوثر بإقتضاب
بخير .. شكرا ..
ابتسمت بخفة ثم اتجهت نحو علياء التي قابلتها بإبتسامة محبوبة واحتضنتها برفق لتبتعد شمس عنها بعد لحظات وتهتف بها
وانت كيف حالك يا عمتي ..! سأناديك هكذا اذا لم يكن لديك مانع ..
هتفت علياء
بالطبع حبيبتي .. بإمكانك مناداتي بما تحبين ..
اتجهت بعدها نحو دينا التي حييتها بلطف وقد تأكدت ظنونها بإنها لا تشبه والدتها واختها أبدا ..
جلست بعدها بجانب قيصر على الكنبة المقابلة لوالدته وزوجة عمه لتسأل كوثر ببرود
ظننت إنك ستقضي الليلة ايضا في الفندق طالما إنه لا يوجد شهر عسل لكما ..
هتف قيصر بسرعة
من قال
متابعة القراءة