رواية جديدة قوية الفصول من السابع وعشرون للواحد وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
عن زواجنا اختلف هذه المرة ..
حسنا كيف تخبرها بما جمعتهما من احاديث ..! كيف تخبرها بطريقته التي تغيرت معها .. ! نعم ما زال مسيطرا متحكما لكنه لم يجبرها على ما لا تطيقه كالسابق وهي بدورها تعرف إنها لن تجعله يفرض سطوته عليها .. ربما في السابق خضعت لبعضا من قراراته لكن الآن لن تخضع مهما حدث ..
هي تعلم إنه يريدها بقوة .. يريدها زوجة .. زوجة بحق ..
لكنه لم يفعل .. لإنه يريدها بحق والأهم إنه يريدها زوجة للأبد ..نعم قالها وهي واثقة إنه لا ېكذب ..
قيصر عمران لا ېكذب ولا يدعي ما لا يفعله ..
انه رجل به مميزات عديدة .. نعم به عيوب ايضا ولكن مميزاته ايضا موجوده ..
وما هي مميزاته ..! أخبريني هيا ..
ردت شمس بجدية
قوي وغني .. من اصل عريق .. رجل يعتمد عليه .. نعم اخطأ ببعض تصرفاته لكنه يعتمد عليه .. والأهم يريدني .. يريدني بقوة والى الابد .. دعينا نتحدث بالمنطق ماما .. أي شخص سيتقدم لي لن يمتلك ميزاته .. ثروته ومكانته .. ذكاءه وشخصيته .. نحن متفقين من هذا الجانب بالتأكيد .. اذا ما بقي ..! الأخلاق ..! علاقاته النسائية ..! أخبريني ماما .. أي شاب سيتقدم لي الآن هل تضمنين إنه لن يخونني ..! هل تضمنين إنه لا علاقات نسائية لديه ..! اتركي هذا الجانب الآن .. هل تضمنين إنه سيصونني حقا ..! لن يضربني ..! لن يهينني ..! انظري حولك ماما .. الرجال عموما لا يستحقون ثقتنا المطلقة .. الرجال يتفننون في التعنيف والإهانة والخېانة .. أيمن ابن خالتي اكتشفت بالصدفة إنه زير نساء .. أيمن الذي كان من المفترض أن اتزوجه هذا العام حسب اتفاقك مع خالتي .. كان من الممكن ان اتزوجه واكتشف حقيقته فيما بعد .. شاب عديم الشرف أخبر قيصر في خطبتنا إنني كنت على علاقة به .. ابن خالتي ماما الذي تربى معنا وأمامنا .. هل يجب ان نثق في احد بعد الان ..!
أخذت شمس نفسا عميقا غير مصدقة إنها قالت كل هذا وتحدثت بهذه الطريقة عن زيجة كانت تمقتها يوما ..
لكن رغم كل شيء وجدت ان ما تفوهت به صحيح ..
الرجال أغلبهم يمتلكون صفاتا سيئة فلا يوجد رجل مثالي أبدا ..
كل رجل لديه عيوبه وإن كان قيصر يمتلك ميزات فغيره لا يمتلك ميزة واحدة حتى تخفف من سطوة عيوبه ..
هي تعلم جيدا إن اي رجل ستتزوجه قد يكون جيدا وقد يكون العكس ..
قد يحترمها ويعاملها برقي وقد ېعنفها ويضربها وېهينها ..
قد يكون مخلصا لها وقد ېخونها ..
لا يوجد ضمان وهي عليها ان تفهم هذا ..
ليست واثقة ان زواجها من قيصر سيكون مريحا ولكنها تتعامل معه كرجل تقدم للزواج منها ..
ومع كل هذا اضافة الى ما حدث صباح اليوم الموافقة هي سبيلها للخلاص من كل هذا ..
سمعت والدتها تهتف بصوت جاف
لا يوجد شيء يقال بعد هذه المحاضرة الطويلة يا شمس ..لقد اتخذت قرارك اذا .. لا داعي لأن اسألك عن اية تفاصيل .. فأنت قررت وانتهى ..
ماما ارجوك .. الأمر ليس هكذا .. اقسم لك ..
فقط صلي استخارة قبل أن تمنحيه موافقك .. لأجلك يا شمس .. اما انا فلا سلطة لي عليك في موضوع كهذا .. لطالما قلتها وسأقولها مجددا . لن أجبر أيا منكم يا أبنائي على اي شيء لا ترغبونه ولن أمنعكم عما تريدونه طالما لا تفعلون شيئا معيبا او حراما .. لكن ضعي في رأسك إنك مسؤولة عن قرارك يا شمس .. انت في الثانية والعشرين من عمرك .. يعني في عمر تتحملين فيه مسؤولية قرارك ..
انهت كلماتها وخرجت تاركة شمس تنظر أمامها بقلب مذعور من قرارها الذي تخشى تبعاته بشدة ..
......................................................................
اذا ستتزوج ..
قالها حاتم وهو يكتم ضحكته بصعوبة ليهتف به قيصر بنزق
ما سبب هذه الضحكة يا حاتم ..! هل قلت نكتة مثلا ..!
رد حاتم بسرعة وهو يسيطر على ضحكاته
كلا ضحكتي هذه تدل على سعادتي بزواجك لا أكثر ..
اومأ قيصر برأسه بلا مبالاة ليكمل حاتم بجدية
المهم أن تكون فكرت بكلامي السابق جيدا ..
لم يرد قيصر عليه ليزفر حاتم انفاسه بضيق من برود صديقه ولا مبالاته ..
ماذا عن والدتك ..! ماذا ستفعل ..!
رد قيصر بعدم اكتراث
لتفعل ما تفعله ..
سمعا صوت جرس الباب يرن لينهض حاتم كي يفتحه ..
سمعه قيصر يهتف بدهشة
ماما .. ماذا تفعلين هنا في منتصف الليل ..!
دلفت والدة حاتم الى الداخل وهي تتفحص الشقة بعينيها غير منتبهة على قيصر الذي جاء خلفها لتهتف بولدها
جئت لأرى ما تفعله بعيني ..
إلتفتت نحو الخلف لتهتف بقيصر
وانت ايضا هنا ..!
أكملت متسائلة
أخبراني هيا .. هل هي مجرد سهرة شبابية لصديقين أم هناك نساء في الداخل ...!
كتم قيصر ضحكته بصعوبة بينما زفر حاتم أنفاسه بحنق ليرد قيصر بعد لحظات
لا يوجد سوانا .. بإمكانك التاكد بنفسك خالتي ..
التفتت نحو ابنها تسأله بحنق
متى ستعود الى القصر وتستقر فيه ..! الى متى ستبقى هنا في هذه الشقة ..! لا يعجبني وضعك يا حاتم .. لا يعجبني ابدا ..
هل أتيت من القصر الى هنا كي تخبريني بهذا .. ! كيف سمح لك والدي بالمجي في هذا الوقت ..!
ردت بسرعة
والدك مسافر يا باشا .. بالطبع حضرتك لا تعلم بما يحدث حولك .. مالذي يشغل الباشا ويجعله بعيد عنا الى هذه الدرجة ..! أخبرني هيا ..
كتم حاتم غيظه وهو يلعن نفسه وغباءه الذي جعله يسأل عن والده المسافر ليرد بهدوء مفتعل
مشغول بعملي يا أمي الغالية .. انا ايضا لدي عملي .. اما والدي فأنا أتواصل معه يوميا مثلما أتواصل معك .. أزوركم بإستمرار .. ماذا فعلت لكل هذا ..!
متابعة القراءة