رواية جديدة قوية الفصول من السابع وعشرون للواحد وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

من زواجي ..! لماذا لا تفعل مثل والدتك ..! هاهي تجلس وكأنها في عزاء منذ ان علمت بقرار زواجك ..!
نظر قيصر الى والدته الواجمة ليبتسم وهو يقول 
والدتي كان الله في عونها .. هي الآن في مرحلة استيعاب صدمة قراري ..
هز حاتم رأسه بملل ثم نظر الى خالد الذي يجلس مقابله يتحدث مع مجموعة من أقربائه لتتلاقي نظراتهما فيسأله حاتم بمزاح 
وماذا عنك يا باشا ..! ألا تنوي دخول القفص الذهبي مثل ابن عمك ..!
رد خالد بهدوء 
فلتدخله انت اولا يا حاتم .. لا تنسى أنك الأكبر سنا ..
تذمر حاتم قائلا 
ما مشكلتكم مع سني لا أفهم ..! هل قاربت على الخمسين وانا لا ادري ..!
كتم قيصر ضحكته وقال مشاكسا 
شكلك يوحي إنك في منتصف الأربعينات يا حاتم .. 
الټفت نحوه خاتم وقال بسخرية 
أرى أن قرار زواجك إنعكس على نفسيتك بشكل جيد .. منذ متى وأنت تحب المزاح يا قيصر  ..!
عاد ونظر الى خالد المبتسم بإقتضاب ليهتف بجدية 
حقا يا خالد .. تأثير الزواج ظهر مبكرا على ابن عمك .. أتمنى أن يكون له ربع التأثير عليك .. 
اذا تزوج من إمرأة يعشقها سيكون له تأثير رهيب عليه ...
قالها احد الموجودين ليرمقه خالد بنظراته الهادئة دون رد بينما يشاكسه حاتم 
خالد يعشق ..!! أشك في ذلك .. 
أيده الشاب 
أتفق معك ..
نهض خالد من مكانه مرددا بضجر
يبدو إن مزاجكم عالي جدا الليلة ..
اتجه نحو البوفيه ليأخذ كأسا من العصير بينما نهض قيصر من مكانه هو الآخر واتجه نحو عمته التي تجلس بجانب والدته وزوجات عمومه ليبتسم لها ويقول 
جهزي نفسك عمتي .. ستخطبين لي قريبا ...
حقا ..! من هي العروس ..! أخبرني هيا ..
ابتسم بخفة على سعادة عمته متجاهلا نظرات والدته وحوراء الحانقتين بينما اقتربت دينا منه بفضول ليقول 
نفسها العروس السابقة يا عمتي ..
هتفت هند بدهشة 
شمس .. حقا يا قيصر ..!
سألته علياء بإستغراب 
طالما ستتزوج منها الآن لماذا طلقتها منذ عامين ..! 
رد بهدوء 
النصيب يا زوجة عمي ...
مبارك لك يا بني .. فرحت لك كثيرا ..
قالتها هند بسعادة حقيقية ليرد 
شكرا عمتي .. بارك الله لنا في عمرك ..
مبارك لك يا قيصر .. بالرفاه والبنين ان شاءالله ..
قالتها رانيا زوجة عمه وتبعها الموجودين ..
ابتعد قيصر عنهم بعدها ليتفاجئ بسوزان تقترب منه بملامح يسيطر عليها الخجل فيبتسم لها بدعم صريح لتهتف بصوت متحشرج 
مبارك يا قيصر .. سعدت كثيرا لأجلك ..
رد قيصر وهو ما زال محتفظا بإبتسامته 
شكرا يا سوزان .. عقبالك ..
تنحنت بحرج ليهتف بها بجدية 
قولي ما لديك يا سوزان .. لا داعي للحرج ..
هتفت بتوتر 
اسفة على كل ما بدر مني سابقا .. أشعر بالحرج كلما تذكرت تصرفاتي السابقة ..
قال قيصر بصدق 
لا داعي للاعتذار يا سوزان .. انت اختي  الصغيرة التي مهما فعلت أظل أحبها وأتفهمها ..
ابتسمت برقة وهي ترميه بنظراتها الممتنة لتجد فادي يتقدم منهما فتستأذن منه وتبتعد ليقف فادي امام اخيه يهتف به 
مبارك ..
تأمل قيصر ملامح أخيه الغامضة وأجاب بثبات 
شكرا .. عقبالك ...
لاحت ابتسامة متهكمة على وجه فادي أختفت بسرعة ليكتفي بإيماءة من رأسه دون رد تلاحقه نظرات قيصر الذي رغما عنه شعر بالشفقة على أخيه وحاله الذي لا يستقر ابدا ..
.....................................................................
بعد مرور يومين ..
كان قيصر يجلس امام والدة شمس التي ترمقه بنظراتها الهادئة بينما تجلس ابنتها بجانبها تنظر اليهما بصمت لتهتف والدتها أخيرا 
اذا لقد عدنا الى نقطة البداية .. مر عامين وعدنا من حيث انتهينا ..
ابتسم قيصر بخفة ورد 
إنه النصيب يا هانم .. 
هزت رأسها دون رد ثم ما لبثت ان قالت 
لقد طلبت رؤيتك لوحدك كي أتحدث ببعض الأمور قبل ان تجلب عائلتك معك ..
تفضلي .. كلي آذان صاغية لك ...
تنهدت مها بصمت ثم قالت بهدوء 
انا لن أتحدث عن الأمور المادية والطلبات المعتادة كالمهر والمسكن وغيرها .. شمس هي من تقرر ما تريد ..
انا تهمني اشياء اخرى .. أنت تريد الزواج من ابنتي .. لن أمنعها اذا قبلت بهذا .. لن أقف في طريقتها مهما حدث لكن في نفس الوقت سأكون بجانبها .. سندا لها .. سوف أمنحها كل ما أستطيع متى ما  إحتاجت لي ... 
صمتت للحظة ثم أكملت 
أما أنت فلا أريد منك سوى أن تكون سندا بحق لها .. تحافظ عليها وتحميها من كل شيء .. تقف جانبها في أوقات الشدة .. تعاملها أفضل معاملة .. تكون أبا لها قبل أن تكون زوجا .. لن أقبل أن تهينها يوما .. ترفع يدك عليها .. حتى عندما تخطأ لن تفعلها .. بإمكانك ان تحاسبها على اخطائها بأي طريقة .. إلا الضړب والإهانة يا قيصر .. لن أرضى بهما أبدا وإن فعلتها يوما لن أبقيها على ذمتك لحظة مهما حاربتني .. لن تهمني سلطتك ونفوذك ابدا ..
كان يستمع الى حديثها بثبات وترقب لكل حرف يصدر منها ليهتف أخيرا بهدوء 
ربما لست مثاليا .. أغضب بسرعة شديدة .. قاسې في تعاملي .. لكن كوني واثقة إنني لن أفعل شيئا كهذا مهما حدث .. لم أضرب يوما إمرأة كي أفعلها الآن ومع زوجتي .. لا ضړب ولا شتيمة .. سندا لها سأكون .. سأدعمها في كل خطوات حياتي وفي المقابل اريد منها ما هو واجب طبيعي لأي زوجة .. لا أريدها خاضعة مستسلمة ولكن أريدها ان تحترم مكانتي في حياتها وتستوعب طباعي .. تدعمني في عملي وتهتم بي كزوجة بحق وفي المقابل ستجد مني كل الرعاية والإهتمام .. 
أومأت مها برأسها ثم اكملت 
هناك شيء آخر .. ابنتي ستصبح زوجتك .. لن تكون هناك غيرها في حياتك بأي صفة كانت .. ابنتي لن ترضى بذلك وانا لن أرضى بذلك لها .. أتحدث عن الزواج الثاني حتى .. انت رجل مقتدر ماشاءالله .. النساء من حولك كثر .. ضع في بالك إن شمس لن تقبل يوما بمن تشاركها زوجها .. ربما تتعجب من كلامي لكنني أريد وضع النقاط على الحروف .. ابنتي ساكون زوجتك الوحيدة وطالما هي على ذمتك لن تكون هناك غيرها على ذمتك ايضا ..
لست مزواجا يا هانم .. كوني واثقة من ذلك .. وبالطبع من حقك ان تحددي كل هذا من الآن ..
منحته مها ابتسامة مقتضبة قبل أن تقول 
وأخيرا .. عائلتك .. لن أقبل بأي إهانة موجهة لهم لإبنتي .. سيعاملونها بما يرضي الله واذا أهانوها يوما فستتصرف انت معهم .. لن تقبل ابنتي بأي إهانة منهم وهي في المقابل ستعاملهم بما يرضي الله ..
تنهد قيصر وقال
تم نسخ الرابط