رواية سمر الفصول من 8-14
المحتويات
8
بمشفي القصر العيني ...
جلست وسام وسلمي أمام الطبيب المشرف علي حالة والدتهما ..
حاول كلاهما سبر اغواره لكن عقدة حاجبيه أنهت علي آخر الآمال لديهما
ابتلعت وسام ريقا كالعلقم حينما وضع الطبيب الملف جانبا وتطلع إليهم بشفقة فوضعهم المادي ظاهر للعيان لكن أولا وأخرا يلزم مواجهتم بالحقيقة
اعتدل بجلسته وأردف بجدية مخبيش عليكوا لازم تدخل جراحي وبسرعه كمان لازم عمليه لتحسين تدفق الډم لأن الكوليستيرول الدهون نسبته عاليا جدا فوق ما تتوقعوا وده أدى أن الشرايين التاجية تقفل ومعرفتش توصل الډم للقلب وده اللي مخليها في الحاله دي فأحنا لازم نوسع الشرايين لتحسين تدفق وسرعة الډم للقلب
وضعت سلمي رأسها بين راحه يدها باكية أما وسام فكانت جامدة بعض الشيء فما تعلمته من هذه الحياة كفيل بجعلها صامدة نظرت إلي الطبيب بأمل وهي تردف بارتباك ملحوظ طب ما نعمل العملية
ابتعلب وسام ريقها بمرارة وهي تسأله بتوجس طب والعملية تتكلف كام
وقد انقصم ظهر البعير
يعني في حدود 100 ألف
بتمام العاشرة
استيقظ عدي بعدما شعر بثقل كبير وضع علي صدره تثاءب بارهاق وهو يفتح عيناه بتعب ليجد ايثار مستنده بمرفقها علي صدره عيناها مغطاة بالدموع التي اختف بريق العسل منهما وجهها شاحب وشفتيها ترتعش وكأنها بكت لأعوام والهالات السواد اظهرت آن ليلتها كانت هواجس ستعمل علي اتساع الرقعة بينهما
عاجلت استفساره بأخر الدكتور قالك أني لازم أروح مصحة صح
والملف الموضع بجواره جعله يلعن ويسب بداخله كيف تلاها عنه هي بالتأكيد أدركت ما آلت إليه والفضل لدراستها لعلم النفس أربع سنوات حاول إخراج مبرر واحد فقط لكن الكلمات توقفت بحلقة ولسانه عجز أمام عيناها المنكسره
الانكسار القهر الۏجع الحزن
تمثلوا جميعا بكلمتان قالتهم بشفاه مرتعشة بابهامه رفع رأسها الناكس بخذي ولا يوجد أفضل من عناق يسحقها به حتي تشعر بها يجش بصدره بهذه اللحظة تحديدا
احتوي جسدها الشاحت مؤخرا لبضع دقائق ولو أمكن لبقي ما تبقي من عمره هكذا
ربت علي شعرها الكستاني بحنو وأردف بحزن عميق ديما بنتقولي أني هبعد عنك بس ماقولتيش ولامرة أنك هتبعدي
أغمض عيناه بۏجع وهمس هنتخطي كل حاجه سوا بس ثقي أني عمري ما هسيبك
.....................................
لماذا ټعذب نفسك بلا مبرر والحياة لن تتأخر عن القيام بهذه المهمة أفضل منك حين توجد الأسباب الحقيقية للتعاسة والعڈاب
بعد يوم مرهق عادت بيتها أثار الدموع ظاهرة بوضوح أضحت سلعة رخيصة والفضل كله لفقر تملكها .. دلفت منزلها بهدوء لتجد الظلام يعم تنفست براحة لا تريد مواجهة سلمي أثار الدموع في عيناها ستجعل الشك يقين
تسللت إلي غرفتها بخفوت .. دلفت بخطوات ثقيلة
أشعلت أضائة الغرفة الخاڤتة وألقت بثقل جسدها علي الفراش المتهالك تنظر إلي سقف الغرفة بتشتت متذكره العرض المبتذل
عرض بيع وشراء
أغمضت عيناها بقوة تمنع صوته الخبيث وهو يتسلل إلي خبايا عقلها انت خاېفة من إيه انت وحده متجوزة يعني مش هيأثر
ايظنها وضيعة مقابل المال سترضخ
ايظن جسدها مباح للمعتوهين
لقد ذهبت لآثاره عطفه ومع وعد قاطع للعمل لسنوات قادمة دون مقابل لكنها تفاجأت بوجه لم تراه يوما
اغمضت عيناها بيأس تترك العنان لمخيلتها التي تعيد ماحدث بأدق التفاصيل وكأن العالم أجمع اتفق علي تعذيبها
والمقابل ياوسام
صوته الأجش أخبرها بأن كلماته تقصد أشياء مخالفة تماما لطلبة المهذب .. فالتفتت له
لا تنكر خۏفها مرتسم بوضوح علي خلايا وجهها لكنها تماسكت بقناع مزيف وهي تردف بهدوء انت ليه بتتكلم بالأسلوب ده مش فهماك وأنا قلت لحضرتك أني هشتغل لحد ما اسددهم
اومأ برأسه إيجابا وهي يعتدل في جلسته .. وضع يده في جيب سترته وتقدم منها بهدوء ماكر يشبه هدوء الصياد
متجوزة وبكده اتخطينا حاجز كبير
كلام غريب ليس له موقع في موقف مثل هذا لكنه كان بداية حوار يظنه مربح لكلا الطرفين
صمت لبرهة
وتابع بهمس ثقيل بصي أنا راجل مش بيحب اللف والدوران من الأخر كده أنا عايزك والمبلغ اللي انت عايزاه ولو كنتي خاېفة فأحب اطمنك انت متجوزة يعني مفيش دليل ولو الوضع عجبك نكمل مع بعض هاه إيه رأيك
عند هذه النقطة تحديدا . انهالت صڤعة
متابعة القراءة