رواية فاطمة الجزء الاخير
المحتويات
لم يعنيه الأمر شيئا يتمثل الجمود والبرود ولكن هذا أفضل بكثير من ان يضعهم في خطړ جلي يلحق بهم أثر ما فعله والده بالماضي فكم من روح فارقت جسد صاحبها برصاصة غدر من سلاح جلبه والده جلب المۏت والدمار والخړاب لأهل بلدته كم من روح لاقت حتفها غدرا كم من أسرة هدمت وترملت نساءها وفقدت زهرة شبابها كم من أم مكلومة بكت نحيبا على فراق فلذة كبدها وزهرة عملها كم من طفلا تيتم وخسر سنده وأمانه في الحياة هذا حقا هو عدل الله فيما اقترفه والده من سكف دماء وارواح الأبرياء كما أيضا فعل بسړقة الأعضاء البشرية من فقير مكلوب غير قادر على الصړاخ والمطالبة بحقه كلما تذكر ما فعله والده تزرف عينيه دماء لا دمع ېنزف قلبه وجرحه غائرا لم يشفى منه ولا يدمي ابدا مهما حيي وفعل لن يكفر عن ما فعله والده هذا القلب الذي ينبض بصدره ليس من حقه ان ينبض بسعادة وان يفرح ويحب مثل باقي البشر وهو يعاقب نفسه بذلك ليس من حقه ان يعيش حياة سعيدة واخرين سلب والده حقهم في العيش بسلام وأمان وحرمهم كل متع الحياة يتقبل بعدها من أجل الٹأر والاڼتقام من نفسه لن يتحمل خسارتها يتحمل فراقها وبعدها خوفا منما لم يتحمل عليه قلبه بعد..
أخرجه من شرودة المعذب صوت طرقات أعلى باب مكتبه تنهد بعمق ثم صوب أنظاره ناحية الباب وأذن بالدخول لتدلف الفتاة وهي تتقدم بخطواتها ووالد زوجته يقف بجوارها قائلة بترحاب
أتفضل حضرتك سليم بيه في انتظارك
أهلا يا عمي الشركة نورت
طالعه فاروق بنظرة عتاب فهمها سليم ثم رد على ترحيبه بفتور
منوره بصاحبها
ازدر ريقه بصعوبه وقال مشيرا إليه بالجلوس
أتفضل ياعمي استريح تحب تشرب ايه
خرجت منه تنهيدة حاړقة وقال
اقعد يا بني هم كلمتين اللي جاي فيهم مش محتاج أضايف
استطرد الاخير حديثه قائلا
من غير لف ولا دوران انت عارف إن صريح معاك وقت لم جيت تطلب مني ايد بنتي حياة فاكر أنت أنا طلبت مهرها يكون أيه
ساد الصمت لدقيقة ثم عاد فاروق حديثه
لو ناسي هفكرك قولت محتاج مهر بنتي السعادة والفرحة مش تفارقها مطلوب منك ماتنزلش دمعة تكون أنت سببها
ليه يا بني مصونتش الأمانة اللي سلمتهالك وأنا على
ثقة تامة انك هتحفظها وتحافظ عليها هل بنتي قصرت في حقك هل ذنب بنتي أن السحر صابها
دي كانت محڼة وبلاء وكنت أولى الناس بالصبر على مراتك تقف جنبها تدعمها في مصابها خذلتها يا بني وجرحت كرامتها وكسرت قلبها ودوست عليه ولسه مكمل تدوس أسمع يا سليم انا مش جاي ارخص من بنتي أنا بنتي عندي ملكة واللي ما يقدرش يكون ليها ملك يبقى يسيبها ملكة متوجة في بيت ابوها وقلب ابوها اللي هيصونها ويساعها العمر كله
يا عمي أنا مااقدرش أخذل حياة كل ما في الأمر أن عاوز ابعدها عن البيت الفترة دي عشان سلامتها اقسم لحضرتك إن في وضع صعب من يوم الحاډث اللي حصل يوم عودتنا عمي انا بعتذر لحضرتك بس مش هقدر أوضح اسباب أكتر من كده وده عشان سلامة حياة
قال بوجه محتقن مثل الډماء
تبعد مراتك عنك عشان سلامتها باي حق تقول كده بص يا بني زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف
نهض فاروق عن مقعده استقام واقفا ينظر له بجمود
تطلقها يا بني والجواب باين من عنوانه أنت مش شريها أنت من الاول كنت محتاج ممرضة معاك في مرضك وتتحمل تعبك واخترت حياة عشان هي بنت أصول بس وخلاص بقيت بسم الله ماشاء واقف على رجلك ورجعت زي الاول مابقتش محتاج لممرضة تسلم يا ابن الأصول بنتي في بيتي ورقتها توصلها وانتهى الكلام ما بينا
غادر المكتب بلا غادر الشركة بأكملها بدماء تغلى في عروقه لم يتوقع منه الخذلان هو الآخر لذلك بتر كلماته بقلب غاضب ملتاع على أبنته صغيرته الرقيقة كعصفور الكناري الذي كان يكسو منزلهم بذقذقته ونغماته التي تنشد بأرق الألحان هكذا يكون مصيرها الا تستحق ل حياة أن تعيش الحياة..
الفصل الثالث عشر
هبطت الطائرة القادمة من مدينة نيويورك التي كانت على متن رحلتها للقدوم إلى القاهرة من أجل الحفاظ على سليم وعائلته بعدما اتتها أخبار باغتيالهم جميعا دون شفقة أو رحمة.
كان في انتظارها إحدى الضباط لتلك المهام الخاصة في أستقبالها بعدما تواصلت بما عرفته مع الشرطة المصرية..
أنهت أجراءات خروجها من المطار بسلاسة ثم سحبت متعلقاتها وجرت العربة أمامها وهي تتلفت حولها تترقب المتواجدون داخل صالة المطار من خلف نظارتها السوداء التي تغطي نصف وجهها.
تقدم الضابط من
متابعة القراءة