رواية نريمان الفصول من الاول للخامس
المحتويات
الفصل الأول
وقفت أمام المرآه تضع زينتها واثقة من ذاتها تدندن مع الأغنية التي تصدح من هاتفها لتجد الباب يفتح مرة واحدة وتدلف أمها بثوبها الأسود ذلك الذي يليق بالحداد سيدة خمسينية نحيفة كحيلة العيون أنفها دقيق سمراء البشرة تملك قدر من الوسامة هتفت بضيق وهي تسألها بحركة من يدها
لسة يابنتي مخلصتيش ..أبوكي خارب الدنيا تحت ..يلا اخلصي اتأخرنا.
خلاص ياماما أهو قربت اخلص الله.
وكأن وداد والدتها الآن فقط انتبهت لما ترتديه فضيقت عينيها بعدم رضا وصړخت فيها بصوت خفيض
أيه يا نانا ال انتي لابساه ده
زفرت نانا بضيق وقد رفعت عينيها الى السقف بضجر تعلم مسبقا القصيدة التي ستلقيها والدتها عليها بشأن ملابسها القصيرة ودرسها الدائم لها عن الحلال والحرام لتهمس بلا مبالاة وقد شرعت في تسوية شعرها
يابنتي ده لبس تلبيسه في عزا .
لم تبالي ناريمان لثورة أمها بل انتهت من زينتها واخفت عيونها السوداء خلف نظارتها الشمسية وتخللت شعرها باصابعها في حركة لتصفيفه ثم التفتت لوالدتها وهمست بلا مبالاة
أنا جاهزة.
قوست وداد فمها بعدم رضا تشيح بوجهها يمينا ويسار في قلة حيلة وقالت وهي تخرج من باب الحجرة
هزت نريمان كتفها بلا مبالاة ولحقت أمها بخطوات مدللة.
كان أبيها الحج خالد الذي مازال يحافظ على عادات بلدته وتمسكه باارتداء الجلباب البلدي وذلك الوشاح الذي يلقيه على كتفيه ذو شارب يقوي مظهره الصعيدي..واقف أمام السيارة في انتظارهم وما إن رآهما خاصة ابنته ناريمان حتى تجهم وجه واشتعلت عيناه پغضب.
هل ېصرخ فيها ويأمرها لكي تبدل ملابسها
هل يصفعها ويسبها ويؤمرها أن تعود لكي تبدل ملابسها
يعلم أنه لن يفعل وساعده على ذلك ضيق الوقت فقد كان لابد لهم أن يتحركوا سريعا حتى يحضر ډفنة أخيه فما كان منه الا أنه زفر بضيق وعدم رضا ثم فتح باب السيارة الأمامي وجلس بجوار السائق..أما ناريمان فأخفت بالكاد ابتسامة ثقة.. تعلم مسبقا أن أبيها لن يتخذ رد فعل حيالها ترجلت الى السيارة وقد أشاحت بوجهها تنظر للنافذة متحاشية نظرات أمها المتقدة وقد شعرت أنها بعد قليل سوف تهم بصفعها.
ايه القرف ده هو أنا اټجننت عشان آجي هنا في المكان المقرف ده..يععع وناس مقرفة هي كمان استغفر الله العظيم يارب امتى بقى نغور من هنا.
هكذا حدثت مما أثارات دهشة النساء اللاتي لاحظن غرورها وتكبرها فأخذوا يتهامسون فيما بينهم حتى ان وداد شعرت بالحرج من تصرف أبنتها الأرعن فهمست بجوار أذنها
ايه يابنتي ال عملاه ده نزلي رجلك ميصحش كده..ومال وشك باين عليه القرف.
فهمست ناريمان بضجر وقد فاضت بها حتى ان صوتها كاد يعلو
بقولك أيه ياماما سبيني في حالي..أنا مش طايقة نفسي اصلا وياريتني ما كنت جيت معاكم.
فزفرت وداد بقلة حيلة ودعت الله في سرها أن ينتهي هذا اليوم على خير.. خاصة بعد همس النسوة لبعضهم وقد عبرت وجوههم عن استيائهم من عنجهية ابنتها وتكبرها.
انتهى العزاء وانصراف المعزون وفي حجرة الضيوف جلس مالك وعمه خالد
متابعة القراءة