رواية روعة جامدة الفصول من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

الداخلى الذى يحاول التعامل معه ليأتى رفضها مزيدا من معاناته وعليه التعامل معه أيضا ومحاولة إنجاح تلك العلاقة المرفوضة من طرفيها وينتظر الجميع منه أن يفعل تذكر المرات التي حاول فيها التقرب منها أو الحديث إليها منذ أعلن والديهما زواجهما وتذكر أيضا كيف كانت ترفض بشدة أي تقارب منه.
تقدم ودخل للغرفة مرة أخرى وكانت أمه تطعمها وهى صامتة تماما دقائق وظهرت تلك المرأة مجددا وكأنها تقتنص فرصة لقلب الأجواء
_ ماتخافش يا عريس طلع شوية هبوط
نظر لها عثمان بحدة وعجز عن تحمل تلميحها المطوى بين الكلمات 
_ ومين قالك انى خاېف انا خۏفت عليها مش من اللى جرى لها
ابتسمت لتوشى ابتسامتها الحاقدة بما تطمره داخلها وهى تتابع التلاعب اللفظى
_ انا بطمنك يا بشمهندس أصل مش متعودين أن العروسة يغمى عليها فى فرحها
لم يفته ما تحاول القيام به لتتسع ابتسامته فتأد ابتسامتها 
_ انت بس مش متعودة تشوفى عروسة فى رقة سهى
تأكدت أن حربها خاسرة لتضع فوق الفراش ما تحمله من مستحضرات تجميل وتغادر الغرفة وتبعها هو دون أن يتوجه لها بكلمة أو نظرة.
لم تشعر بالحماس لدفاعه عنها طالما كان عثمان أول من يدافع عنها منذ بدأت رأسها تخزين الذكريات واستمر على ذلك لسنوات كان فيها نعم الأخ لها رغم أنها لم تكن له سوى خذلان متتابع.
فى خلال دقائق اكتفت من الطعام الذى يزج بين شفتيها لتبدأ هالة ترميم ما تلف من زينة وجهها ثم تطلب منه أن يدخل لصحبة عروسه ولم تنتظر هى دخوله بل تقدمت للخارج ليبتسم ويقدم لها ذراعه فتتقبله دون تفكير ويغادر الجميع نحو الاحتفال مجددا.
لم تحاول وأد تلك الابتسامة الزائفة ما بقى من الحفل ولم تكلف نفسها عناء تفحص الأوجه مرة أخرى فبعد ما استمعت إليه من حوار لا تثق بنوايا كل هؤلاء.
احتفظت بتلك الابتسامة على وجهها الذى جمدت قسماته وتوجه عقلها بحثا عن محسن حبيبها الذى وعدته بتحديد موعد مع أبيها لخطبتها ذلك اليوم ثم خطبت لابن عمها فى اليوم التالى.
لم تدع أي من زميلات دراستها لزفافها فهى لا تريد أن يصل الموعد له وهى لا تحب أن يحضر أي منهن هذا الزفاف المشئوم. لقد سحبت أمها هاتفها فعجزت عن الاتصال به وإخباره بما حدث معها وفقد هو أيضا أي وسيلة للتواصل معها فهى لم تعلمه بمحل إقامتها ولا يعرفه سوى وفاء زميلتها التى تسكن بنفس الحى لكنها شددت عليها لعدم الإفصاح عن مقر سكنها ورغم ذلك جاءتها وفاء منذ عدة أيام تحمل لها أخبار بحث محسن عنها ومحاولته الوصول لها عبر العنوان المسجل بالجامعة ولحسن حظها كان هذا عنوانها القديم هو لا يبعد عن بيتها غير عدة شوارع لكنها كافية تماما لعدم وصوله لها.
أحاطت بها فتيات الحى يعبرن عن سعادتهن التى تتطابق مع كل زفاف لتبالغ فى رسم ابتسامتها لعلها تخفى دموعها .
عودة للوراء
جلست وفاء فوق الفراش الذى تتوسطه تضم ساقيها لصدرها بعد فشلها التام في التفاهم مع أبيها الذى يقاطع حديثه معها أو أمها التى تبدلت لأخرى
_ طب خدى كلميه من موبايلى كان لازم قبل ما تفتحى صفحة جديدة تقفلى القديمة يا سهى انت كده بتخاطرى بجوازتك دى وابن عمك مالوش ذنب تتجوزيه وانت قلبك متعلق بواحد تانى
رفعت عينيها لها وهى محيطة بالفعل بكل هذا لكن ما حيلتها وقد حرمت من الهاتف ومن مغادرة المنزل أيضا أمسكت هاتف وفاء وطلبت رقم محسن الذى أجابت لهفته عنه
_ ايوه يا وفاء
ابتلعت تلك الغصة المؤلمة وجاهدت لتتحدث بضعف 
_ ازيك يا محسن
صمت طال لدقيقة كاملة وهى لا تسمع سوى ثورة أنفاسه الدالة عن مدى انفعاله قبل أن يخرج صوته مشوشا
_ انت كويسة
تعلم أنها لا تملك وقتا طويلا لمبادلته أخبارها هناك خبر واحد عليها إلقائه به ثم عليها أن تطوى صفحة قلبها واختيارها وتتقبل حياتها الواقعية عليها أن ټدفن أحلامها التى رسمتها معه وټدفن معها إمكانية متابعة الحلم مرة أخرى تنفست بعمق وقالت
_ انا هتجوز ابن عمى
جملة لم يتبعها صمت كما توقعت بل وابل من الاټهامات والتساؤلات
_ علشان كده قافلة موبايلك وبتتهربى منى وأحلامنا وحبنا قدرتى تستغنى عنهم لو هو جاهز انا جاهز اكتر منه واتقدم لك النهاردة مش بكرة! ولا انت بتحبيه وكنت بتلعبى بيا اتكلمى
_ محسن من فضلك ماتحاولش تبعت لى تانى انا خلاص هتجوز و
_ خاېنة
انطلقت كلمته عبر الأثير لتخترق قلبها وأذنيها أيضا معا لتبعد الهاتف مع تتابع صراخه وتنهى المكالمة وهى ټدفن وجهها باكية لحظة واحدة وأعاد الاتصال لتطلب منه وفاء إنهاء المحادثة حاليا. 
غادرت وفاء ذلك اليوم وهى تتهمها بالتخاذل والضعف لكنها كانت قد تعدت مرحلة التراجع .
شعرت بكفه يحيط كفها ينهى تدفق الذكريات لتنظر نحوه فتكتشف انتهاء الحفل فتنهض متعلقة بذراعه مرة أخرى ليتجها نحو المنزل وهى داخليا تشكر له تمسكه بالخصوصية التى ابعدت شقتها بضع
تم نسخ الرابط