رواية روعة جامدة الفصول من الاول للخامس
المحتويات
لك عالية
تأففت الصغيرة لكنها استجابت فأمها لن تستمع إليها وهى تهرول بهذا الشكل.
هبطت هنية الدرجات بفزع يزداد مع رؤية التجمهر أمام شقة اختها ويزيد فزعها مع تهرب الجميع من النظر إليها لتخترق الجمع فى لحظة بصدر لاهث لتجد صبرى يغادر الغرفة
_ فى إيه يا صبرى خيرى ماله
_ شدى حيلك يا مرات أخويا
اتسعت عينا هنية ونظرت إليه مستنكرة ما يقول للحظة قبل أن تدفعه عن الباب وتدخل الغرفة لتجد زوجها وابن عمها الذى طالما كان رفيقا لحياتها يتخلى عن المتابعة ولم يعد مؤازرا لها رأته جسدا مسجيا فوق الفراش وقد طمرت ملامحه بدثار ابيض
سحبت قدميها نحو الجسد لتجلس بالقرب منه وترفع الدثار عن وجهه لترى استكانة ملامحه
_ رد عليا يا خيرى رد عليا يابن عمى يا سندى وقوتى يا عمرى كله يا خيرى
لم تمانع دموعها التى تنعى رفيق العمر ولم يمانع عثمان أيضا دموعه التى ترثى عمه ووالده الثانى . اقترب منهما حين ضمت الجسد إلى صدرها وزاد بكاءها لبسحبها برفق
_ هو بيرتاح في يا عثمان حتى أسأله
_ معلش حبيبتي سيبيه علشان خاطرى
بدأ يفك ذراعيها من حول الچثمان ويسحبها برفق حتى الباب ليسلمها لأمه التى تلقت اختها الكبرى بين ضلوعها وهى تشعر بما تعانيه من ألم لا يحتمل .
عاد صبرى للغرفة وكان عثمان لايزال يقف قرب الفراش
_ اقولها خبر زى ده ازاى بس !
_ أمر الله يابنى روح ربنا معاك وماتتأخرش عليا
اتجه للخارج تتلقاه الأيدى التى يعلن أصحابها عزاءهم وحزنهم ظل بين الأكف المواسية حتى وصل للمنزل الذى لاتزال اضواء الاحتفال تكلل واجهته .
وقف أمام الباب ليكتشف أنه لم يحمل المفتاح أثناء مغادرته ليطرق الباب برفق وكأنه يخشى أن يفزعها فما يحمله لها يكفيها.
_ مين
_ افتحى يا سهى
فتحت الباب فور سماع صوته وعجزت عن كبت فضول نظراتها التى تتساءل عن سبب مغادرته لكنها تراجعت عن مهاجمته التى انتوت عليها لتعلق عينيه بها بهذا الألم بدأت أفكارها تتلاعب بها عن سبب هذا الألم الذى يطل من عينيه لا يمكنها أن تخطئ نظرات عثمان إنها تحفظه ككف يدها حقا رأت منه ليلة أمس وجها شرسا لكنه يظل عثمان
لم يجب بل حث خطواته نحوها ليجذبها نحو صدره المټألم لأسباب تتكاثر فهو في هذه اللحظة لا يرى زوجته بل يرى سهى أخته وقد فقدا سويا الأب
انطوت شهقتها الفزعة بين احتراق صدره وسكنت لحظة بفعل الصدمة قبل أن تبدأ محاولة التحرر من ضمته التى لم تجد نفعا مع تشبثه بها .
حررها بعد أن ألقى جملته لتتشبث هى به
_ سوداء ليه يا عثمان حصل ايه رد عليا
_ ماكنش ابوكى لوحدك كان ابويا انا كمان
شهقت وابتعدت عنه وقد تجمدت نظراتها فوق ملامحه المټألمة وهى لا ترى سوى ما حدث بينهما منذ ليلة أمس تعديه عليها تهديده لها وعيده واحتقاره لها
_ قولت له إيه عنى
التقى حاجبيه فى استنكار واضح ولم تمنحه فرصة للدفاع عن نفسه وتابعت مهاجمته
_ انت كده ارتحت لما قټلته اخدت تارك منى كده
_ انت بتقولى إيه
لم تلتفت إلى اعتراضه وتابع قلبها الجريح طرح كل اللوم على عاتقه وحده وكأن الفقيد لم يكن له أبا قبلها
_ مش هسامحك يا عثمان طول عمرى لو فاكر نفسك كده راجل واخدت حقك تبقى غبى زى ما طول عمرك غبى انا عمرى ما هكون ليك ودم ابويا هيفضل بنا طول العمر
اتجه نحوها ليجذبها من ذراعها بحدة مؤلمة
_ انت الصدمة لطشت دماغك ولا إيه لو مش عارفة عثمان للدرجة دى يبقى ماتستاهليش تبقى على أسمى وانا لو قادر اخد حقى منك كنت رميتك في الشارع امبارح لكن انت عرضى .. انا مش هحاسبك دلوقتى علشان الصدمة بس لكن بعدين لينا حساب طويل اوى انجرى غيرى هدومك
دفعها حتى كادت تسقط أرضا ليختل تماسكه لوهلة وكاد أن يلحق بها إلا أنها ركضت إلى الغرفة وهو مضطر للتوجه لنفس الغرفة التى تحوى ملابسه أيضا.
ألقت عباءتها أرضا ووقفت أمام الخزانة بتخبط حين اقتحم الباب لكنها لم تفزع فما تعانيه من حزن يتخطى الفزع لرؤيته لها بهذه الهيئة اتجه نحو الجانب الخاص به وفتحه ليلتقط ملابسه وهى لازالت تنظر للخزانة بتخبط .
ضاق صدره لما اعتراه من اهتزاز لرؤيتها بهذا الوضع ليتجه نحوها ويتفحص ما تنظر إليه ليخرج عباءة سوداء يقدمها لها برفق لا يتناسب مع الثورة داخله ولا مع ما حدث منذ لحظات
_ البسى دى
وغادر الغرفة ليبدل ملابسه في أي مكان بعيدا عن تلك الرجفة التى سكنت صدره .
تحلى بالصبر وجلس قبالة الباب ينتظر أن تخرج إليه وحين فعلت لم يملك سوى أن يسرع إليها ليدعم
متابعة القراءة