رواية روعة جامدة الفصول من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

لم تره منذ ساعات أيضا ومع توافد النساء تباعا ستكن رؤيته صعبة بالفعل.
غاب عثمان أيضا منذ ساعات وهى تتمنى أن تختلى به مجددا لتصب عليه جم حزنها وڠضبها فما تسمعه من روايات النسوة عن ۏفاة أبيها المفاجئة يضعه مرة أخرى في خانة الإتهام الذى نفاه عن نفسه صباحا لكنها لا ترى تفسيرا آخر أو لا تريد أن تفعل.
...............
جلس عثمان داخل السرادق الذى شيده بنفسه لتلقى عزاء عمه بعقل شارد فما اتهمته به صباحا يتخطى قدرته على التحمل ولا يصدق أنها تراه قاټلا بالفعل.
توقفت أمام السرادق سيارة فخمة وضخمة أيضا يمكنه تتميز أنها ليست لأحد معارفه بسهولة وترجل عنها شاب بالغ في إظهار ثروته من ملابسه رغم أن سيارته كافية تماما لذلك ومن الجانب الآخر ترجلت فتاة لا تنتمى لهذه السيارة بالطبع.
تقدما من السرادق ليقف عثمان مشيرا لها 
_ اتفضلى الستات في البيت
اومأت بتفهم ليتحدث هذا الشاب فورا متحديا كل الأعراف
_ انا جاى اعزى سهى هى فين
ارتفع حاجب عثمان الأيمن بتحدى واضح وهو يعقد ذراعيه متسائلا
_ وانت تعرف سهى منين
توقفت وفاء مع تشاحن الأجواء الواضح لكن محسن بالغ في بروده متعمدا
_ كنا أصحاب في الجامعة
_ أصحاب!!!
ظهر التعجب طامرا الڠضب بلهجة عثمان الذى تابع وهو يقترب متفحصا محسن 
_ شكلك اكبر من سهى وماعندناش حاجة اسمها كنا أصحاب
_ ممكن اعرف انت بتسأل بصفتك إيه من الأساس
_ انا جوزها
ألقى محسن تساؤله وهو يتمنى ألا يسمع تلك الإجابة التى ألقاه بها عثمان لتصيب قلبه مباشرة فها هو يقف أمام غريمه وجها لوجه وقد أصبح لذلك الغريب حقوقا لم يملكها هو.
جمع قبضته ودسها بجيبه وهو يطالعه بنظرات قوية وكأنه يبحث عن سبب لتفضيلها هذا عليه لكنه لا يبدو له مميزا في أي شيء.
اقتربت وفاء فورا منهما وهما يقفان متقابلين ينظر كل منهما للآخر بتحدى لا يليق بالموقف 
_ إحنا فعلا زملاء سهى من الجامعة انا دفعتها ومحسن اكبر مننا بس لما عرف الخبر حب يعزى سهى اظن مافيهاش حاجة لما نعزى زميلة لينا والموقف دلوقتى مايحتملش وقفتكم دى ولا أي كلام تانى إحنا جايين نعزى وهنمشى
نظر لها عثمان نظرة جانبية حادة أغضبت محسن فهو يستخف بهما بشدة لكن عثمان أشار لها مع ضبط غضبه 
_ اتفضلى الستات في البيت والرجالة في الصوان حضرتك من أي نوع
كلماته تحمل تهكم يرفضه محسن لكنه لم يأت ليتشاجر أو يثير الفوضى لقد جاء فقط لتراه يتابع دونها وسيعمل أن تظل رؤيتها له 
_ اتفضلى انت يا وفاء وانا هقعد مع الرجالة وابقى اسلم على سهى وانا ماشى
ظلت مكانها حتى رأته يتقدم داخل السرادق متجاهلا عثمان بتعمد واضح لتزفر بضيق وتتجه نحو المنزل .
....................
دخلت وفاء تستطلع الأوجه بتوتر فهى غير معتادة على مواجهة مثل هذه المواقف وحدها نظرت حولها بتيه حتى استقرت عينيها على وجه مألوف رغم شحوبه لتقترب من سهى وهى لا تصدق أن هذه الفتاة فى العباءة السوداء هى سهى نفسها التى كانت أناقتها مثال تحتذى به الفتيات.
_ سهى
همست وفاء لتلفت انتباهها فترفع رأسها إليها فتتدفق الشفقة إلى قلبها فور رؤية عينيها الذابلة حاولت سهى أن تستقيم لتوقفها وفاء
_ خليكى مرتاحة البقاء لله يا سهى ربنا يرحمه انا أول ما عرفت جيت علطول 
_ ونعم بالله يا وفاء اتفضلى
جلست وفاء بالقرب منها وهى لا تدرى كيف تخبرها عن وجود محسن ولا كيف سيراها محسن بهذه الصورة المزرية
ساد الصمت لدقائق وسهى لم ترفع رأسها مجددا يتقدم منها النساء فيبدين حزنهن ويغادرن دون رد فعل منها يظهر أنها أدركت تواجدهن.
اقتربت منها وفاء حثيثا واحنت رأسها لتصل لمستواها فتهمس بتوتر 
_ سهى في حاجة لازم تعرفيها محسن برة وقابل جوزك وقالوا انكم أصحاب من الجامعة
نظرت لها سهى نظرات فارغة لا تحمل خوف زوجة من زوجها سمع هذه الكلمات من آخر لتتابع وفاء بنفس النبرة
_ هو جاى يعزيكى بس جوزك صمم يقعد مع الرجالة برة .
عادت سهى للصمت وكأنها تقلب الصورة برأسها جيدا قبل أن تقرر التصرف الملائم ولم يطل صمتها سوى لعدة دقائق وهى تعلن العصيان والتمرد على واقعها وعلى عثمان أيضا فتستقيم واقفة لتقف وفاء أيضا بتوتر
_ رايحة فين يا سهى
تساءلت هالة بتوتر وقلق لكن صوت سهى جاء هادئا جدآ
_ زمايلى من الجامعة جايين يعزونى هسلم عليهم يا خالتى وراجعة.
وتقدمت تتبعها وفاء بتخوف من تصرفها الذى لن يؤذى سواها لتحاول إيقافها 
_ سهى بلاش تهور فكرى كويس.
..................
تعمد محسن بجلسته أن يكون مقابلا لعثمان الذى يعقد ذراعيه فيظهر للآخر قوته العضلية النابعة من مهنته الشاقة وكل منهما ينظر للآخر مقيما له يراه محسن رجلا عاديا ولا يبدو له ذو مال أو سلطة تدفع سهى للتخلى عنه كما أن خشونة كفيه تنبأ بأنه حرفى كادح لا يليق أبدا بفتاة رقيقة مثلها ترى هل أرغمت على الزواج منه لكونه ابن عمها
تم نسخ الرابط