رواية روعة جامدة الفصول من الاول للخامس
المحتويات
أمها لقسۏة إن علمت برفضها لعثمان الذى يبدو أن الجميع يتغير إذا تعلق الأمر به
تهدجت أنفاسها وكأنها تود أن تفر من صدرها للأبد وهى تسمع أبيها وهو يزوجها من الشخص الذى طالما رفضته وهى عاجزة عن الرفض أو البوح بهذا الرفض على مرأى ومسمع من الجميع .
صوت عثمان وهو يردد ما يمليه عليه المأذون وأبيها الذى تتخلل السعادة نبرته كانا كقبضة تضغط بقوة فوق صدرها مسببة لها اختناقا شديدا.
غامت عينيها مع جملة المأذون الأخيرة ومع إنطلاق أول عيار ڼاري يعلن عن نهاية العقد فقدت وعيها لتسقط عن المقعد وتعم الفوضى فى لحظة.
بالكاد وقف عثمان وأوشك أصدقاءه على التجمع حوله مرة أخرى حين لمحها تسقط أرضا لينتفض راكضا نحوها وقد احتل الفزع صدره دون أن يحاول مقاومته اقترب وقد احاط بها عدد من النسوة يتملك بعضهن الفزع وتتراقص الشماتة فوق أوجه البعض الآخر لينهرهن جميعا
مع صوته ارتفعت له النظرات لينحنى هو مهملا فضولهن ويحملها عن الأرض بينما يتقدم أحد الحاضرين ولم يكن سوى طبيبا دعاه عمه لصداقة بينهما لحق به متسائلا بتطوع
_ هى عندها سكر ولا حاجة
هز رأسه نفيا بفزع واضح وعدم تركيز ملحوظ ليشير له الطبيب
_ طلعها فوق نطمن عليها
كانت شقة أبيه الأقرب ليتجه نحو غرفته سطحها فوق الفراش لتسرع أمها وأمه تحيطانها ويدخل الطبيب من الباب الذى عبره هو مغادرا الغرفة.
بدأ الطبيب بفحص نبضها ليلاحظ ضعفه فورا فيرى أن الأمر لا يتعدى الإرهاق فيتساءل
_ ماكالتش من الصبح يا دكتور
_ لا مفيش حاجة تخوف ده شوية هبوط اعملوا لها عصير ولا حاجة وانا هفوقها
اندفعت هالة للخارج بينما بدأ الطبيب إفاقتها وسرعان ما استجابت ليبتسم لها
_ ألف سلامة يا عروسة خلى بالك من اكلك شوية
نهض مبتعدا ثم اتجه للخارج لتقترب أمها منها فور مغادرته وقد تبدلت ملامح وجهها مرة أخرى
_ خاېفة من الناس يا ماما ومش خاېفة عليا
لم يفلح الإحباط بنبرة صوتها فى ترقيق قلب أمها الذى لا تعلم متى غلفته القسۏة بهذه القوة وهى تنهرها مجددا
_ الأولى انت اللى تخافى على سمعة ابوكى وعمك عثمان لو مش ابن عمك دلوقتى كان زمانه واقف بيحاسبك هو كشف الدكتور على عروسة ليلة فرحها حاجة سهلة فى حتتنا
_ كده بردو يا سهى تخضينا عليكى أشربى يا بنتى وكلى علشان تقفى على رجليك.
وضعت تلك المرأة أمامها الطعام وهى تبالغ في التبسم ليظهر زيف مشاعرها بينما تعترض سهى
_ ماليش نفس يا خالتى
تطوعت تلك المرأة لإبداء الرأي وهى فى الواقع تحاول دفع سهى للبوح بسبب هذه الوعكة غير المتوقعة بل وتقرر أيضا بعض ما بدأت الألسنة تتلقفه
_ انت قرفانة من الأكل ولا إيه ده أكل الطباخ
تبادلت هنية وهالة النظرات وقد فهمتا تماما ما تشير إليه تعجبت هالة صمت شقيقتها وعدم الدفاع عن العروس لتقوم بقطع جزء من اللحم ودسه بين شفتى سهى بالقوة
_ وهتقرف من ايه يا حبيبتي البت تعبانة من تجهيزات الفرح نقطينا بسكاتك.
أصدرت شفتيها صوتا يدل عن التهكم وهى تعلن عدم الاقتناع بهذا السبب
_ هى لحقت تتعب
عادت هالة تنظر لصمت شقيقتها الكبرى پصدمة وحيرة لكنها وقفت ونظرت لتلك المرأة بتأهب وهى تغير مجرى الحديث الذى سيصل لطريق يزيد من سوء الوضع للعروس وسوء الظن للحضور
_ ماتجيبى ياختى شوية ميكب نصلح مكياچها بعد ما تاكل علشان ننزل نكمل الفرح ولا هنفضل كلنا نتفرج عليها كده!
تبدلت ملامح المرأة بود يعبر عن سعادة وإن كانت زائفة فهى كافية ثم غادرت فورا لتنظر هالة نحو سهى وتبرر لها وهى بالواقع تبرر لنفسها بصوت مسموع
_ غيرانة طبعا كانت عاوزة عثمان لبنتها كلى يا سهى
وعادت تجلس مكتفية بهذا التبرير فهى يمكنها أن تشك فى رؤية عينيها ولا يمكن أن ترى ابنة اختها بغير الصورة الكاملة بدأت تطعم سهى التى رضخت تتقبل ما تضعه فى فمها دون أن تتذوق له طعما وتبتلعه بمعاناة أيضا فعليها إتمام دور العروس حتى نهاية الليلة.
رغم توقف الموسيقى لم تتوقف الألسن وزاد الصخب بين الحضور ما بين شامت ومشفق حتى ظهر خيرى وصبرى الذى طلب بمتابعة الإحتفال على أن يوافيهم العروسين بعد دقائق.
....................
جلس عثمان ينظر للباب الذى ترقد خلفه وعقله يخبره أنها ترفضه وهذا أمر عليه التعامل معه وكأنه لا يكفيه رفضه
متابعة القراءة