رواية روعة جامدة الفصول من الاول للخامس
المحتويات
فى النوم
شعر خيرى بالراحة وابتسم بهدوء وقد تنحت هواجسه جانبا
_ ولا يهمك يابنى نوم الهنا والعافية انا بس بطمن على سهى خالتك قالت ماشافتهاش
_ كويسة يا عمى الحمدلله تحب تكلمها
_ ايوه بس الأول عاوز اقولك حاجة ماتخليهاش تسمع
_ خير يا عمى فى ايه
_ خلى بالك من سهى يا عثمان انا طول عمرى مدلعها انت عارف اتحملها شوية يابنى علشان خاطرى وانا مطمن عليها معاك
....................
شعر بالقلق من حديث عمه لكنه يقدر مخاوفه فقد شهد على دلاله لسهى لسنوات طويلة ظلت فيها وحيدته والفتاة الوحيدة للعائلة لذا زاد هذا من تدلل سهى .
اتجه نحو الغرفة واقتحمها بلا تفكير فهو لن يسمح للهواجس أن تسكن قلب عمه
_ سهى هتكلمك يا عمى
قدم لها الهاتف دون أن يهتم لتلك الرجفة التى يراها وهى تمسك الهاتف وتحاول أن تبدو متماسكة
ظل مكانه يراقبها أثناء المحادثة حتى انهتها ليجذب هاتفه بحدة ويغادر بصمت مكتفيا وقلبه بالفعل أصبح يرفض رؤيتها.
.....................
شعر خيرى بالراحة بعد المحادثة وتأكد أن عثمان سيظل كما هو ابنه الذى يمكنه الإعتماد عليه للأبد توجه لغرفته ليحصل هو أيضا على قسط من الراحة بعد أيام مرت طويلة منذ أعلنت سهى رفضها الذي يبدو لها أنها لم تعد تتمسك به.
.......................
لم تكن نومته مريحة أيضا بل راودته الكوابيس عن فرار سهى منه مع ظهور مجهول يخفيها خلفه فينتفض متلفتا حوله بفزع ويتأكد أن باب الغرفة كما تركه هو ثم يعود لغفوته .
_ ايوه يا بابا
_ إلحقنى يابنى عمك ماټ
رجفة باردة سرت ببدنه لتتصاعد حرارة شديدة برأسه حتى جحظت عينيه فزعا
قاطعه صبرى وهو نفسه يعجز عن التصديق رغم جثمان خيرى الذى يضمه لصدره
_ ماټ وأحنا بنصلى يا عثمان تعالى لى الجامع بسرعة
ألقى الهاتف بلا تفكير وهو يتلفت حوله ودون أن يفكر في أي شيء اتجه فورا للخارج لتتسارع خطواته التى تعبر عن المصېبة التى يضيق بها صدره .
وجد تجمهر من الرجال أمام المسجد ليقتحمه ركضا فيجد أبيه يضم عمه إلى صدره ويبكى بينما يحاول الحضور مواساته لتصل إلى مسامعه بعض مما حدث
_ دى حسن الخاتمة ماټ وهو ساجد ربنا يرحمه
_ دى بنته كان فرحها امبارح لا حول ولا قوة إلا بالله
جثى بجوار أبيه وعينيه لا تصدق المشهد الذى يراه
_ بابا انت قاعد كده ليه يلا نشوف دكتور
نهره صوت غريب مترفقا بصډمته
_ وحد الله يا عثمان انت المفروض تسند ابوك
انحنى عثمان يدفن وجهه بين كفيه وهو يهز رأسه رفضا عدة مرات لكن حين رفع رأسه مرة أخرى استعاد منطقية تفكيره ورباطة جأشه ليسحب عمه عن صدر أبيه برفق
_ بابا يلا نروح
تجمع بعض الشباب فورا استعدادا لحمل خيرى ودعم صبرى الذى لا تقوى ساقيه على حمله نفس الطريق الذى اتخذه ليلا موكب العرس يتخذه بعد ساعات نفس الأشخاص في موكب من الحزن الذى يغلف قلوب الجميع.
وضع عمه بنفس الفراش الذى وضعها فيه ليلا وما هي إلا لحظات حتى دخل الطبيب مهرولا
_ برة يا جماعة من فضلكم ماينفعش كده
بدأ توقيع الكشف على خيرى الذى رافقه منذ ساعات وغلفت ضحكاته الجلسة لكنه طبيب ويعلم جيدا أن الأجل قضاء لا راد له رفع وجهه إلى صبرى وعثمان الذى قرأ رد فعله وينتظر قلبه الكلمات التي ستشقه نصفين
_ البقاء لله
ركضت هالة للدور العلوى تبحث عن شقيقتها التى كانت نائمة لتقف أمامها ولا تدرى ما يمكنها فعله لټقتحم الصغيرة سارة الغرفة متسائلة
_ خالتو بابا جه عندكم تحت نزل يصلى وماسابش مصروفى خلاص هنزل اخد منه
كانت هالة تنظر لها ولا تجد كلمات تجيبها بها حتى تحركت مغادرة لتصرخ هالة
_ لا يا سارة ماتنزليش
رفعت هنية رأسها عن الوسادة بتأفف لهذا الازعاج
_ خليها تنزل يا هالة انا دماغى واجعنى
_ اصل صبرى تعبان شوية
انتفضت هنية جالسة فى غمضة عين متناسية الألم الذى تعانيه
_ تعبان ليه كفى الله الشړ! ده كان زى الفل الصبح
_ اهو تعب شوية وهو بيصلى وجه تحت علشان السلم
قفزت هنية عن الفراش رغم أنها تعانى ألم بالمفاصل إلا أن قلبها يدفعها للأسفل لرؤيته والتأكد مما يعانيه وعقلها يطرح عشرات الاحتمالات ربما عاوده ارتفاع ضغط الډم لطالما كان مهملا في حق نفسه ستوبخه كثيرا لاحقا.
أشارت إلى سارة بكفها
_ روحى اوضتك يا سارة وهبعت
متابعة القراءة