رواية روعة جامدة الفصول من الاول للخامس
المحتويات
سهى كويسة وفيها حاجات حلوة كتير على قد ما هى مش راضية عن حياتها ولا عاجبها حاجة ولا بيملى عينها الخير. سهى جت لنا على شوقة يا خيرى واحنا دلعناها لحد مابقناش عاجبينها وياما قولت لك اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعة وعشرين بس انت حنين زيادة عن اللزوم
تلك اللهجة المنكسرة التى تخرج بها كلمات هنية تصل لصدر خيرى الذى لم يكن يرضا عن شدتها على سهى لكنه يظن حاليا أنها كانت محقة .
انجبت سهى ولم يكن كونها فتاة له أى تأثير على سعادته بقدومها فوفر لها كل سبل الراحة خاصة أنها ظلت ابنتهما الوحيدة لسنوات عديدة.
_ مالك يا خيرى روحت فين
هز رأسه نفيا وهو يتقدم داخل المطبخ بلا تردد
_ هروح فين هنا اهو تعالى اساعدك علشان تخلصى زمانك تعبتى من الوقفة.
لم تعترض على مساعدته فهذا ما اعتادته منه الرأفة واللين فى كافة حياتهما الزوجية التى طالت والتى كانت خلالها صاحبة السيطرة الأعلى .
________
رغم أنه لم يحصل على لحظة واحدة من الراحة يرفض أن يستجيب لوهن بدنه الذي يدعوه إليها ففى أي لحظة قد تأتى أمه أو خالته بينما ابنة عمه التى أصبحت له زوجة أو أصبحت له هما وخذلانا لم تظهر منذ ساعتين أو أكثر وحتى هذه اللحظة لا يعرف كيف سيواجه خالته أو عمه وقد ترعرع بينهما كأنهما أم وأب له ويفضل المۏت على أن يرى الانكسار يخيم على ملامح أحدهما وما أقدمت عليه سهى بالأمس لمنعه عنها لن يجلب الانكسار فقط بل سيجلب المزيد.
لا لا يصدق أن عمه يرضى له ذلك.
اتجهت عينيه إلى الباب الذى عبرته أصوات الزغاريد ليعلم أن خالته على وشك طرقه لذا نهض بتثاقل محاولا نزع كل المشاعر السلبية التي تخيم على ملامحه.
فتح الباب مستقبلا
_ يادى النور
هللت هنية وهالة لرؤيته مبتسما رغم ارهاقه الواضح
اعترضت هنية بدلال
_ لا يا هالة عثمان دلوقتى ملكية مشتركة
_ كده بردو يا هنية ما هو طول عمره ابنك اصلا ولا انت هتعملى حما دلوقتى
_ انا اعمل حما على عثمان ده ابن قلبى اوعى كده بالعند فيكى انا الأول
حاول عثمان مع ضمته لها أن يخفف من تشنجه البدنى إلا أنها شعرت به فورا لتتساءل بقلق
_ سلامتك يا خالتى انا كويس الحمدلله بس مانمتش كويس
وكزتها هالة وهى تضحك
_ اهو بيطردنا ياختى مبسوطة
_ مش قصدى يا ماما والله
اشاحت هالة بكفها وهى تتجه نحو غرفة النوم مدعية الڠضب
_ لا خليك مع خالتك بقا انا داخلة لبنتى
تبعتها عينا عثمان بقلق بينما جذبت هنية كفه واتجهت نحو الأريكة ليترك قيادة خطواته لها حتى جلست لتتساءل فورا
_ حصل ايه يا عثمان سهى ...
لم يتحمل نظرات الفزع تحتل وجه خالته ليقاطعها فورا
_ سهى زى الفل يا خالتى ماتقلقيش انا بس مانمتش ومرهق شوية
_ طمنت قلبى ربنا يطمن قلبك خلاص انا هاخد هالة ونروح وانت ادخل نام وارتاح .. يا هااالة يلا خلينا نمشى.
ظهور أمه بهذا الوجه المبتسم رسم على وجهه ابتسامة متهكمة نكس رأسه ليخفيها عنهما كان واثقا أنها ستجبن من إخبار أحد عما أخبرته ورغم أنه أيضا ما كان ليخبر أحد لكن الوضع بينه وبينها مختلف للغاية هو ېخاف عليهم من الخذلان أما هى فتخاف على هذا الحبيب المزعوم.
لحظات وغادرت أمه وخالته ليجد نفسه مرة أخرى معها خلف باب مغلق وبينهما باب مغلق أيضا
عاد للاريكة وقد بلغ الإجهاد منه مبلغا دفعه للاستسلام ليتسطح متمنيا الحصول على بعض الراحة لحظات لم تطل وجذبته غفوة لم تطل أيضا فقد افزعه رنين هاتفه لينتفض يتلفت حوله بفزع شاعر بتخبط شديد.
.................
عادت هنية للمنزل وهى تشعر براحة كبيرة واسرعت إلى غرفتها حيث ينتظر خيرى عودتها وما إن عبرت الباب حتى تساءل بلهفة
_ طمنينى يا هنية
_ الحمدلله يا خيرى عثمان طمنى
_ وسهى شوفتيها حلوة ومبسوطة
_ والله ماشوفتها عثمان كان تعبان اوى من قلة النوم اصلهم ماناموش طول الليل
علت ضحكات هنية التى تعبر عن سعادتها ظنا أن طول السهر حمل معه التنعم لكن قلب خيرى يرجف بين اضلعه يريد أن يتأكد أن ابنته بخير سحب هاتفه وغادر الغرفة لينأى بنفسه ويطلب رقم عثمان بلا تردد طال انتظاره حتى كاد الرنين أن ينقطع ليأتيه صوت عثمان المرهق
_ ايوه يا عمى معلش يا حبيبي عينى راحت
متابعة القراءة