رواية روعة جامدة الفصول من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

انا شايفها اختى اتجوزها ازاى بس
تهكمت ملامح صبرى فهو أيضا لا يرى هذا سببا لرفض ابنة عمه
_ انت عارف عمك ماخلفش صبيان وكل أمله عليك تستر بنته وتراعى مالها هى واختها الصغيرة سيبك من حكاية اختك وكلام العيال الصغيرة ده وجهز نفسك علشان تتجوزها.
وقبل أن يحصل على فرصة للحديث دار أبيه مغادرا لينظر فى اتجاه الفتاتين ويحمد الله أنهما غادرتا قبل هذا الحوار من محاسن اخلاق أبيه عدم التحدث بوجود الصغار .
أفاق من ذكرياته على أكف تتجمع حول ذراعه لتسحبه من مقعده فيبتسم لأصدقائه الذين يعبرون عن سعادتهم بزواجه تلك السعادة التى لم تخيم على صدره بعد فهذا ليس الزواج الذى تمناه ولا الزوجة التى أراد أن يختار بل هو لم يحصل على فرصة للاختيار.
زاد صخب الحضور مع إحاطة أصدقائه به ليرسم ابتسامة تماثل ابتسامتها فى الكذب والتصنع.
عادت أفكاره لذلك اليوم مع اصطدام عينيه بوجه أمه المبتسم بسعادة وهو يتذكر لحاقها به بعد حواره القصير وأبيه لتدخل غرفته بعد طرقة خفيفة لا تصدر إلا عن كف أمه الرقيق .
عودة للوراء
تقدمت هالة وكان عثمان يجلس بطرف فراشه شاردا فى زواجه الذى يجبره عليه أبيه وكأنه ليس رجلا وله حق الاختيار والقبول والرفض أيضا نزعت منه كل حقوقه لأجل كلمة قالها أبيه يوم مولد سهى ووعدا قطعه أبيه أيضا والزمه هو بتنفيذه .
اقتربت وجلست بالقرب منه لتربت فوق كفه الخشن برفق متسائلة بمودة وحنو 
_ مالك يا عثمان هى سهى مش عجباك
تنهد عثمان وهو ينفى فورا
_ يا ماما سهى أي راجل يتمناها بس انا شايفها اختى الصغيرة من يوم ما اتولدت اتجوزها ازاى
تنهدت هالة وكأنها عانت نفس الموقف وكانت بنفس الوضع
_ تعرف يا عثمان انا كمان لما اتجوزت صبرى كنت شيفاه أخويا عمك وخالتك طول عمرهم بيحبوا بعض لكن أنا وابوك اتجوزنا بس علشان ده اللى مفروض يحصل ومع العشرة والاحترام الحمدلله عايشين سعداء وحكاية نظرتك ليها بقا دى غلطتك كان المفروض يا عثمان تحاول تقرب منها من فترة انت عارف الوعد وعارف انكم هتتجوزوا باعد نفسك عنها ليه
_ مش باعد نفسى يا ماما بس بردو ماينفعش اقرب منها بأي شكل من نفسى سهى من يوم ما اتولدت سارة وهى بعيد عنى على قد ما كنا قريبين من بعض بعدنا عن بعض
شردت هالة للحظة وهى تتذكر كيف كانت اختها تمنع ابنتها من قرب عثمان حين بلغت سن المراهقة وتتذكر أيضا أن سهى كانت تعترض على هذا البعد الإجباري حتى اعتادته وأصبح واقعا يحياه الصغيرين لكن ربما كانت هنية محقة في هذا الحرص فقد كانا متلازمين طيلة الوقت ووجب الفصل بينهما هى لا تعترض على وضع حد لكنها اعترضت على الطريقة التى استخدمتها هنية . انتبهت لتنظر نحو عثمان مرة أخرى فهى بالفعل تتمنى أن تسكن سهى صدره وقلبه ليعش سعيدا فهى يمكنها أن تعلم صعوبة الحياة بلا مشاعر وقد عاشت حياتها بالفعل بلا مشاعر مع صبرى الذى لا يعترف بوجود هذه المشاعر أو أهميتها .
_ لازم يا عثمان تعرف حاجة واحدة قلوبنا يمكن مش بأدينا ومحدش بيحب بقرار لكن القرب ممكن يفتح القلوب خصوصا أن انت ماجربتش تحب او محدش شاغل تفكيرك يبقى تقدر تحط سهى في حيز تفكيرك واهتمامك بيها هيولد الحب انا مش عاوزاك تتجوزها وقلبك مقفول من ناحيتها أدى لنفسك واديها فرصة.
_ تفتكرى يا ماما ممكن فعلا احب سهى 
ابتسمت وعادت تربت فوق كفه 
_ انت فعلا بتحبها محتاج بس تغير مكانتها عندك وتخرجها من خانة الاخت .
عاد عثمان من ذكرياته لينظر نحو أمه ويبتسم لها ثم تتجه نظراته نحو سهى التى لا يمكنه أن يغفل شرودها
نظرت سهى للأضواء المبهرة واغمضت عينيها وهى تنكس رأسها رفضا لكم تتمنى أن تصم أذنيها عن هذا الصخب العشوائى وتلك الموسيقى المزعجة ليصمت كل شيء دفعة واحدة فتحت عينيها بلهفة لتلتقى بعينيه ليلتقط تلك اللهفة مع صوت عبر المكبر
_ المأذون وصل هدوء علشان نكتب الكتاب
الفصل الثاني

_________
زادت ضربات قلبها بفزع مع تحقق كل ما كانت تخشاه ظنت أن عثمان سيرفض الزواج منها خاصة مع بعدها عنه وحرصها على وضع حدود صارمة بينهما منذ سنوات أو منذ ألتحق بمدرسة ثانوية فنية مقررا اختيار مجالا شاقا فقط لكونه نفس مجال أبيها وعمها عادت تحاول تنظيم أنفاسها وعقلها يتهكم من سذاجتها كيف ظنت أنه قادر على الرفض وقد عاش عمره خاضعا لسطوة عمها ومنفذا لكل رغباته
رأت نظراته المتعلقة بعينيها لينتفض داخلها رفضها له وعادت تنكس رأسها بينما تعالت الزغاريد من النساء والصخب من الرجال انتفضت مع صوت الطلقات الڼارية فتجد خالتها هالة تضمها ضاحكة لتلك الانتفاضة
_ ماتخافيش يا عروسة ما انت عارفة الأفراح هنا
مسدت ذراعها بحنان وهى تضمها ترى هل سيظل هذا الحنان أم سينقلب كما انقلب حنان
تم نسخ الرابط