رواية حازم الفصل الاول والثاني
اللي بنيته جنب الفيلا بتعتك
فزع حازم من كلامه بعد ان فهم ما يشير اليه ابراهيم وتذكر تلك الفتاه الغريبه التي كاد ان ينسي أمرها بين أمواج حياته المليئة بالأعباء و الأحداث
حازم لا يا عم أنا ورايا شوية شغل كده في الشركة و بعدين انا معدتش قادر اسوق مش هقدر أروح هناك
ابراهيم طيب عديني بقي علي الشقه بتاعتي انام ساعتين كده و ابقي اجيب نرمين و نيجي عندكم احسن من أول الاسبوع و هي بتتحايل عليا تروح لمامتها و انا بأجل فيها
وعندما وصل كان برد الليل قد بدأ في الأزدياد كان البواب يشعل بعض النيران و يجلس بجوارها ليستمد منها الدفء لجسده الهزيل المتجمد من ذلك الطقس الصعب
سلم عليه حازم و طلب منه ان يعد له فنجان من القهوة ثم اتجه نحو الفيلا و ظل يستطلع بضوء هاتفه بعض الأشياء المستحدثه بها وعقله لا ينتبه لأي شئ فقط عينان تدوران هناك وهناك و فقد أتي هنا خصيصا لأمر أخر وما هذا إلأا تمويه
كان دافعه الأساسي هو استجواب البواب عما يحدث بذلك المبني الذي تحبس فيه الفتاه الغريبه ولكنه حاول ان يكتشف بشكل غير مباشر حتي لا يشك البواب بالأمر
وبعد ان انهي قهوته قدم الفنجان الفارغ للحار وهو يقول تسلم ايدك يا رجب
حازم هه الأوضاع عامله ايه
رجب تمام يا باشا
حازم والمبني ده
رجب ماله
حازم حتي يتدارك خطأه صحيح أنا كنت ناسي شباك مفتوح
رجب بتعجب شباك انا من يوم ماجيت هنا و المبني ده متحركش في ذره و لا شفت حضرتك بتدخله وبعدين الشبابيك كلها مقفوله اهي
حازم اه تلاقيني قفلته قبل ما انت تيجي وبعدين انا هدخل أعمل ايه فيه ما هو لسه متفرش
وبعد ان خرج من البوابه تذكر كاميرات المراقبة التي يضعها لتصور كل نوافذ وأبواب المبني فدخل إلأي الغرفة التي بها شاشة العرض للكميرات و ظل يعيد بسرعه ما جري ولكن لم يجد ساكن تحرك فإطمأن بعض الشئ وعاد إلي الشركه ليكمل بعض اعماله المتراكمة
وفي تلك الليلة قارصة البروردة كانت تجلس كعاتها كصنم لا يتحرك فيها شئ سوي دموعها التي تنحدر علي وجنتيها بإستمرار و جفونها المتورمة التي تعصر عينيها من وقت لأخر لتزيد من فيضان الدموع وصدرها االذي يعلو و يهبط بسبب شقاتها التي تأتي كنوبات من وقت للأخر لتزيد من دراما الحزن التي كانت تعيش فيه
ولكن تلك الوعود لم يحقق منها شئ فقد حال بينه و بين تحقيقها ذلك الحاډث الذي اسفر عن فقدانه لحياته و فقدان ابنته و زوجته له
تذكرت اصعب يوم في حياتها عندما كانت تجلس بجوار والدتها في ردهه مستشفي عام وحولها الكثير من أقاربها الذي يملأ وجوههم القلق كانت تجلس بينهم بوجهها الذي يملأه براءة طفله لم تتجاوز عامها الثامن من عمرها عندما خرج الطبيب من باب غرفة العمليات ومعه أسوأ خبر سمعته
في حياتها لينشره علي مسامع جميع الواقفين حولها
عندما قال الطبيب بأسي و هو ينظر للأرض البقاء لله يا جماعه
حينها كانت صغيره علي أن تفهم تلك الكلمة و ما تحمله من معني أليم ولكن الأجواء التي اشتعلت حولها جعلتها جديرة بأن تفهم كل حرف من حروفها إذ تحول جميع الحاضرين إلي مرضي هستريا نواح و بكاء و صړاخ و بعدها شعرت بيد أمها وهي تسحب منها فجأة و تلقي علي الأرض لا تدري بشئ حولها بسبب تلك الفاجعه
ظلت حسناء تصرخ و تجري پجنون و ټضرب باب غرفة التي بها والدها بيديها بشدة ثم تجري نحو والدتها و تصرخ كان عقلها مازال صغير علي ان يستوعب ان والدتها في حالة اغماء فقط حينها شعرت ان العالم بأكمله تحول للون الاسود و ان كل ما يعني حياة ذهب بلا عودة مع والديها
كانت تصرخ وتجري و تقفز وكأنها اصيبت بالجنون حاول الجميع تهدئتها و حضنها لكي تكف عما حل بها و لكنها كانت تتفلف من بين ايديهم و هي تصرخ ب باباااااااااااااا مامااااااااااااااا متسبونيش
وعندما خرج السرير الملقي عليه والدها ملفوف بذلك اللباس الأبيض تفلتت من بين حضڼ والدتها و هجمت عليه و تشبثت بقوة برأسه المغطي ...وعندما حاول الاطباء ابعادها تشبثت أكثر واكثر و هي تصرخ به و تقول قوم يلا يابابا ماما قامت قوم انت كمان متسبنيش و تمشي
فقام خالها و حاول افلاتها مع الممرضات و لكنها كانت تزيد في المقاومه حتي ان وجه والدها كشف و تحركت رأسه من مكانها
وعندما ذهبوا به بعيد عنها ظلت تصرخ و تجري خلفهم فلحق بها بعض السيدات وأمسكوها بقوة ولكنها ظلت تحاول الفرار من بين أيديهم وتتلوي كأفعي هائجه كي تلحق بأبيها و حبيبها و كل شئ لها و تقول لا متخدوش بابا أنا عوزاه انتوا رايحين بابا ده بتاعي
كان صعب عليها معرفة الاحساس بفقدان أعز ما لها في هذا السن المبكر و لكن ما كان اصعب هو ما كانت تخبأه لها الأيام بعد ذلك و ما أذاقتها لها السنين بسبب ذلك اليوم العصيب
مرت تلك الذكري علي عقلها فجعلتها كدجاجه ذبحت للتو تنتفض بشدة من كثرة البكاء وأمتلأت أرجاء الغرفة بصوت أنينها الحزين و ظلت هكذا حتي ختم يومها بأصعب موقف مر عليها في حياتها و أضيف إلي عداد أيامها يوم أخر ملئ بالدموع و الحزن و الألم