رواية جديدة جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
مكتبه واضعا الهاتف على أذنه يتحدث به بخفوت فأسرع يزيد باتجاهه و تعمد أن يسير فى عكس اتجاهه حتى يصطتدم به و بالفعل صدم كتفه بكتفه فأوقع الهاتف من يده و انحنى يزيد سريعا ليلتقط الهاتف ليعطيه له و قبل أن يناوله إياه ألقى نظرة خاطفة على شاشته دون أن يلحظه صلاح فوجده يتحدث مع شخص مسجل باسم كوماندا باللغة الانجليزية اعتدل يزيد و اعطاه الهاتف و هو يقول ببراءة مصتنعة و اعتذار
أنهى المكالمة المعلقة و قال له بضيق
ما تقلع النضارة دى بدل ما انت ماشى تخبط ف الناس كدا.
اجابه ببرود
معاك حق...المشكلة فعلا ف النضارة...انا آسف مرة تانية.
رمقه صلاح بغيظ ثم انصرف إلى مكتبه صاڤعا بابه پعنف..
نظر يزيد للباب و هو يقول له بصوت خاڤت و ڠضب مكتوم
فى مكتب أثير بالكاد استطاعت استعادة توازنها و ثباتها بعد انصراف يزيد و بعد فترة قليلة من العمل طرق شخص ما باب الغرفة فأذنت له بالدخول عندما رأته أثير نهضت من مقعدها ترحب به ثم أجلسته بالمقعد المقابل لمقعدها فقال الشخص
أنا وصلت الشهرية يا أثير هانم بس مدام منى بعتالك رسالة معايا.
خير يا أستاذ مهاب.
اجابها بجدية
خير ان شاء الله...بس هى بتقول لحضرتك انك وحشتيها اوى و عايزاكى تزوريها لأن زى ما حضرتك عارفة أنها تعبانة و مبتقدرش تخرج من الدار.
اتسعت ابتسامتها هياما بتلك السيدة التى تعتبر الذكرى الوحيدة الجميلة من أمها و أجابته بسعادة
بس كدا!..ماما منى تؤمر طبعا و هى كمان و حشانى جدا و نفسى أشوفها اوى...خلاص يا أستاذ مهاب النهاردة ان شاء الله هكون عندها.
أنا متشكرة جدا لحضرتك يا أستاذ مهاب و أشوف حضرتك على خير الشهر الجاى ان شاء الله.
مهاب
العفو يا أثير هانم..حضرتك تستاهلى كل خير و ربنا يرحم والدتك و يغفرلها كانت ست أصيلة و عرفت تربى فعلا.
أومأت بابتسامة و من ثم غادر مهاب تاركا أثير تفكر فى أن تطلب من يزيد أن يصطحبها فى زيارة للدار لتكون فرصة لتعرفه على الأطفال أحبابها هناك و أيضا تلك السيدة الحنونة فيزيد أصبح بالنسبة لها ليس مجرد حارس شخصى بل يمكننا القول أنه أكثر من رفيق درب تشركه فى كل ما يخصها من أمور فى حياتها.
يزيد ممكن تروح معايا لمكان عزيز أوى على قلبى بعد ما نخلص شغل!
أجابها بتأكييد
انتى بتسألى!.. أكيد طبعا اروح معاكى أى مكان إن شالله المريخ حتى..
ضحكت بخفوت ثم قالت بامتنان
ميرسى جدا...عايزة أروح دار رعاية أيتام كنت أنا و مامى بنروحها من و أنا عندى عشر سنين بحس إنها بيتى التانى و ماما منى مديرة الدار تبقى صاحبة مامى الله يرحمها و عمرنا ما سيبنا مناسبة أو حفلة إلا لما حضرناها دا غير الزيارات الشهرية و بعد ۏفاة مامى استمريت على عهدها.
ربنا يرحمها و يجعل الخير دا ف ميزان حسناتها.
سكتت لوهلة ثم قالت بابتسامة حماسية
تخيل يا يزيد ماما منى سمت الدار على إسمى...دار الأثير لرعاية الأيتام و مجهولى النسب.
لوهلة ظن أنها مجرد فعل طيب و وصية حسنة تفعلها أثير و لكن سرعان ما خطړ بباله أمرا ما اقشعر له بدنه و جعله ينظر لها بتأمل و عدم تصديق أعقبها بنظرة مشفقة حيث انخلع قلبه عليها ما إن واتته هذه الخاطرة و عزم على التأكد منها أثناء تلك الزيارة.
طالعته باستغراب و هى تقول
مالك بلمت كدا فجأة و بتبصيلى كدا بصة غريبة!
ازدرى لعابه بصعوبة من فرط التوتر قائلا
ها..لا أبدا مفيش حاجة...انا بس مبهور بيكى و بتصرفاتك اللى بتثبتلى كل يوم قد إيه انتى بنت طيبة و قلبها أبيض و جميلة.
قال عبارته بصدق بالغ نابع من أعماق قلبه فأروى بكلماته عطش قلبها للحنان و الحب حتى اكتفى.
الفصل الثاني عشر
ذهبت ليلى إلى محل عملها الجديد بعد عناء من البحث عن المكتبة المقصودة إلى أن وجدتها أخيرا و تقدمت منها بخطوات متررددة.
ألقت السلام على محمد و عرفته على أنها الفتاة التى حدثه عنها الأستاذ زايد للعمل بالمكتبة فى بادئ الأمر استغرب لصغر سنها مما جعله يشفق عليها فلولا حاجتها الملحة للعمل لما اضطرت للخروج له فى هذه السن الصغيرة.
رحب بها بحفاوة و أملى عليها مهامها التى ستقوم بها فأومأت له بحماس و بدأت عملها على الفور بهمة عالية الشيئ الذى جعله يطالعها باعجاب و انبهار و استبشر بعملها عنده خيرا.
بعد مرور بعض الوقت حضر زايد إلى المكتبة ليتأكد إن كانت ليلى قد حضرت أم لا.
لمحها و هى تقوم بتصوير بعض الأوراق على مسافة بعيدة قبل أن يقترب فظل يراقبها بابتسامة بلهاء و يتأملها بحب و شغف ثم عزم أمره أن يذهب لها و يطمئن إن كانت مرتاحة لعملها الجديد...
زايد
السلام عليكم.
رفعت وجهها من الأوراق التى كانت ترتبها و ما إن رأت إبتسامته البسوشة حتى بادلته بذات الابتسامة الأمر الذى أدهشه للغاية فتلك أول مرة يراها تطالعه بهذا الوجه المبتسم فردت بهدوء
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
زايد و ما زالت الابتسامة الشغوف على ثغره
أخبارك إيه يا ليلى... مبسوطة ف الشغل الجديد!
أومأت بحماس قائلة
جدا يا أستاذ زايد...
ثم أطرقت رأسها بخجل و هى تقول بنبرة ممتنة
أنا مش عارفة أشكرك إزاى على معروفك دا معايا و ربنا يحعله ف ميزان حسناتك.
أجابها بجدية
أنا مش عايز منك كلمة شكر.. أنا أهم حاجة عندى إنك تكونى مرتاحة و محدش يضايقك بكلمة أو نظرة.
ما إن وصل رده إلى سمعها حتى طالعته بذهول و عينين جاحظتين فماذا تمثل له حتى يهتم براحتها و نظرة الآخرين لها.
لاحظ استغرابها فحمحم من الحرج و استرسل قائلا بتلعثم
احم.. أنا أنا اعتبرتك أختى يا ليلى.. و أى واحدة.. احم.. مكانك كنت هعمل معاها نفس الشيئ.
ردت عليه بابتسامة قائلة بامتنان
كتر خيرك يا أستاذ زايد فتحى شكرلى فيك اوى و بيقولى ان انت بتحب تعمل خير دايما.. احم.. أنا اللى آسفة على سوء ظنى فيك و ردى الناشف عليك.
رد بابتسامة عاشقة
و لا يهمك.. انا مكنتش بزعل منك أصلا..
أقبل عليه محمد و رحب به فسأله زايد عن ليلى فرد بحماس
ما شاء الله عليها ذكية و عندها سرعة بديهة... و فهمت الشغل كله بسرعة..
اتسعت ابتسامة زايد فخرا و اعجابا بها و قال له بجدية
مش هوصيك عليها بقى يا محمد... خلى بالك منها.
نظر محمد لها و هى ترتب الكتب نظرة معجبة الشيئ الذى أصاب زايد بالوجوم و القلق فرد محمد بنبرة هائمة
ليلى فى عنيا.. متقلقش عليها...
قال عبارته و ما زال نظره مسلط عليها مما زاد ڠضب زايد و قلقه من جهة محمد و انصرف و هو يقنع نفسه أن محمد شخص
متابعة القراءة