رواية جديدة جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
و رچلك فوج رجبتك و أعلى ما ف خيلك اركبيه.
طالعته بذهول فرغم كل ما فعلته إلا أنهما لم يتراجعا عن قرارهما قيد أنملة فنهضت من جلستها و أسرعت إلى المطبخ و خرجت منه بعد ثوانى و بيدها سکين حادة و قربتها من رسغها و هى تقول بعينين حمراوتين
يعنى ده آخر كلام عنديكم!
دب الزعر بهما إلا أن زيدان تظاهر بالثبات ظنا منه أنها تهددهم فقط و أنها ليست لديها الشجاعة الكافية لذبح شريانها و قال بثبات
و ما كاد يكمل عبارته حتى تملك منها الشيطان و سيطر عليها كليا و حثها على ذبح شريانها و قد فعلت و ما إن رأت الډم يتدفق بغزارة من رسغها حتى أصابها الذعر و خرت فاقدة للوعى.
أقبل عليها أبوها و هو يضرب رأسه بكلتا يده و هو يقول پذعر
بتى..بتى راحت منى يا ناس..منك لله يا يزيد..منك لله.
بينما زيدان لم يقوى على الرد من فرط الذهول و القلق عليها و أسرع بلف وشاحها حول رسغها و حملها متجها بها إلى أقرب مشفى.
عمو يزيد هو اللى جايبلكم الحاجات الحلوة دى يا ولاد...ها كلنا نقوله إيه!
رد الأطفال فى صوت واحد
شكرا يا عمو...ثم هجموا جميعا عليه يحتضنوه بحب و براءة و هو يضحك بصخب من فرط سعادته بهم و من كم المشاعر التى جاشت بصدره بفضل من أسرت قلبه و ايضا بفصل هؤلاء البرئاء الذين لا يعرفون معنى الكره او الضغينة أو الشړ يتمنى لو يقضى بقية عمره معها و مع هؤلاء الملائكة الصغار.
عند اقترابهما من محيط القصر اوقف السيارة على جانب الطريق و قال لها على مضض
انزلى اركبى ورا يلا...قربنا نوصل للقصر.
اومأت بملامح واجمة فهى الأخرى لا تريد الابتعاد فأطاعته أيضا على مضض و عادا أدراجهما إلى القصر.
دخل شقته بتعب و ارهاق استرخى قليلا على الأريكة ثم نهض ليغتسل و يبدل ملابسه و يؤدى فروضه ثم قام بتحهيز وجبة خفيفة و تناولها للعشاء.
جلس بالأريكة شاردا فيما مر به من أحداث مع أثير و كيف أن كرهه لها قد تحول لكل هذا الحب و ما إن أدرك المرحلة التى وصل لها معها حتى أخذ ينهر نفسه بقوة محدثا نفسه
اللى بيحصل دا مينفعش يا ولد الوزير أثير بالنسبالك مجرد مهمة و مينفعش تتعامل معاها على أى أساس تانى...مينفعش يا يزيد..مينفعش...
ظل يردد هذه الكلمة حتى يقنع ذاته بضرورة انتزاع حبها من قلبه او على الأقل تجاهل مشاعره تجاهها و مقاومتها بكل ما أوتى من قوة.
ظل على هذا الحال لمدة ليست بالقليلة إلى أن دق جرس الباب فنهض سريعا و فتحه وجد أحمد فى وجهه يرتدى ملابس عامل النظافة متخفيا بها أدخله سريعا و أغلق الباب و جلسا سويا بالأريكة فأدار يزيد دفة الحديث قائلا
إتأخرت كدا ليه يا احمد!.. أنا مستنيك من بدرى..
أحمد
على ما لاقيت اللبس دا علشان محدش يعرفنى من السكان أو ياخد باله إنى بتردد عليك...مضطر كل ما أقابلك ف الشقة أتخفى ف شخصية مختلفة كل مرة.
أومأ يزيد بتأييد ثم أردف بجدية
نبدأ!
أحمد
ابدأ يا معلم.
يزيد
طبعا بعد ما بقبت البودى جارد الخاص لأثير بدأت أشوف حاجات أكدتلى احتمال كنت شاكك فيه من البداية...مواقف كتير حصلت خلتنى متأكد إن أثير مش بنت عادل.
جحظت عيناه و فغر فاه قائلا پصدمة
انت بتقول ايه يا يزيد...معقول!!...طاب ازاى!
أخذ نفسا عميقا ثم زفره على مهل قائلا بجدية
اول حاجة لاحظتها إن عادل بعد الحاډثة مكانش باين على ملامح وشه إنه قلقان عليها كمان بيتكلم عليها و كأنه متغاظ منها و مش بيحبها تانى حاجة شوفت صورة مامتها على موبايلها و مفيش اى شبه بينهم و لا حتى فى أى شبه بينها و بين عادل و نادين بنت خالتها أكدت من غير ما تاخد بالها إن أثير مش شبه اى حد ف عيلتهم دا غير إن أثير نفسها حكتلى عن معاملة عادل الجافة معاها و عدم اهتمامه بيها و خد الكبيرة بقى...اكتشفت ان أثير و مامتها متعودين يزوروا دار رعاية أيتام من و هى لسة طفلة و الغريب ان الدار دى بعيدة عن مكان سكنهم يعنى أكيد علشان محدش من المحيطين بيهم يعرف انهم جايبينها من ملجأ و انها مش بنتهم..
هز أحمد رأسه بذهول قائلا
ياااه معقول مش بنتهم!!...بس كل اللى انت قولته دا مش مبرر يا يزيد..فى ناس بتبقى قاسېة بطبعها و حكاية الشبه دى بردة مش سبب قوى و الملجأ ممكن مامتها بتحب تعمل خير من غير ما حد يحس بيها علشان كدا اختارت الملجأ البعيد دا..
اجابه بمنطقية
بس لما كل الأسباب دى تتجمع مع بعض هيبان فعلا انها مش بنته و هو دا السبب اللى مخليه يضحى ييها و يحطها ف قلب الخطړ و هو مطمن و حاطط رجل على رجل...فكر معايا يا أحمد..دى لو بنته من دمه و لحمه هيعمل عقود و صفقات المخډرات عن طريق شركتها!...لو بنته هيكون هو السبب فى ضياعها و سجنها ف أى لحظة!..لو بنته كان هيدخلها كطرف ف تجارته القڈرة سواء بعلمها أو من غير!..المفروض إن دى بنته الوحيدة يعنى ېخاف عليها أكتر من نفسه مش يستعملها كدرع واقى ليه..
سكت أحمد يفكر بتركيز شديد و يحلل كل كلمة تخرج من فم زميله إلى أن هتف أخيرا
معاك حق يا يزيد..بس لازم نتأكد بدليل ملموس...الكلام المرسل دا مينفعش..
رد بتأكيد
إن شاء الله هشتغل الايام الجاية على النقطة
متابعة القراءة