رواية جديدة جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
قائلا
أوكى...اقعد.
جلس بالمقعد المقابل لمكتبه فى انتظار ما سيلقيه على مسامعه فقال أمجد بجدية
أنا عرفت إن عادل الشرقاوى يبقى جوز والدتك..و أنا بينى و بينه عداوة كبيرة أوى و هقولك على سر لو طلع منك لأى مخلوق حتى يارا نفسها همحيك من على وش الدنيا.
ازدرى لعابه بصعوبة من فرط الرهبة قائلا بتأكيد
سرك فى بير صدقنى...أنا مش مستغنى عن عمرى.
كدا تعجبنى...أنا و عادل شغالين ف تجارة المخډرات و فى بينا منافسة و عداوة بسببها أصل الهيلامان اللى انت شايفه دا من ورا تجارة المخډرات و طبعا عادل نفس الحكاية علشان كدا أنا يا قاټل يا مقتول فى سبيل إن عادل مياخدش منى أى شحنة مخډرات و أخسر ملايين بسببه.
كان فادى يستمع له بعينين متسعتين من الصدمة لا يصدق أن زوج أمه تاجر مخډرات و مچرم خطېر و عندما انتهى أمجد سأله فادى بترقب
أمجد
المطلوب منك إنك تساعدنى فى الاڼتقام منه و تراقبلى بالظبط كل اللى بيحصل فى شركة بنته تحاول تجيبلى عقود الصفقات اللى أغلبها بتكون شحنة مخډرات مستخبية جوا المنتجات اللى الشركة بتستوردها أى حاجة تلمحها او تشوفها تبلغنى بيها...من الآخر كدا انتى هتبقى عينى اللى بشوف بيها كل حاجة ف شركة بنته...ديل!
لاحظ أمجد شروده فأراد أن يرغبه أكثر بعرضه فأردف باڠراء
اتسعت ابتسامته و أومأ عدة مرات بموافقة قائلا بسعادة
موافق طبعا يا أمجد باشا...هى دى حاجة محتاجة تفكير!
أجابه أمجد بابتسامة انتصار و اومأ برأسه بغرور دون أن يضيف شيئا آخر و انصرف فادى على وعد بلقاء آخر للاتفاق على كافة التفاصيل.
حمد الله على السلامة...لو ناوية تخرجى تانى النهاردة كلمينى و هتلاقينى قدامك ف ثوانى...أوكى!
أوكى..تعبتك معايا النهاردة.
ابتسم بجاذبية ثم قال بنبرته الرخيمة
متقوليش كدا تانى...دا شغلى و باخد عليه فلوس.
هزت رأسها عدة مرات بإيجاب ثم قالت بشيئ من التردد
احم..تعالى ادخل اتعشى..انت ما أكلتش حاجة من ساعة ما فطرت و عايش لوحدك..يعنى هتروح لسة هتجهز أكل و كدا..هتكون جوعت اوى.
أجابها بثبات
لا عادى أنا متعود على كدا.
سكتت لوهلة تفكر ثم قالت
طاب لو محرج تدخل معايا..ايه رأيك أخلى الشغالة تحضرلنا شوية ساندويشز ناكلها هنا ف الجنينة...ثم اقتربت منه قليلا تحدثه بهمس
فكرة حلوة على فكرة...بينى و بينك نادين لو شافتك هتلزقلك و مش هتسيبك..
أطلق ضحكة صاخبة أطاحت بعقلها و هزت كيانها فراحت تتأمله بعشق و هو يضحك إلى أن قال بجدية
لا شكرا...أنا لا عايز آكل جوا و لا برة..
ثم أكمل حديثه بنبرة ذات مغذى
و بعدين المفروض إنى أبقى مقيم هنا ف القصر بصفتى الحارس الشخصى بتاعك...لأنى المفروض أحميكى برا و جو بيتك كمان...الخطړ ممكن يداهمك ف أى مكان حتى لو انتى نايمة ف قوضة نومك.
قطبت جبينها بقلق قائلة
انت كدا بتخوفنى يا يزيد..أنا عايشة بقالى ٢٥ سنة محستش بأى خطړ و لا حد اټهجم عليا قبل كدا..
رد بطريقة منطقية مقنغة
بس طالما حصل و لو لمرة يبقى منقدرش ننكر إنك مھددة بالخطړ..بس عادى لو وجودى معاكى ف القصر هيضايقك مفيش مشكلة..دى حاجة ترجعلك طبعا.
ردت بتلقائية و بدون تفكير بملامح مستنكرة
وجودك معايا بيضايقنى!..انت متعرفش احساس الأمان اللى بيحاوطنى طول ما انت جنبى و أول ما بتسيبنى بحس بوحدة غريبة و كأنى ف مكان ضلمة لوحدى و إن....
بترت عبارتها عندما انتبهت أخيرا لتصريحاتها التى كانت تحتفظ بها لنفسها و لكنه إستطاع أن يجذب منها ما تخفيه بسريرتها فسرعان ما تظاهرت بالجدية و أردفت مصححة مسار كلامها
احم..طبعا لأنك حارس شاطر جدا و شجاع و الموقف اللى انت عملته معايا قبل كدا زود ثقتى فيك.
حاول أن يكبت ابتسامته الساخرة فيزيد ليس بالشخص الغبى الذى يمكن إقناعه بتلك الحجة الواهية و لكنه اضطر لمجاراتها فجل إهتمامه الآن أن يقتحم قصر عادل الشرقاوى بصفته الحارس الشخصى لها حتى يتثنى له استكشاف خباياه و العثور على ثمة أشياء تمكنه من إثبات چرائمه.
سألها بتوجس
معنى كدا إنك موافقة على اقتراحى.
كادت أن تندفع مرة أخرى و تجيبه سريعا بالموافقة و لكن سرعان ما تداركت حالها و تصنعت التريث فأجابته بجدية
أوكى...أكيد كدا هيكون أفضل و أنا هكلم بابى ف الموضوع دا.
اومأ بايجاب قائلا
تمام...هستأذن أنا بقى علشان ألحق أتعشى قبل ما أنام...تصبحى على خير.
غادر من أمامها دون أن ينتظر ردها راسما على ثغره ابتسامة انتصار فخطته مع قيادته تسير على أفضل ما يرام.
فى صباح يوم جديد على الجميع..
أوصل يزيد أثير و نادين إلى الشركة حيث عادت نادين للشركة بعد كثير من الإلحاح على والدتها و إقناعها بملازمة يزيد لهما و أنها بذلك ستكون بمأمن من الأخطار.
أنا واقف برة جنب باب القوضة لو خرجتى منها و ملقتينيش رنى عليا و هجيلك فورا...
اقترب منها أكثر برأسه ناظرا فى عينيها مباشرة بعمق قاصدا أسرهما بين ساحرتيه حتى لا تلحظه و هو يزرع جهاز التصنت الصغير بمكتبها من الأسفل مستخدما أنامله الممسكة بحافته مستغلا شرودها بعينيه قائلا بنبرة حانية
أرجوكى بلاش تخرجى من المكتب و تتمشى ف الشركة من غيرى...تمام!
تاهت تلك المسكينة بين نظراته المتمعنة و ملامحه المحببة و نبرته المسكرة و حقا لم تسمع ما قال و هو يعلم ذلك و ما إن انتهى من مهمته حتى اعتدل فى وقفته و ارتدى نظارته المعتمة و رمقها بابتسامة أخيرة و انصرف.
حمد الله أنه قد أتم مهمته بنجاح و لكن تبقى الخطوة الأهم و هى تتبعه لصلاح و محاولة زرع جهاز تصنت بمكتبه هو أيضا خرج من غرفة أثير و سأل أحد عمال النظافة عن مكتبه فأدله عليه بالطابق الذى يعلو طابق أثير و هو نفس الطابق الذى يوجد به قسم الحسابات أيضا صعد عن طريق الدرج و ما إن وضع قدمه على آخر درجة بالسلم حتى رآه يخرج من المصعد متجها إلى
متابعة القراءة