رواية جديدة جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

جمالهن الفتان و لكن أثير رغم جمالها المتواضع و علمه بميلها له إلا أنها أبت أن تترك له المجال ليفعل ذلك و رأى ذلك جليا فى خجلها و رد فعلها التلقائى.
عندما رأت تلك الإبتسامة على وجهه ازداد خجلها و ارتباكها فتركته و ذهبت دون أن تنبس ببنت شفه.
بينما هو ظل ينظر لأثرها بابتسامة بلهاء إلى أن اختفت عن ناظريه ثم سرعان ما تدارك نفسه و لحق بها و هو ينادى عليها فعمله كحارس شخصى يحتم عليه ألا يتركها تخطو لحالها.
فى محافظة أسيوط ببلدة عائلة يزيد....
يقام حفل خطبة فرحة على شاب فى العشرين من عمره لم ينته من أداء الخدمة العسكرية بعد و لكنه مناسبا لها سنا و تعليما حيث أنه حاصل على شهادة تعليم فنى متوسط مثلها و لكن لديه و عائلته العديد من الأراضى الزراعية و أيضا سيارات نقل ثقيل أى أن حالته المادية متيسرة للغاية و هذا جل أهداف أى أب مصرى يريد الستر و العفة لإبنته كى يكون مرتاح البال من جهتها.
تجلس فرحة متجهمة الملامح فى وسط جمع من النساء سواء نساء العائلة أو الجيران و الأصدقاء يصفقون و يطلقون الزغاريد و ينشدون الأغانى التراثية الخاصة بالخطبة و الزواج و من وسط هؤلاء النسوة تجلس سمر و شقيقتها زينب فى غاية السعادة ظنا منهما أنهما قد أزاحا فرحة من طريقهما إلى يزيد حيث أنهما كانا يعلمان أن الحاجة بهية تنوى تزويجها له و ها هى ستخطب لغيره و يخلو لسمر الطريق و لن يجد زيدان أفضل من سمر عروسا لأخيه خاصة و أن معظم عائلات الصعيد يفضلون الزواج من العائلة.
لاحظت فرحة همزهن و تنابذهن و الابتسامة الشامتة التى لم تفارقهن منذ حضروا إلى الحفل فاغتاظت بشدة و لكن سرعان ما بادلتهما ذات الإبتسامة عندما تذكرت كلام يزيد فى الهاتف أنه لا يريدها و لا يريد سمر فأشفى ذلك التصريح غليلها من ابنتى عمها.
أقبلتا عليها تهنئانها بالخطبة فطالعتهما بغيظ قائلة
متفرحيش جوى اكده يا سمر...اوعى عجلك يصورلك ان اكده الچو خلى ليكى مع يزيد...لا يا بت عمى يزيد لا كان رايدنى و لا رايدك...و بكرة تجولى فرحة جالت.
ردت عليها بحدة و ڠضب
كلام ايه ده اللى بتجوليه يا عروسة...انتى اللى الغل مالى جلبك و معايزانيش آخد يزيد زى ما انتى معرفتيش تاخديه...بس أنى اللى بكرة هحرج جلبك عليه و هيكون ليا أنى...و لا إيه يا زينب!
اومأت بتأييد
إيوة طبعا يا خيتى...طول ما أنى ف ضهرك هتبجى ليزيد...ثم رمقت فرحة بازدراء قائلة بسخرية
و الله ألف مبروك يا عروسة.
ثم انصرفتا من أمامها و لكن لم تهتز فرحة من هرائهما فهى تعلم أن يزيد لا يعدل عن قرار قد اتخذه أو كلمة قد قالها و لا أحد يستطيع جبره على فعل شيئ لا يريده.
فى شركة أمجد بسيونى يجلس بمقعد مكتبه يتفقد ملفا ما أمامه يقرأه بتمعن فقد كان هذا الملف يحوى معلومات عن فادى الراوى و حينها اكتشف أمجد أن فادى ينتمى لعائلة عادل و أنه يكون زوج أمه الأمر الذى أصابه بسعادة بالغة فقد نوى أن يستخدم فادى كجاسوس له و يشركه معه فى انتقامه من عادل و أخذ يشكر الصدف التى اوقعت فادى فى طريق ابنته حتى يقع بين قبضتيه و حينها لن يتوانى عن استغلاله أسوأ إستغلال.
أجرى اتصالا هاتفيا بأحد رجاله فأجابه قائلا بنبرة رخيمة
هى فين دلوقتى
الرجل
عنده ف شقته يافندم.
اعتصر قبضة يده پغضب قائلا بأمر
اللى هقولك عليه يتنفذ بالحرف الواحد..انت هتاخد معاك اتنين رجالة و...........
أملى على الرجل أوامره ثم أغلق الهاتف و نظر فى اللاشيئ راسما على ثغره ابتسامة شريرة قائلا
و الله و نهايتك قربت يا عادل يا شرقاوى...و أنا اللى هنهيك بايدى دى.
فى شقة فادى....
كانت يارا قد أتت إليه بطلب منه محضرة بعض المأكولات و المشروبات حيث أنه التزم المكوث بالشقة إلى أن تشفى چروح وجهه.
تناول الإثنين الطعام و ما إن انتهيا حتى وجدا جرس الباب يرن مرات متتالية فأصابهما القلق البالغ و لكن طمأنها فادى قائلا
اهدى يا يارا...دا تلاقيه البواب جايبلى الهدوم من المغسلة.
نهض متجها إلى الباب ليفتحه و ما إن فتحه حتى ھجم عليه رجلان ضخمان البنية و قيداه من ذراعيه و أتى من خلفهما رجل آخر و أغلق باب الشقة فصړخت يارا بهلع و لكن سرعان ما كمم فمها الرجل الثالث و هو يقول لها بهدوء
أمجد باشا أبوكى هو اللى باعتنا ليكو...بيقولك هتيجو معانا بالذوق و لا يجيبكو بطريقته!
أومأت عدة مرات و الدموع تنهمر من مقلتيها بغزارة.
فتقدمهما الى الأسفل و خلفه فادى مطرق الرأس بخذى و قلة حيلة و من ورائه يارا تبكى خوفا من القادم و من خلفهما الرجلان الضخمان إلى أن غادروا جميعا العقار مستقلين سيارة ذلك الرجل أو بالأحرى إحدى سيارات أمجد بسيونى متجهين إلى فيلته الفخمة.
دلف الجميع إلى الفيلا متجهين إلى غرفة المكتب الخاصة به و دخلوها جميعا فوجدوه يجلس بمقعده ينفث دخان سجائره الفخمة ببرود تام ألقى رزمة من المال للثلاثة رجال و انصرفوا تاركين فادى و
نهض أمجد من مقعده برزانة و دار حولهما يطالعهما بتفحص قائلا بنبرة من الهدوء الممېت
أهلا بالحبيبة..منورين...
وقف أمام يرى ينظر لها بازدراء قائلا بهدوء قاټل
اطلعى على قوضتك دلوقتى...حسابك لسة مجاش وقته.
طالعته بعينين حمراوتين من شدة البكاء قائلة برجاء و ندم
بابى...إحنا بنحب بعض و معملناش حاجة غلط زى ما حضرتك فاكر..فادى...
بترت عبارتها عندما هوى كفه على وجنتها يصفعها پغضب هادرا بها بانفعال
اخرسى...مش عايز أسمع أى كلمة زيادة...غووورى يلا على قوضتك و حسابك معايا عسير.
غادرت بخطوات سريعة و هى تضع يدها مكان صڤعة أبيها و تبكى و تنتحب.
بينما أمجد تحرك باتجاه فادى حتى وقف أمامه تماما فأسرع فادى يقول بتعثر و خوف
أمجد باشا صدقنى محصلش بينا حاجة..انا بحب يارا و بخاف عليها و يستحيل كنت أضرها أو أطلب منها تعمل حاجة غلط.
سأله ببرود
و اللى بېخاف على حبيبته هيجيبها شقته و هو فيها لوحده ليه!
أجابه بقلق
يارا جاتلى شقتى مرتين بس لأنى كنت تعبان و مبخرجش و بعدين أنا و اثق فى نفسى و ف يارا و عارف إن إحنا مش هنتخطى حدودنا.
أطبق شفتيه يتصنع التفكير و هو يهز رأسه بعدم اقتناع قائلا بتهكم
امممم...أصل حضرتك مصلى ع السجادة و عندك حصانة من الشيطان و استحالة تقع ف المحظور.
أطرق رأسه بخذى و لم يجد ما يجيبه به فهو محق بقوله.
اتجه أمجد لمقعده و جلس عليه بأريحية واضعا ساقه الأيمن على ركبته اليسرى بغرور قائلا بجدية
اسمع يا فادى...أنا هعمل معاك ديل..هتوافق هخليك واحد من رجالتى و دراعى اليمين كمان..هتلاوع و ترفض يبقى متستحقش منى غير العقاپ اللى أى أب مكانى ممكن يعمله مع واحد ضاحك على بنته و واكل عقلها...ها قولت إيه!
اقترب من مكتبه بخطوات مترددة قائلا
طاب مش لما اسمع الديل الأول يا باشا!
ابتسم بغموض
تم نسخ الرابط