رواية جديدة جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
لغرفتها فجلست بفراشها تقنع ذاتها أنه يولى جل إهتمامه لأثير نظرا لثراء والدها و هيبته و نفوذه و أن قلبه سيؤل لها فى الأخير لا محالة فأى عاقل سيراهما سينجذب لها و بشدة فحقا جمالها ملفت و بشرتها ناصعة البياض على عكس أثير تماما...و لكن من قال أن القلب يعشق وجها...بل إن القلب يعشق قلبا مثله فيتولى زمام الجسد و يأمر العين أن ترى معشوقه أجمل من فى الوجود و يأمر العقل أن يغض الطرف عن أى إنسان سواه مهما بلغ من الحسن.
حزنت الحاجة بهية بشدة فكم تمنتها أن تكون زوجة ليزيد فطرأ على بالها أن تحدثه فى الهاتف فى محاولة جديدة منها لإقناعه بالزواج من فرحة لعله يلين تلك المرة فأعطت هاتفها لفرحة و طلبت منها أن تتصل به ثم تعطيها الهاتف لتحدثه.
بهية
الو... كيفك يا ولدى و كيف أحوالك ف مصر.
يزيد
زى الفل ياما الحمد الله... انتى اللى كيفك و صحتك عاملة ايه!
بهية
زينة و بخير يا ولدى طول ما انتو بخير... اسمعنى يا يزيد.. فرحة أبوها چايبلها عريس و مموتة نفسيها من البكا و انت عارف انها رايداك يا ولدى و أنى كمان مش هلاجى أحسن منيها ليك.
ياما أنى مش فاضى لمواضيع الچواز دى دلوجتى.. أنى هنا مفحوت ف الشغل... شغلى ف السياحة كان دلع بالنسبة لشغلى هنا.
بهية
طاب يا ولدى انزل اطلب يدها من عمك اهو ربط كلام حتى و ابجى ارچع تانى..و لا أجولك هنروحو أنى و أخوك زيدان نطلبهالك من أبوها.
هز رأسه بيأس ثم قال بحدية
ياما أنى معايزش أتچوز دلوجت..و من الآخر إكده..أنى معايزش فرحة.
يا واكل ناسك البت سمعتك....أومال عايز تتچوز سمر الحرباية!
اجابها بنفاذ صبر
أنى لا عايز دى و لا دى و لا عايز أتچوز خالص ياما و فوضيها سيرة الله لا يسيئك.
اجابته بڠصب مكتوم
يا واد اتحدت زين..بجولك البت سامعاك.
رد بجدية موجها حديثة لفرحة التى تستمع و هى تبكى بشدة
ازداد نحيبها و فرت من أمام زوجة عمها و هى فى حالة ترثى لها بعدما فقدت أملها الأخير فى حبيبها.
أما بهية هزت رأيها بحزن شديد و تعاطف معها ثم وبخت يزيد بحدة قائلة
عاچبك إكده يا يزيد...كدا تكسر ابخاطرها!
ياما فرحة لسة صغيرة يعتبر لسة طفلة و حبها ليا ده حب مراهقة و بعدين هى بتحب شكلى مش بتحبنى أنى و بكرة لما تعرف واحد غيرى يحبها و يجدرها هتنسانى و هبجى بالنسبالها زى أى واحد عادى...و بكرة تجولى يزيد جال.
تنهدت بحيرة ثم قالت
ربنا يجدملها اللى فيه الخير يا ولدى...و يرزجها بابن الحلال اللى يحبها و يصونها.
اجابها بابتسامة و ارتياح
إيوة إكده يا ست الكل...ادعيلها انتى الدعوة الحلوة دى و هى بعد إكده هتيچى تجولك يزيد مين ده اللى كنت مموتة نفسى عليه...و هتضحك على نفسيها كمان.
ضحكت بهية بصخب قائلة
الله يحظك يا يزيد...دمك شربات يا ولا.
يزيد
ماهو لازم الشربات يچيب شربات يا ست الكل يا عسل انتى..
ثم استمرت المكالمة لبعض الوقت ما بين غزله بأمه و دعواتها الجميلة له.
فى شركة أمجد بسيونى يقف أمامه شريف بجسد مرتجف من شدة الخۏف و مطرق الرأس و يوبخه بحدة قائلا
شوية الشحوطة اللى انت جابيهملى دول مبيفهموش!...أنا مش قايلك يا بنى آدم يضربو عليها لما تكون لواحدها...انتو ايه!..بهاايم!
تلعثم شريف و أجاب بتوتر بالغ
يافندم ماهو اللى حضرتك عايزه حصل و مجراش ليها حاجة و أكيد رسالتك وصلت لعادل الشرقاوى.
رد بانفعال
حصل و لا محصلش...اللى أقول عليه يتنفذ بالحرف الواحد من غير فزلكة من شوية الأغبية اللى انت جايبهملى...أنا قولت يضربو ڼار و يجروا مش يعملولى فيها بقى چيمس بوند و يردوا على البودى جارد بضړب الڼار و يشعللوا الدنيا أكتر!!.
شوية الأغبية دول تديهم حسابهم و متتعاملش معاهم تانى...أنا عايز ناس بتفهم...مفهوم!
اومأ بارتباك و خوف
ح حاضر يافندم...أوامرك.
صاح به بحدة
غور من قدامى.
انصرف شريف سريعا و هو يحمد الله أنه قد خرج من عنده حيا يرزق.
بينما أمجد يحاول أن يسيطر على أنفاسه المتلاحقة من فرط العصبية و الڠضب لكى يستطيع أن يفكر فى الخطوات القادمة التى سيخطوها نحو انتقامه من عادل الشرقاوى و إبنته.
الفصل العاشر
وصل زايد إلى منزل فتحى شقيق ليلى طرق باب الشقة الصغيرة ذات الحوائط البالية و فتحت له والدة ليلى و عرف نفسه لها على أنه زبون للمقهى الذى كان يعمل به إبنها و جاء لزيارته و الإطمئنان عليه بعدما علم بأمر ذلك الحاډث فرحبت به بحرارة و دلته على غرفة فتحى و دلفها بخطى ثابتة يتمنى من الله أن يتمم نيته الحسنة على خير و يجزيه عنها خير الجزاء.
ما إن رآه فتحى حتى عرفه فى الحال فزايد معروف فى النادى بطيبته و تواضعه و حسن تعامله مع الناس و محبوب من جميع العاملين بالنادى فرحب به و هو بوضعه الشبه جالس و فرح للغاية بزيارته و أجلسه بمقعد صغير بجوار فراشه.
بعد الكثير من الحديث عن الحاډث و ما آلت إليه أمور عائلته من ضنك و شتات و الدعوات الخالصة بصلاح الحال و الشفاء العاجل من قبل زايد بدأ فى سرد اقتراحه مباشرة قائلا
صلى على النبى يا فتحى.
فتحى
عليه أفضل الصلاة و السلام.
زايد
فى واحد صاحبى عنده مكتبة قدام جامعة الأزهر محتاج بنت تساعده ف شغل المكتبة من تصوير ورق و تدبيس الملزمات و رص الكتب و كدا...شغلانة بسيطة و مش محتاجة خبرة و أنا بعد ما شوفت أختك ف الكافيه و عرفت إنها بتشتغل مكانك بصراحة زعلت علشانها خاصة إنها بتتعرض لمضايقات كتير و بتتعاكس من الشباب فقولت شغل المكتبة هيكون مناسب ليها جدا و مرتبها كويس جدا كمان...أنا اعتبرت أختك هى أختى و أنا مرضاش لأختى انها تشتغل لامؤاخذة يعنى جرسونة ف كافيه...ها قولت ايه!
انبهر من عرضه و اندهش للغاية من وجود أناس بهذه الطيبة البالغة يفكرون بغيرهم من إخوانهم الفقراء و يبحثون لهم عن عمل إذن ماذا لو علم أنه سيساهم فى مرتب شقيقته من ماله الخاص!
وجده مشدوه الملامح فاغر الفاه فلكزه من كتفه قائلا
إيه يا فتحى!..بتفكر ف إيه!..لو خاېف إن شغل الكافيه يروح منك متقلقش...انت بتشتغل بعقد و المدير هيلتزم بيه و مش هيقدر يعملك حاجة غير لما مدة العقد تنتهى.
هز رأسه بعدم تصديق و انبهار قائلا بامتنان
و الله يا أستاذ
متابعة القراءة