رواية جديدة جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
زايد أنا مش عارف أقولك إيه...ربنا يكتر من أمثالك..و الله حضرتك فعلا حسست الواحد ان الدنيا لسة بخير..مش عارف أشكرك إزاى و الله...ربنا يجبر بخاطرك زى ما جبرت بخاطرى و خاطر أختى الغلبانة اللى متعرفش أى حاجة ف الدنيا و الظروف ضاقت بينا و اضطرت تشتغل مكانى...الحمد لله على كل حال.
رد بابتسامة واسعة
يعنى نقول مبروك الشغل الجديد!
طبعا..هى دى محتاجة تفكير...أنا أصلا زعلان على شغلها مكانى و كان نفسى يوم ما تشتغل تشتغل فى حاجة أحسن من كدا..بس نعمل إيه حظها كدا.
رد زايد بمواساة
حظها هيبقى زى الفل إن شاء الله...و أهو كدا تبقى مطمن عليها ف رقدتك.
هات الورقة اللى جنبك دى أكتبلك فيها عنوان المكتبة و تقدر تبدأ من بكرة إن شاء الله.
أثناء نزوله على الدرج المشروخ درجاته اصطدم رغما عنه بليلى أثناء صعودها حيث انفلتت قدمه اليمنى من احدى الدرجات المکسورة فقامت هى برد جسده بكفيها مانعة إياه من السقوط فلكم تعرضت لذلك الموقف هى و جميع افراد أسرتها حتى اعتادوا عليه و أصبحوا يتفادون تلك الدرجة و لا يخطون عليها.
خجلت كثيرا و توردت وجنتاها و لكن سرعان ما صاحت به بحدة
هو انت ماشى ورايا و لا إيه يا أستاذ!
أجابها ببرود
انتى شوفتينى ماشى وراكى!
اجابته پغضب
هز كتفيه لأعلى بلامبالاة
معناة إنى روحت الكافيه آخد عنوان واحد حبيبى مريض و روحتله بيته علشان أزوره و أطمن عليه...قوليلى بقى امتى مشيت وراكى!
اصتكت فكيها بغيظ و زمت شفتيها پغضب طفولى قائلة
أنا مش عارفة كل ما يحصل أى موقف معايا لازم تحرجنى ف الكلام كدا ليه...متعرفش حاجة اسمها ذوق!
علشان انتى اللى مبتعرفيش تردى بالرد المناسب و متسرعة ف حكمك على الأمور و مندفعة ف تعاملك مع الناس...أنا حاسس إنى بكلم طفلة أصلا...
ثم تركها بذهولها و ڠضبها و مر من جانبها مغادرا مبنى منزلها بأكمله عائدا إلى سكنه الجامعى.
بينما ليلى صعدت لشقتها و هى تتمتم پغضب بكلمات غير مفهومة فكانت هيئتها طفولية للغاية حتى وصلت لباب الشقة و فتحته و ولجت إلى الداخل فوجدت أمها تستقبلها بابتسامة واسعة و سعادة بالغة تعجبت لها ليلى فقالت لها أمها
طرقت باب الغرفة و دلفت بخطى حائرة تفكر ترى ما هذا الخبر السعيد!!
استقبلها فتحى بحال لا يقل عن حال أمها سعادة قائلا
تعالى يا لولو...تعالى يا حبيبتى دا انتى بنت حلال و ربنا بيحبك.
أقبلت عليه بابتسامة قائلة
فى إيه يا فتحى!...شوقتنى.
أجابها بسعادة عارمة
جالى من شوية واحد ابن حلال أوى كان جاى يشوفنى و يطمن عليا و جايبلك شغلانة جديدة أحسن مېت مرة من شغل الكافيه!
قطبت جبينها باستغراب
واحد مين دا يا فتحى...أعرفه يعنى!
اجابها
مش عارف انتى تعرفيه و لا لأ...الأستاذ زايد زبون دايم عندنا ف كافيه النادى هو و صاحبه الأستاذ ماجد.
ردت بتفكير
أنا معرفش أسامى بس ممكن لو شوفته أعرفه.
فتحى
دا لسة يادوب نازل قبل ما تيجى علطول.
سكتت قليلا و سرعان ما تذكرته فجحظت عيناها و فغر فاها من المفاجأة و قالت پصدمة
انت قصدك الأستاذ اللى لسة نازل من عندك من شوية!..يعنى هو اللى جايبلى شغل جديد!
أومأ بابتسامة واسعة
أيوة هو...شاب ابن حلال اوى الله يباركله...جايبلك شغل ف مكتبة قدام الجامعة بتاعته.
ألقت بجسدها على أقرب مقعد باهمال فتلك المفاجأة لم تكن فى حسبانها بتاتا البتة فقد كانت تظنه قاسى القلب بارد الطباع و سيئ الخلق و لكنه خالف توقعاتها و تبين لها أنه من النبلاء.
عندما حل المساء بقصر عادل الشرقاوى استدعى أثير لمكتبه بعدما تأكد من أميرة أنها أصبحت بخير فذهبت له على الفور و يخالجها شعور بالنفور منه رغم كونه أبيها إلا أن قسوته و جفاءه قد امتصا حبه من قلبها كما يمتص القطن الماء.
طرقت الباب و ولجت الى الداخل بعدما أذن لها بذلك و ألقت عليه تحية المساء ثم جلست بالمقعد المقابل له فأدار دفة الحديث قائلا باقتضاب
انتى عاملة إيه دلوقتى!
ارتسمت على ثغرها ابتسامة ساخرة ثم أجابت بجمود و اختصار
أحسن الحمد لله.
لاحظ ابتسامتها التهكمية و لكنه لم يبالى و استرسل حديثه قائلا بجدية و صرامة
اسمعينى كويس لان الكلام اللى هقوله دا مش هكرره تانى...من بكرة مفيش خروج من غير بودى جارد...أى مكان هتروحيه هيبقى معاكى..يعنى من الآخر كدا هيمشى معاكى زى ضلك...مفهوم!
قطبت جبينها بانزعاج و أجابته برجاء
يا بابى أرجوك انا بحب أمشى بحريتى من غير ما أحس إنى متراقبة و خطواتى محسوبة و...
بترت كلماتها عندما أتاه صياحه الزاجر
خلاص...قرارى دا نهائى غير قابل للنقاش.
ردت باستياء و اصرار
و أنا مش همشى ببودى جارد يا بابى..سورى..دى حياتى و انا حرة فيها...
نهضت من مقعدها و انتصبت فى وقفتها أمامه
ثم استرسلت حديثها بنبرة ذات مغذى قائلة بجمود
و أظن حياتى متهمكش اوى علشان تبقى خاېف عليا أوى كدا و تعينلى حارس يحرسنى.
فهم ما ترنو إليه فاغتاظ منها بشدة و زمجر فيها پغضب قائلا
أثيييير...اتكلمى معايا كويس...و قولتلك قرارى غير قابل للنقاش و مش مسموحلك تسألى عن أسباب...من بكرة يزيد رجله على رجلك مش هتخطى من غيره...مفهوم!
ماذا!..يزيد!...هل قال يزيد!
ابتلعت ابتسامتها الفرحة بشق الأنفس حتى لا يلحظها فلو كانت تعلم منذ بادئ الأمر أن حارسها سيكون يزيد لما ترددت و لا جادلته فى الأمر فتصنعت أنها أصبحت مغلوبة على أمرها و أطرقت رأسها متصنعة قلة الحيلة رغم قلبها الذى يرفرف من السعادة ثم قالت بنبرة خاڤتة و بملامح تبدو غاضبة
أوكى يا بابى...اللى تشوفه.
تنهد عادل بارتياح ثم سألها بجدية
انتى ناوية تروحى الشركة بكرة و لا لسة تعبانة!
الحق أنها كانت تنوى عدم الذهاب و لكن بعد هذا الخبر المفرح ستذهب بالطبع حتى تنعم برفقته أغلب ساعات يومها.
أجابته بجدية
الحمد لله انا بقيت كويسة و مفيش داعى للغياب.
أومأ بموافقة قائلا
تمام...انا هتصل بيه دلوقتى و أتفق معاه ييجى ياخدك من القصر و يوديكى الشركة و طبعا هيفضل معاكى لحد ما يرجعك القصر تانى...و لو ناوية تروحى أى مكان تانى نسقى معاه علشان يكون معاكى...و سيبيلى أنا موضوع الراتب و العقد هعدله مع محمود بيه و هظبط الدنيا..تمام!
أومأت بموافقة
تمام...فى حاجة تانية!
عادل
لا خلاص...تقدرى تمشى دلوقتى.
اومأت بايجاب ثم قالت
اوكى تصبح على خير.
غادرت مكتبه و نبضات قلبها تتراقص بين أضلعها على أنغام عشقها تخطو نحو غرفتها بتمايل و هى تدندن بترانيم العشق التى تحلق بها فى سماء الهيام لتستلقى على فراشها و الابتسامة الحالمة لم تفارق ثغرها تمنى
متابعة القراءة